مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعزيزات عسكرية للنظام الى دير الزور بهدف طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الاحياء الشرقية

فتى سوري يحمل معلبات في دير الزور في شرق سوريا العاشر من ايلول/سبتمبر 2017، في وقت تشهد المدينة هجمات ضد تنظيم الدولة الاسلامية من جهتين، جبهة قوات سوريا الديموقراطية وجبهو القوات الحكومية السورية afp_tickers

استقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية الى مدينة دير الزور تمهيدا لهجوم يهدف الى طرد تنظيم الدولة الاسلامية من احياء لا يزال يسيطر عليها، في وقت نفذت طائرات يرجح انها روسية غارات قتل خلالها 19 مدنيا على الاقل.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الاولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم اميركي السبت ضد الجهاديين في شرق المحافظة.

ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان لليوم الثاني على التوالي مقتل مدنيين في غارات جوية قرب مدينة دير الزور حيث يخوض الجيش السوري بغطاء جوي روسي معارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس الاثنين عن وصول “تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتادا وآليات وعناصر الى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوما يهدف الى طرد تنظيم داعش من الاحياء الشرقية للمدينة”.

ويأتي ذلك بعد أقل من اسبوع على كسر قوات النظام لحصار فرضه التنظيم المتطرف على احياء المدينة الغربية ومطارها العسكري منذ مطلع العام 2015.

وحقق الجيش السوري الاحد المزيد من التقدم بسيطرته على جبل ثردة المطل على المطار ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور.

وبالنتيجة، باتت الاحياء الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في المدينة، وفق عبد الرحمن، “هدفا سهلا لمدفعية قوات النظام”.

وواصلت طائرات حربية سورية وروسية، بحسب المرصد، الاثنين “استهداف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كثيف في مدينة دير الزور ومحيطها واريافها”.

ووثق المرصد السوري الاثنين مقتل 19 مدنيا في قصف “يرجح انه روسي” على مناطق شمال غرب المدينة.

وقال عبد الرحمن “استهدفت غارات جوية متفرقة قرية الخرّيطة، اسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين في خيم وضعت على ضفة نهر الفرات و11 آخرين في عبارات في مياهه”، من دون ان يتمكن من تحديد الطريق التي كانت تسلكها.

ومن المتوقع، وفق المرصد، ان ترتفع حصيلة القتلى لوجود “27 جريحا ومفقودا”.

ويأتي ذلك غداة مقتل 34 مدنيا في قصف اكد المرصد انه روسي، وقد استهدف عبارات كانت تقلهم من بلدة قرب دير الزور الى الضفاف الشرقية لنهر الفرات هربا من اقتراب المعارك.

ويقسم نهر الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفاف الغربية.

وبعد تقدمها الاخير في جنوب المدينة، باتت قوات النظام، وفق المرصد، تسيطر على خمسين في المئة من مساحة دير الزور بعدما كان التنظيم منذ صيف العام 2014 يسيطر على ستين في المئة منها وعلى اجزاء واسعة من المحافظة الغنية بحقول النفط والحدودية مع العراق.

واعلن الجيش الروسي الاثنين إرسال نحو اربعين خبيرا في نزع الالغام الى دير الزور، مشيرا الى انه سيتم نشر 175 خبير الغام في سوريا.

ويعتمد تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كبير على زراعة الالغام في المناطق التي يسيطر عليها وفي محيطها لصد الهجمات العسكرية ضده.

– تقدم شرق الفرات –

وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، أصبحت قوات سوريا الديموقراطية الاثنين على بعد “ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور” حيث تدور اشتباكات عنيفة يرافقها قصف جوي كثيف للتحالف الدولي، وفق المرصد.

وأعاد عبد الرحمن التقدم السريع لكون “ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة”.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت بدء حملة “عاصفة الجزيرة” لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون الاثنين في تغريدة على تويتر ان قوات سوريا الديموقراطية سيطرت منذ بدء الحملة على “اكثر من 250 كيلومترا مربعا”.

وبعد يومين من اطلاق الهجوم، أعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور الداعمة لقوات سوريا الديموقراطية في بيان إنشاء “لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني اسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب”.

وستكون مهمة المجلس، بحسب البيان “إدارة المدينة فور تحريرها”.

وسبق لقوات سوريا الديموقراطية ان دعمت تشكيل مجالس مدنية مماثلة لادارة شؤون المدن التي طردت تنظيم الدولة الاسلامية منها، او تلك التي تخوض فيها معارك على غرار الرقة، معقل الجهاديين في سوريا.

ولا يعرف ما اذا كان المجلس المرتقب سينسق عند تشكيله مع القوات النظامية السورية التي تسعى لاستعادة كامل المدينة.

وكان رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديموقراطية اكد ان الخطوة الأولى من الحملة هي “تحرير شرق نهر الفرات”، مشددا على عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وروسيا.

وشدد التحالف الدولي من جهته على أهمية خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا.

وقال ارون شتاين المحلل في مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط الذي يتخذ من واشنطن مركزا “قوات سوريا الديموقراطية حاليا في سباق مع النظام، تريد تثبيت مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات”، موضحا “من الواضح انهم لن يدخلوا الى المدينة”.

واعتبر شتاين ان قوات النظام بتقدمها باتجاه دير الزور دفعت قوات سوريا الديموقراطية الى التحرك سريعا، محذرا من اي حوادث حيث يقف الطرفان مقابل بعضهما البعض على ضفتي الفرات.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية