مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تظاهرات في المكسيك الثلاثاء بعد مقتل صحافي متعاون مع فرانس برس

الصحافي المكسيكي خافيير فالديز في غوادالاخارا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 afp_tickers

تشهد المكسيك الثلاثاء تظاهرات غداة اغتيال الصحافي خافيير فالديز الخبير في قضايا تهريب المخدرات والمتعاون مع وكالة فرانس برس.

وفالديز (50 عاما) هو خامس صحافي يقتل في 2017 في المكسيك التي تعد ثالث أخطر بلدان العالم على الصحافيين بعد سوريا وأفغانستان وفق منظمة “مراسلون بلا حدود”.

واغتيل الصحافي الذي يعمل لوكالة فرانس برس منذ أكثر من عشرة اعوام في ولاية سينالوا، في وضح النهار الاثنين في مدينة كولياكان (شمال غرب) بالقرب من مقر نشرة ريودوسي التي أسسها في 2003 مع اثنين من زملائه.

وقد عمل فالديز لفرانس برس لأكثر من عشر سنوات في ولاية سينالوا معقل كارتل بارون المخدرات خواكين “ال تشابو” غوزمان المسجون حاليا في الولايات المتحدة.ونشر فالديز كتباً عدة حول التحقيقات المتعلقة بتهريب المخدرات. وكان فالديز مراسلا لصحيفة “لا خوردانا” ايضا.

واثار اغتياله استياء في المكسيك حيث ستنظم تظاهرات صباح الثلاثاء في مكسيكو وفي مدينتي شيلبانسينغو بولاية غيهيرو (جنوب) وكولياكان لمطالبة الحكومة بوقف الافلات من العقاب.

وكان فالديز نشر عددا من التحقيقات حول تهريب المخدرات. وقد صدر آخر كتاب له يحمل عنوان “صحافة المخدرات: الصحافة بين الجريمة والادانة”. وقد اكد فيه ان العمل “كصحافي يعني ان يصبح على لائحة سوداء”.

وقال شقيقه رافايل فالديز بعيد الاغتيال “سألته مرات عدة ما اذا كان خائفا. قال لي +نعم+ وانه شعور انساني”. واضاف “سألته لماذا يجازف بحياته ورد +انه امر احبه وعلى احد ما ان يقوم به، يجب الكفاح لتغيير الامور+”.

وكان خافيير فالديز صرح في 2011 عند تسلمه الجائزة الدولية لحرية لصحافة التي تمنحها “لجنة حماية الصحافيين” انه “في كولياكان في سينالوا، من الخطر ان تكون حيا وتعمل في الصحافة، انه اشبه بالسير على خط خفي رسمه الاشرار الذين يهربون المخدرات واولئك الموجودون في الحكومة”.

وأضاف “يجب ان نحمي انفسنا من كل شئ ومن الجميع”.

– “جريمة نكراء” –

دان الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو في تغريدة على تويتر هذه “الجريمة النكراء” واكد التزامه حماية “حرية التعبير والصحافة الاساسية لديموقراطيتنا”.

وقالت مديرة الاعلام في وكالة فرانس برس ميشيل لوريدون “روعتنا هذه المأساة ونعبر عن خالص تعازينا لعائلة خافيير واقربائه”.

وأضافت ان “خافيير الذي برهن على شجاعة كبيرة، يجري تحقيقات منذ سنوات حول العصابات القوية لتهريب المخدرات في المكسيك بدون ان يجهل المخاطر على حياته”. واضافت “نطلب من السلطات المكسيكية القاء الضوء على كل ملابسات هذا الاغتيال الجبان”.

وتقول المنظمة غير الحكومية “ارتيكولو 19” التي تقول ان 105 صحافيين اغتيلوا و23 فقدوا منذ العام 2000، ان 99,7 بالمئة من جرائم قتل الصحافيين تبقى بلا عقاب على الرغم من انشاء قضاء خاص لهذه القضايا. كما ان وضع آلية حكومية لحماية الصحافيين لم يكن فعالا ايضا.

وأكدت “لجنة حماية الصحافيين” ان الجهود لاحقاق العدل اخفقت.

وقال مدعي ولاية سنالوا خوان خوسيه ريوس ايستافيو “بالتأكيد للنشاطات التي يقوم بها خافيير انعكاسات على فرضيات التحقيق”. واضاف “نريد الآن ضمان امن الصحيفة والاسبوعية وخصوصا عائلته”.

وكان آخر موضوع كتبه لفرانس برس قبل عشرة ايام، يتعلق بالنزاع الداخلي في كارتل سينالوا بعد تسليم زعيمه جواكين “ال تشابو” غوزمان الذي يتمتع بنفوذ كبير.

وقبل فترة قصيرة، قال فالديز في محادثة مع فرانس برس عن حياة الصحافي في المكسيك “انه امر عنيف ويزداد سوءا، لكن يجب على احد ما القيام بالعمل اليس كذلك؟”.

وكان شهر آذار/مارس قاتما للمراسلين في المكسيك حيث قتل ثلاثة منهم واصيب رابع بجروح خطيرة.

وفي غياب الامن قررت صحيفة اليومية “دياريو نورتي” المتمركزة في سيوداد سواريز التوقف عن الصدور.

وخلال العام الماضي وحده، سجلت المكسيك رقما قياسيا إذ شهدت أكثر من 400 اعتداء في حق مراسلين مع مقتل 11 صحافيا وفق منظمة “ارتيكولو 19” غير الحكومية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية