مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تظاهرات جديدة احتجاجا على الضائقة الاقتصادية في ايران (مسؤولون)

الرئيس حسن روحاني يتحدث في البرلمان خلال جلسة مخصصة لميزانية 2018-2019 afp_tickers

اعلن مسؤولون ايرانيون الجمعة تجدد التظاهرات احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، غداة توقيف عشرات ممن شاركوا في تظاهرات الخميس في مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية.

واعتبر اسحق جهانغيري نائب الرئيس الايراني ان متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت الجمعة الى طهران ومدينة كرمنشاه في غرب البلاد، رغم ان اعدادهم بقيت ضئيلة.

ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن نائب الرئيس الايراني قوله ان “بعض الحوادث التي وقعت في البلاد (حصلت) بذريعة مشاكل اقتصادية ولكن يبدو ان ثمة امرا اخر خلفها”.

وقال جهانغيري “يعتقدون انهم يؤذون الحكومة بما يفعلون”، مؤكدا انه ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل.

وقال نائب محافظ طهران محسن حمداني إن “اقل من 50 شخصا” تجمعوا في احدى ساحات المدينة وتم توقيف العديد منهم بعد ان رفضوا اخلاء المكان، بحسب صحيفة “اعتماد” الاصلاحية.

واضاف حمداني “كانوا تحت تأثير الدعاية”، وكانوا “غير مدركين ان غالبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج”.

في كرمنشاه كانت التظاهرة اكبر، فقد اظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين، وافادت التقارير ان التظاهرة كانت لمن خسروا اموالهم جراء انهيار مؤسسات التسليف غير المرخص لها في السنوات الاخيرة.

وافادت وكالة انباء تسنيم المحافظة ان “المتظاهرين طالبوا بكشف مصير حساباتهم وان الشرطة تعاطت معهم بروية رغم عدم حصولهم على اذن بالتظاهر”.

ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد (شمال شرق) التي تعد مركزا دينيا مهما في ايران، احتجاجا على غلاء الاسعار وتراجع الاوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة “نظر” الاصلاحية متظاهرين في مدينة مشهد وهم يهتفون “الموت لروحاني”.

ورددوا ايضا هتافات من بينها “الموت للديكتاتور” و”لا غزة ولا لبنان، حياتي لايران”، في ما يؤشر إلى غضب البعض في إيران من تركيز السلطات على القضايا الاقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.

لكن أسباب الاحتجاجات أكثر عمقا مما تبدو، بحسب النائب الإيراني حميد غارمابي.

وقال النائب الذي يمثل مدينة نيسابور قرب مشهد لوكالة فراس “هناك ازمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية”.

ويشير بذلك إلى تكاثر مؤسسات الاقراض خلال عهد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد.

وادت طفرة في قطاع البناء، الخارج عن السيطرة، الى تراكم الديون لدى البنوك وشركات الاقراض، يضاف الى ذلك ارتفاع التضخم والفوضى التي احدثتها العقوبات الدولية ما دفع كثيرا من المؤسسات الى التخلف عن سداد ديونها.

وسعت حكومة روحاني، منذ وصوله الى السلطة عام 2013، الى تنظيم القطاع المالي، واغلقت ثلاثا من مؤسسات الاقراض الكبرى في البلاد، بينها ميزان.

لكن التقدّم في تنظيم هذا القطاع كان بطيئا.

وكانت مدينة مشهد اكثر المدن تضررا بإغلاق مؤسسة ميزان، التي كانت تدير نحو مليون حساب، ما أدى لاندلاع احتجاجات في المدينة منذ العام 2015، بحسب وكالة ارنا للأنباء الرسمية.

وكانت كرمنشاه الاكثر تضررا جراء المشاكل التي واجهتها مؤسسة الاقراض كاسبيان، بحسب وكالة تسنيم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية