مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعبئة ضعيفة لمعارضي مادورو عشية انتخاب جمعية تأسيسية في فنزويلا

قوات الحرس الوطني الفنزويلي تحاول حماية أنفسها خلال تظاهرات الجمعة ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في كراكاس. afp_tickers

لم تلق دعوة المعارضة الى التظاهر السبت في فنزويلا تجاوبا واسعا، وذلك عشية انتخاب جمعية تأسيسية يريدها الرئيس نيكولاس مادورو بشدة، في حين ان المعارضة تعتبرها وسيلة من الرئيس لتوسيع سلطاته وتمديد ولايته.

وادى قمع السلطات للتظاهرات الى مقتل 113 شخصا خلال الاشهر الاربعة الماضية.

وتحدى عدد قليل من المتظاهرين حظر التجول خاصة في الاحياء الشرقية والغربية للعاصمة، رغم تأكيد السلطات ان التظاهر غير الشرعي يعرض من يقوم به للسجن ما بين خمس وعشر سنوات.

وقال المتظاهر اندرسون الذي كان في حي شاكاو في شرق العاصمة الذي يعتبر معقلا للمعارضة “نمت هنا ولن اتحرك طيلة اليوم. لن ننزع السواتر من الشارع، وانا هنا لان والدتي توفيت من مرض السرطان لعدم تمكني من تأمين الادوية لها، وانا اعيش في العراء ولا منزل لدي”.

وتمسكت المعارضة بدعوتها الى التظاهر في البلاد حتى ظهر السبت، عندما طلبت من انصارها اقفال الطرقات الرئيسية في البلاد الاحد يوم انتخابات الجمعية التأسيسية التي ستكلف باعداد دستور جديد للبلاد.

ويعتبر انصار مادورو هذه الانتخابات “غير شرعية”، وقرروا تمديد تظاهرات الاحتجاج الى الاسبوع المقبل.

وقال النائب فريدي غيفارا من المعارضة “بدأ هذا النضال قبل الدعوة الى انتخاب الجمعية التأسيسية، ولن يتباطأ بسبب هذه الانتخابات”.

كما قال انريكي كابريليس احد قادة ائتلاف المعارضة التي تسيطر على البرلمان ان الهدف هو “تغيير الحكومة”.

– الخوف من التزوير-

وتقاطع المعارضة انتخابات الاحد، وتعتبر ان الهدف منها افساح المجال امام الرئيس مادورو للتمسك بالسلطة، وتجنب البرلمان والانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية العام 2018.

واكد مادورو الجمعة انه لن يتراجع عن اجراء انتخابات الجمعية التأسيسية. وقال في هذا الاطار “لا تزال امامنا ورقة بامكاننا ان نحركها وهي ورقة الجمعية الوطنية التأسيسية”، معتبرا ان هذه الجمعية ستحمل السلام والاستقرار الاقتصادي للبلاد.

من جهته قال هكتور رودريغيز رئيس الحملة الانتخابية لمادورو السبت “غدا (الاحد) سنوجه رسالة واضحة : ان شعبنا يريد الديموقراطية والسلام والحوار” موضحا ان 99 بالمئة من مكاتب الاقتراع باتت جاهزة.

وسهل المجلس الانتخابي الوطني اجراءات الانتخاب ما سيتيح للناخبين المشاركة في الاقتراع في اي مكتب كان، داخل المنطقة التي ينتمون اليها.

ويعتبر عدد من المحللين ان الحكومة تحشد انصارها للتخفيف من نسبة الممتنعين عن التصويت، في حين ان المعارضة تمكنت من اجراء استفتاء رمزي في السادس عشر من تموز/يوليو شارك فيه 7،6 مليون منتخب.

ويعارض نحو 70% من الفنزويليين اجراء انتخابات الاحد، حسب مؤسسة استطلاعات الراي داتاناليزيس.

وستتألف الجمعية التأسيسية من 545 عضوا مع العلم انه لم يتم تحديد مدة ولاية اعضائها.

وتتخوف المعارضة من طريقة الاقتراع حسب التقسيم الاداري وحسب مهنة كل شخص، ما سيتيح ل62% من الناخبين ال19،8 مليون المدعوين للاقتراع، الانتخاب مرتين.

ويرى المحلل اوجينيو مارتينيز ان هذا الامر سيلقي ظلالا كبيرة من الشكوك حول نزاهة الانتخابات، خصوصا انه لا يوجد اي مراقب دولي للتأكد من النزاهة.

– التمون خوفا من ايام صعبة-

تهافت الفنزويليون عشية الانتخابات لشراء المواد الغذائية خوفا من أيام صعبة قادمة. وقال ماكسيميليانو البالغ الرابعة والثلاثين من العمر لوكالة فرانس برس “اشتريت كمية من المواد الغذائية لان الاحتراز واجب”.

وإثر اضراب عام ل48 ساعة اوقع ثمانية قتلى يومي الاربعاء والخميس، تزايدت المخاوف من نشوب نزاع مفتوح قد يدفع الاف الفنزويليين الى الانتقال الى كولومبيا المجاورة، في حين طلبت واشنطن من عائلات دبلوماسييها والعاملين في سفارتها مغادرة البلاد.

وتزايدت حدة الضغوط خلال الساعات القليلة على الرئيس مادورو. وبعد العقوبات الاميركية التي اعلنت الاربعاء واستهدفت 13 مسؤولا حاليا وسابقا، اعلنت كولومبيا مساء الجمعة انها لن تعترف بنتائج انتخابات الاحد.

وتحادث نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الجمعة هاتفيا مع ليوبولدو لوبيز احد ابرز المعارضين الفنزويليين الذي يعيش في اقامة جبرية في كراكاس منذ خروجه من السجن في مطلع الشهر الحالي.

واشاد بنس ب”شجاعة” المعارضة ودعا “الى اطلاق سراح كل السجناء السياسيين في فنزويلا من دون شروط، واجراء انتخابات حرة ونزيهة، واعادة العمل بالجمعية الوطنية واحترام حقوق الانسان”.

اف س/ج ب/اش

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية