مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تظاهرة لمؤيدي الديموقراطية وأخرى لأنصار الملكية في تايلاند

تظاهرة مناوئة للحكومة في بانكوك في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2020 afp_tickers

يشارك آلاف من الناشطين المؤيدين للديموقراطية وآخرون من أنصار الملكية في تظاهرتين متوازيتين الأربعاء في بانكوك، ما يحيي المخاوف من اضطرابات في هذا البلد المعتاد على الاضطرابات السياسية.

وكان نحو خمسة آلاف متظاهر مناهضين للحكومة حسب الشرطة وأكثر من ضعف هذا العدد حسب وكالة فرانس برس، يحاولون بعد ظهر الأربعاء الاقتراب من مقر الحكومة مطالبين برحيل رئيس الوزراء برايوت تشان-أو-تشا، وهم يرددون هتافات من بينها “برايوت اخرج” و”يحيا الشعب”.

وفي مكان قريب تجمع آلاف من مؤيدي الملكية وقد ارتدوا قمصانا صفراء، رمز الملك، لتحية الملك ماها فاجيرالونغكورن والتعبير عن تأييده عند مرور موكبه بعد الظهر.

وعلى الرغم من صدام قصير، ابتعد المعسكران عن بعضهما.

لكن هذه هي المرة الأولى التي يلتقيان فيها وجها لوجه منذ بدء حركة الاحتجاج من قبل جزء من الشباب التايلاندي.

وتثير هذه المواجهة السلمية حتى الآن، مخاوف من أعمال عنف في بلد شهد 19 انقلابا أو محاولة انقلاب منذ إقامة الملكية الدستورية في 1932.

– “لا شتائم” للملك –

صرح الدليل السياحي سيري قاسمساوات لوكالة فرانس برس أن “النظام الملكي موجود منذ أكثر من 700 عام. يريدون الإطاحة به. لقد جئنا لنعبر عن حبنا لملكنا”.

قال أحد قادة الحركة المؤيدة للديموقراطية أنون نومبا “ستكون هناك استفزازات لكننا لا نريد الدخول في صراع مع أحد. … عند وصول الموكب الملكي، لا شتائم”.

وانتشر نحو 15 الف شرطي في وسط العاصمة.

ويطالب المتظاهرون المؤيدون للديموقراطية بدستور جديد وبرحيل برايوت تشان-أو-تشا الذي يحكم منذ انقلاب 2014 وتم إضفاء الشرعية على حكمه في انتخابات مثيرة للجدل.

وقال أتابورن (18 عاما) الذي قدم من شمال البلاد “يجب أن أكون هنا من أجل مستقبل أفضل (…) للديموقراطية”.

ويذهب ناشطون آخرون مثل أنون نومبا أبعد من ذلك، مطالبين بإصلاح عميق للنظام الملكي. وهم يطالبون بعدم تدخل الملك في الشؤون السياسية وإلغاء قانون منع المس بالذات الملكية وإعادة ممتلكات التاج إلى حضن الدولة. وتعتبر الحكومة هذه المطالب غير مقبولة.

ويزور ماها فاجيرالونغكورن أوروبا باستمرار وموجود حاليا في تايلاند. وكان عشرات الناشطين المؤيدين للديموقراطية رفعوا ثلاثة اصابع عند مرور سيارته في تحد للسلطة الملكية. واعتقلت الشرطة 21 ناشطا، لفتح الطريق قبل مرور موكب الملك.

وقال نائب المتحدث باسم الشرطة الكولونيل كيسانا فاثانشاروين في لقاء مع صحافيين إنه سيتم تقديمهم إلى القضاء خلال النهار.

ويأمل قادة الحركة المؤيدة للديموقراطية في جمع عشرات الآلاف من المتظاهرين الأربعاء في الذكرى السابعة والأربعين لانتفاضة الطلاب في 1973.

لكن بعض المراقبين يتساءلون عما إذا كانوا سينجحون في القيام بعمل أفضل مما جرى خلال التظاهرة الكبرى الأخيرة التي جمعت حوالى ثلاثين ألف شخص في أيلول/سبتمبر في العاصمة التايلاندية، ويخشون من تراجع قوة الاحتجاج.

ويشير ثيتينان بونغسوديراك أستاذ العلوم السياسية بجامعة شولالونغكورن في بانكوك، إلى أنهم “ربما بالغوا في تقدير قوتهم”.

وقال إن الحركة ومعظم أعضائها طلاب في المناطق الحضرية حتى الآن “تفتقر إلى هدف وجدول أعمال واضحين لجذب أعداد كبيرة من الناس”.

وأضاف أن المواجهة الحقيقية بين المؤيدين للملكيين والحركة المناهضة للمؤسسة أمر محتمل، ولكن ليس على الفور.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية