مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تمدد عمليات التنقيب عن المحروقات في شرق المتوسط

سفينة المسح الزلزالي التركية عروج ريس في اسطنبول في آب/أغسطس 2019 afp_tickers

شدد الرئيس رجب طيب أردوغان الثلاثاء على قوة الجيش التركي بعد تمديد مهمة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط وضعت بلاده في مواجهة مع اليونان وبقية دول الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت تركيا تمديد عمليات التنقيب عن الغاز في منطقة غنية بالمحروقات في شرق البحر المتوسط والتي نددت بها اليونان، متجاهلة الدعوات الدولية لتخفيف التوتر مع أثينا.

وتتهم اليونان تركيا بانتهاك سيادتها، فيما تقول أنقرة إن حليفتها في حلف الاطلسي تتبع نهجا “متشددا” لا يترك فرصة للمباحثات.

يأتي تمديد المهمة وسط تصاعد التوتر، الذي اتسم باستعراض القوة. وأجرت تركيا واليونان الأسبوع الماضي مناورات بحرية متنافسة.

ويراقب الاتحاد الأوروبي النزاع بقلق متزايد، مع قيادة ألمانيا جهود لحمل الأطراف على تخفيف حدة لهجتهم وتسوية خلافاتهم من خلال المحادثات.

وكانت أنقرة أرسلت سفينة عروج ريس ترافقها سفن حربية إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 آب/أغسطس، ما أثار غضب أثينا وصعد التوتر القائم بالفعل بين البلدين.

وردت اليونان بإطلاق مناورات بحرية بمشاركة عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات لبس ببعيد عن مناورات أجرتها تركيا بين جزيرتي قبرص وكريت الاسبوع الفائت.

وأعلنت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) مساء الإثنين تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس، إلى جانب سفينتي الدعم اللوجستي عثمان وجنكيز خان، حتى 12 أيلول/سبتمبر.

والثلاثاء، هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدول التي يتهمها بأنها تريد حرمان تركيا من حقها بالحصول على حصتها من موارد الغاز، دون أن يسميها.

وأكد أنّ تركيا لن يروعها تحالف اليونان مع قوة عسكرية أوروبية مثل فرنسا.

وقال “حتى لو توحدت الجبهات المعادية، ليس بوسعهم وقف صعود فرنسا”.

وأعتبر رئيس الدولة، خلال كلمة ألقاها في أنقرة، “أن محاولات الاستيلاء على ثروات البحر المتوسط، التي تخص جميع البلدان المطلة عليه، هي مثال على الاستعمار الجديد”.

وفي إشارة إلى تهديد باستمرار الأزمة، أعلن أردوغان أن عروج ريس “تواصل بتصميم أنشطتها”.

وأكد “بإذن الله، نأمل الحصول على أخبار سارة خلال وقت قصير من البحر المتوسط، كما حصلنا من البحر الأسود”، في إشارة إلى اكتشاف تركيا الأخير لحقل غاز طبيعي ضخم يقدر بنحو 320 مليار متر مكعب في البحر الأسود.

– “اليونان ستخسر” –

تتنازع تركيا واليونان، العضوان في الحلف الأطلسي ويجمعهما تاريخ من العلاقات المتوترة، حول تقاسم احتياطيات ضخمة من الغاز المكتشفة في السنوات الأخيرة في شرق البحر المتوسط.

لكن التوتر ينسحب أيضا على التراث البيزنطي في اسطنبول وفي القلب منه تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد وجزيرة قبرص المقسمة.

وأوضحت صور نشرت الاسبوع الماضي جنودا يونانيين يصلون إلى جزيرة كاستيلوريزو، المعروفة باسم ميس في تركيا، ما فتح بابا جديدا للمواجهة بين الطرفين.

وتقع الجزيرة اليونانية عبى بعد كيلومترين عن بلدة كاش التركية الواقعة في محافظة أنطاليا في الجهة المقابلة.

وتجري سفينة عروج ريس تنقيبها قرب هذه الجزيرة، فيما تعتزم البحرية إجراء سلسلة من التدريبات بالرصاص الحي في شرقها خلال الشهر الجاري.

واستنكرت تركيا الاثنين محاولة “تسليح” هذه الجزيرة المنزوعة السلاح حسب معاهدة سلام موقعة في العام 1947، بعد نشر وكالة فرانس برس صور لوصول جنود يونانيّين إلى جزيرة كاستيلوريزو الاسبوع الماضي.

تؤكد أثينا أن لها الحق في استغلال الموارد الطبيعية حول جزرها الواقعة بالقرب من الساحل التركي. لكن أنقرة ترفض ذلك، معتبرة أن ذلك سيحرمها من عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من البحر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء “اليونان تطالب بجرف قاري تبلغ مساحته 40 ألف كيلومتر مربع لهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة (…) إنها تحاول حبس تركيا في منطقة ضيقة. هذا بالطبع غير مقبول بالنسبة لنا”.

واعتبر أردوغان الثلاثاء “أن محاولة إحاطة تركيا داخل سواحلها بجزيرة مساحتها 10 كيلومترات مربعة يعد ظلمًا”.

وقال تشاوش أوغلو “يمكننا نشر الشرطة والدرك لأسباب تتعلق بالأمن الداخلي (…) ولكن هناك حد. إذا تجاوزت عسكرة (كاستيلوريزو) هذا الحد، ستكون اليونان هي الخاسرة”.

لكنّ مسؤولا يونانيا قال إن الجنود متواجدين بالفعل على الجزيرة منذ فتر طويلة، مشيرا إلى أنّ الصور من “تغيير قوات روتيني”.

وإزاء القلق من تزايد التوتر، هدد الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض مزيد من العقوبات على تركيا ما لم يحصل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية