مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا ترد على الانتقادات الاوروبية وتمضي في تدابيرها بحق انصار غولن

تظاهرة مؤيدة للرئيس اردوغان في ساحة تقسيم باسطنبول، الجمعة 22 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

رفعت تركيا السبت الى ثلاثين يوما فترة التوقيف على ذمة التحقيق وقامت بحل اكثر من الفي مؤسسة، محذرة اوروبا من انها مستمرة في ردها على انصار الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو.

وقال الرئيس رجب طيب اردوغان في مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية ان “ما يقوله (المسؤولون الاوروبيون) لا يهمني ولا استمع اليهم”.

وفي انتقاد جديد من مسؤولين اوروبيين بعيد بث المقابلة السبت، اعتبر رئيس الوزراء الايطالي ان انقرة “تضع مستقبل (تركيا) في السجن”، وذلك بعد اعلان حال الطوارىء الخميس في البلاد للمرة الاولى منذ 15 عاما.

وصدرت اول مفاعيل هذا الاجراء في الجريدة الرسمية عبر تمديد الفترة القصوى للتوقيف على ذمة التحقيق من اربعة الى ثلاثين يوما وصرف الموظفين المرتبطين بالداعية غولن مدى الحياة.

وتم اغلاق 1043 مؤسسة تعليمية و15 جامعة و1229 جمعية ومؤسسة و19 نقابة. وكرر اردوغان عزمه على القضاء على هذا “الفيروس” و”السرطان” المتفشي في المؤسسات.

في المقابل، اعلن القضاء الافراج عن 1200 عسكري في قرار غير مسبوق منذ بدء عملية “التطهير” الواسعة النطاق بعد محاولة الانقلاب التي اسفرت عن مقتل 270 شخصا بينهم 24 من الانقلابيين.

لكن وبحسب ارقام وكالة الاناضول الرسمية، تم توقيف اكثر من 12500 شخص على ذمة التحقيق منذ احداث ليل 15-16 تموز/يوليو. وافاد المصدر نفسه انه تم توقيف 5600 شخص من عسكريين وقضاة وعناصر في الشرطة فضلا عن مدنيين من اساتذة وموظفين.

-“اكثر وحشية من داعش”-

وقال وزير الشؤون الاوروبية التركي عمر جيليك مخاطبا “الزملاء الاوروبيين”، “تعالوا الى هنا. تعالوا لتروا الى اي مدى كان الامر خطيرا”.

واعتبر الوزير ان الداعية غولن “اكثر خطورة من اسامة بن لادن” وحركته “اكثر وحشية من داعش”، اي تنظيم الدولة الاسلامية.

لكنه حرص على التاكيد ان اتفاق العشرين من اذار/مارس بين انقرة وبروكسل والذي اتاح احتواء تدفق اللاجئين الى دول الاتحاد الاوروبي سيتواصل تنفيذه، املا ب”اندفاعة جديدة” في مفاوضات انضمام بلاده الى الاتحاد.

من جهته، رأى اردوغان ان “اوروبا تجعلنا ننتظر منذ 53 عاما” و”لم نستفد حتى من الفرص الاقتصادية” التي يؤمنها الاتحاد الاوروبي.

وكرر انه سيوافق على اعادة العمل بعقوبة الاعدام في حال طالب الشعب بذلك واقره البرلمان، الامر الذي سيؤدي حكما الى تقويض عملية الانضمام. وقال “مع الاسف، علي ان اقبل بهذا الطلب. انهما مهمة السياسيين. في الديموقراطيات السيادة هي ملك الشعب”.

ومنذ انقلب الوضع لمصلحته، يتكىء اردوغان على حشود مناصريه الذين يسميهم “الشعب العزيز البطل” ويدعوهم الى التظاهر كل مساء.

– اتصال بغولن؟-

وقبل تظاهرة يتوقع ان تكون حاشدة الاحد في ساحة تقسيم باسطنبول، نزل انصار اردوغان الى الشوارع الجمعة تنديدا بغولن الذي اوقف ابن اخيه السبت في شمال شرق تركيا على ذمة التحقيق.

وقال وزير الخارجية مولود جاوش اوغلو خلال تجمع في مدينة انطاليا الساحلية (جنوب) “سنعيد ايضا هذا الخائن (…) من بنسلفانيا”.

وعلى خلفية التوتر بين انقرة وواشنطن، نبه الرئيس باراك اوباما الجمعة الى ان طلب انقرة تسليم غولن سيتم التعامل معه بحسب القانون الاميركي. ورد اردوغان ان الولايات المتحدة “قدمت الينا (في الماضي) العديد من طلبات التسليم (…) ولم نطلب منهم ابدا اي وثيقة”، مؤكدا انه سيتم ارسال ادلة خلال “عشرة ايام”.

واكد ان رئيس اركان الجيش خلوصي اكار الذي احتجزه الانقلابيون عرض عليه خاطفوه ان يتحدث هاتفيا الى فتح الله غولن.

واذا كانت السلطات التركية عازمة على مواصلة عملية التطهير الكبيرة في الاجهزة الامنية، فانها لم تشمل حتى الان حقان فيدان رئيس اجهزة الاستخبارات النافذة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية