مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تصاعد الضغوط في القمة الاوروبية لانتزاع تسوية تمنع خروج بريطانيا

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في بروكسل 18 فبراير 2016 afp_tickers

اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس انه سيرفض اي اتفاق لا يلبي مطالبه باجراء اصلاحات قبل قمة في بروكسل حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتحاد الاوروبي الذي يريد تفادي خروج المملكة المتحدة من التكتل الاوروبي.

وقال فور وصوله الى اجتماع رؤساء الدول والحكومات “سأحارب من اجل بريطانيا. اذا كنا نستطيع الحصول على صفقة جيدة، فساقبل ذلك. لكنني لن اقبل اتفاقا لا يلبي احتياجاتنا”.

واثر ضغوط من المشككين بالاتحاد الاوروبي، وعد زعيم حزب المحافظين العام الماضي باجراء استفتاء حول بقاء بلاده في الاتحاد الاوروبي، يمكن تنظيمه اعتبارا من حزيران/يونيو اذا استطاع التوصل الى اتفاق.

ورغم انقسام الناخبين البريطانيين، يثير احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مخاوف الدول الاعضاء التي تعاني بالفعل من ازمة هجرة غير مسبوقة منذ العام 1945.

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك “نحن في خضم مفاوضات لا تزال صعبة جدا وحساسة” مضيفا “لكن هناك شيء واضح بالنسبة لي في هذه القمة، انها مسالة حياة او موت”.

وتوسك الذي يشرف على المفاوضات منذ عدة اشهر اضفى انطباعا ماسويا على هذه المسألة في الايام الاخيرة، قائلا ان ليست هناك “ضمانات” بان رؤساء دول وحكومات الاتحاد سيتوصلون الى تسوية بحلول الجمعة، معتبرا ان “خطر انفجار” الاتحاد الاوروبي امر “واقعي”.

من جهته، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر انه “واثق جدا” حتى لو كانت هناك مسائل شائكة ينبغي حلها.

– “اتفاق محتمل” –

ويريد زعيم حزب المحافظين البريطاني بشكل خاص تقييد الهجرة للعمل داخل أوروبا، وحماية مصالح حي المال في لندن، المركز المالي الاول في اوروبا.

ويتضمن نصا من 18 صفحة هو أساس المفاوضات وفقا لنسخة تم توزيعها صباح الخميس، عدة فقرات بين قوسين، وهذا يعني عدم الاتفاق عليها ما يدل على ان الخلافات لا تزال قائمة.

وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز “في بعض النقاط، لا يزال من الضروري الخوض في التفاصيل”. وسيصوت البرلمان على بعض التغييرات التشريعية اذا تم التوصل الى اتفاق”.

من جهتها، قالت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكيت “الكل سيفتعل ازمة صغيرة ومن ثم سيتفق الجميع”.

واذا كان الاوروبيون على استعداد للاعتراف “بالخصوصية البريطانية”، فانهم يريدون تجنب انتقال “العدوى” الى الدول الاعضاء الاخرى من حيث الامتيازات الممنوحة لكاميرون، مثل القدرة على تقليص المزايا الاجتماعية للمواطنين الاوروبيين العاملين في بريطانيا.

ويثير هذا الاجراء، الذي يعتبر “تمييزا” بالنسبة للمبدأ “المؤسس” لحرية التنقل، قلق بلدان أوروبا الوسطى والشرقية كونه يستهدف عمالها.

وبالتالي، اقترح توسك “آلية وقائية” تسمح للندن بالحد مؤقتا من المنافع الاجتماعية للمهاجرين الاوروبيين.

ولكن في ما يتعلق بمدة الاقتطاع من البرامج الاجتماعية، قال دبلوماسي من اوروبا الوسطى ان “السؤال يبقى مفتوحا.وهذا قرار يعود للقادة”.

وقد تلقى كاميرون الاربعاء دعما من انغيلا ميركل، حول مسألة الحوكمة الاقتصادية والتكامل في منطقة اليورو التي تثير شكوكا جدية في باريس.

وقالت المستشارة انها تشارك الرأي القائل أن “الدول الاعضاء التي لا تستخدم اليورو يجب عدم تجاهلها في قضايا مهمة بالنسبة لها”.

وبالنسبة لفرنسا، فانها ترفض “احتمال استخدام حق النقض” من قبل لندن التي ليست عضوا في الاتحاد النقدي.

وقال الرئيس فرنسوا هولاند ان “الاتفاق ممكن (…) لكننا لا يمكن أن نمنع اوروبا من المضي قدما”.

– تركيا على المحك –

واذا كانت القمة مخصصة لمسالة احتمال خروج بريطانيا، الا انها ستبحث ازمة الهجرة ايضا.

وحضت ميركل الاربعاء الاوروبيين على حماية الحدود الخارجية للاتحاد، بينما تثير سياسة الانفتاح التي تنتهجها حيال اللاجئين انتقادات على نحو متزايد.

وتوزع الاوروبيون حتى الآن 500 لاجئ فقط وصلوا الى اليونان وايطاليا من اصل 160 الفا تم تحديدهم في ايلول/سبتمبر.

وفي مشروع ختام قمتهم، تطلب الدول ال 28 من تركيا “بذل جهود اضافية حازمة” لمكافحة التهريب ووقف تدفق اللاجئين.

لكن المفوضية الاوروبية دانت الخميس قرار النمسا ادخال نظام الحصص اليومية من طالبي اللجوء الى اراضيها، معتبرة ان ذلك “يتعارض بشكل واضح” مع القوانين الاوروبية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية