مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعيين رئيس وزراء جديد في العراق واستبعاد المالكي

صورة وزعتها الرئاسة العراقية تظهر رئيس البرلمان سليم الجبوري (يسار) والى جانبه الرئيس فؤاد معصوم خلال تكليفه حيدر العبادي تشكيل الحكومة في 11 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

يستعد العراق لطي صفحة نوري المالكي المثير للجدل اثر تكليف رئيس جديد للوزراء الاثنين سيكون من ابرز مهامه الصعبة جدا اخراج البلاد من الحرب مع المتطرفين الجهاديين ومنعها من التفكك.

وسارعت واشنطن التي تشن ضربات عسكرية للمرة الاولى منذ انسحابه قواتها من العراق اواخر العام 2011 وفرنسا وبريطانيا والامم المتحدة الى تهنئة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الذي يتعين عليه تقديم تشكيلة الحكومة خلال مهلة شهر على ان تضم جميع الوان الطيف السياسي في البلاد.

ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين بتكليف حيدر العبادي متمنيا انتقالا سلميا للسلطة مع تشكيل حكومة تمثل كافة مكونات المجتمع.

وقال “اليوم، خطا العراق خطوة واعدة الى الامام”. واضاف “امام القيادة الجديدة مهمة صعبة لاستعادة ثقة مواطنيها من خلال حكومة جامعة واتخاذ خطوات تؤكد عزمها”

ووعد اوباما خلال اتصال هاتفي بتقديم “الدعم” لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي.

ورفض المالكي تسمية العبادي مؤكدا حقه في ولاية ثالثة وقال ان تعيين خلف له يعتبر انتهاكا للدستور بدعم اميركي.

واضاف “نرفض الخرق الدستوري” في اشارة الى تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة خلفا للمالكي.

كما اتهم المالكي واشنطن بالتورط في المسالة قائلا ان “واشنطن تقف الى جانب من خرق الدستور”.

وكان

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اكد في وقت سابق الاثنين ان واشنطن تدعم الرئيس العراقي فؤاد معصوم محذرا المالكي من اثارة اضطرابات.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال خلال زيارته الى سيدني حيث يشارك في المحادثات العسكرية السنوية بين الولايات المتحدة واستراليا “نقف بقوة الى جانب الرئيس معصوم الذي يتحمل مسؤولية تطبيق الدستور في العراق”.

واضاف عن معصوم “انه الرئيس المنتخب وفي هذا الوقت اعلن العراق بوضوح انه يريد التغيير”.

وامر المالكي بانتشار عسكري واسع النطاق نظرا لتاييد قسم كبير من ضباط القوات المسلحة له، في حين دعا ممثل الامم المتحدة نيكولاي ملادينوف الجيش الى عدم التدخل في العملية السياسية.

وتمركزت قوات النخبة والشرطة والجيش بكثافة قرب المواقع الاستراتيجية في بغداد حيث قطعت مفاصل الطرقات الرئيسية واغلقت الجسور والمنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة.

وقال معصوم اثناء تكليف العبادي تشكيل الحكومة ان “البلد بين يديك الان”.

والعبادي من حزب الدعوة على غرار المالكي ومقرب منه.

وقد اختار التحالف الشيعي، الكتلة البرلمانية الاكبر، العبادي مرشحه لرئاسة الوزراء. ويذكر ان كتلة دولة القانون بزعامة المالكي منضوية تحت لواء التحالف الشيعي.

وبات تشكيل حكومة وطنية تضم جميع مكونات العراق مطلبا للمجموعة الدولية لمواجهة جهاديي الدولة الاسلامية الذين استولوا منذ التاسع من حزيران/يونيو الماضي على مناطق واسعة وارتكبوا فظاعات بحق الاقليات الدينية ودفعوا مئات الاف الاشخاص الى النزوح وسلوك طريق المنفى.

من جهته، اشاد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتسميته رئيسا جديدا للوزراء والذي وصفه بـ”الخطوة الحاسمة” بعد اشهر من الجمود السياسي في بغداد.

وجاء في بيان للبيت الابيض ان “نائب الرئيس جدد الدعوات المتكررة للرئيس (الاميركي باراك) اوباما لتشكيل حكومة اكثر انفتاحا بشكل سريع تكون قادرة على الاستجابة للهموم الشرعية لكافة العراقيين”.

الى ذلك اكد بايدن على رغبة الرئيس اوباما بتعزيز التعاون مع حكومة عراقية جديدة والقوات الامنية العراقية لاستعادة كل ما سيطر عليه تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وجاء قرار معصوم بتكليف حيدر العبادي بالرغم من اعتراضات رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي الذي توعد خلال خطاب تلفزيوني بانه سيقاتل حتى النهاية للحفاظ على منصبه.

وكانت الولايات المتحدة اعربت عن تخوفها الشديد من تقدم مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق منذ بدء هجومهم في حزيران/يونيو حيث استطاعوا فرض سيطرتهم على الموصل ومناطق اخرى.

وفي مواجهة تقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” باتجاه اقليم كردستان وافق الرئيس الاميركي على شن غارات جوية لحماية مدينة اربيل عاصمة الاقليم، كما دعا لتغيير حكومي في بغداد لمواجهة هذا التهديد.

واكدت وزارة الدفاع الاميركية انها لا تنوي توسيع نطاق ضرباتها الجوية التي تستهدف مقاتلي الدولة الاسلامية الى مناطق اخرى خارج شمال العراق.

وقال الجنرال وليم مايفيل المسؤول الرفيع في الوزارة خلال مؤتمر صحافي “لا خطط لدينا لتوسيع الحملة الحالية لتتخطى نطاق عمليات الدفاع الحالية”.

واضاف انه منذ اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما السماح بضربات جوية الخميس، “شنت المقاتلات والطائرات من دون طيار 15 غارة” ضد مسلحي الدولة الاسلامية.

واكد المسؤول الاميركي ان “الضربات ساهمت في كبح اندفاعة قوات الدولة الاسلامية حول سنجار وغرب اربيل”.

وتصاحب الغارات عمليات القاء مواد اغاثية لمساعدة عشرات الالاف من المسيحيين والايزيديين الملاحقين من قبل المتطرفين السنة.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العبادي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع.

وجاء في بيان لمكتب هولاند انه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان، اعرب الاثنان عن “املهما في ان يشكل رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي سريعا حكومة وحدة وطنية”.

وتابع انهما “اكدا على ضرورة ايجاد الظروف السياسية في العراق التي تسمح بقتال فعال ضد تنظيم الدولة الاسلامية كما تستجيب لتطلعات العراقيين”.

واكد هولاند واردوغان على دعمهما لجهود الرئيس العراقي فؤاد معصوم في محاولته كسر الجمود السياسي الذي اثر سلبا على القتال ضد الاسلاميين

الى ذلك، ايد الفاتيكان الضربات الاميركية لتنظيم “الدولة الاسلامية” من اجل حماية الاقليات في العراق معللا ذلك بوجود خطر جسيم استثنائي.

وعبر عن الموقف نفسه مطران العمادية، في شمال العراق، ربان القس الذي طالب عبر اذاعة الفاتيكان بمساعدة “الطيران الاميركي لعدم ترك الذئب يندس وسط القطيع ليقتل ويلتهم ويدمر”.

واعتبر ممثل الكرسي الرسولي في الامم المتحدة انه ينبغي ايضا كشف هوية “اولئك الذين يزودون المتطرفين بالاسلحة والمال، كما يتوجب كشف البلدان التي تدعمهم ضمنا” واتهم ربان القس من جهته السعودية بالاسم.

على صعيد اخر، بدا مجلس الامن الاثنين صياغة مشروع قرار يهدف الى قطع المؤن، من مال ورجال، عن الجهاديين في سوريا والعراق.

واستنادا لدبلوماسيين بدأ خبراء من الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن مناقشة اقتراح بريطاني يمكن اعتماده على شكل قرار خلال الاسبوع الحالي.

وتنص مسودة النص التي تمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع عليها على تعزيز للعقوبات على افراد وحركات وكيانات تدعم الدولة الاسلامية او جبهة النصرة في سوريا.

في هذا النص “يحث المجلس كل الدول الاعضاء على اتخاذ اجراءات لوقف تدفق المقاتلين الارهابيين الاجانب” على الانضمام الى صفوف الدولة الاسلامية او جبهة النصرة ويهدد بمعاقبة الذين يشاركون في تجنيدهم.

وحذر ايضا من ممارسة اي تجارة مع الجهاديين الذين باتوا يسيطرون على حقول نفطية وبنى تحتيه ربحية معتبرا انها “يمكن ان تعتبر بمثابة دعما ماليا” وتستوجب توقيع عقوبات.

واتهم المجلس هؤلاء الجهاديين بارتكاب اعمال وحشية ضد المدنيين في سوريا وعمليات اعدام جماعية خاصة للجنود واضطهاد اقليات دينية في العراق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية