مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تقدم طفيف لكوزينسكي على فوجيموري في انتخابات الرئاسة في البيرو

المرشح الرئاسي بابلو كوزينسكي يحتفل باتلنتائج الاولية في ليما 5 يونيو 2016 afp_tickers

تقدم المصرفي السابق في وول ستريت بيدرو بابلو كوزينسكي بشكل طفيف على كيكو فوجيموري، ابنة رئيس البيرو الاسبق البرتو فوجيموري المسجون في قضية جريمة ضد الانسانية، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي احتدمت فيها المنافسة ولن تعرف نتائجها النهائية الا مساء الاثنين.

وبعد ستة عشر عاما على استقالته، ما زال ارث فوجيموري الذي يمضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاما، يقسم البلاد.

وبعد فرز 92,6 بالمئة من البطاقات تقدم مرشح وسط اليمين ب 50,32 بالمئة من الاصوات مقابل 49,68 بالمئة لمنافسته اليمينية، بحسب الهيئة الانتخابية البيروفية.

ولا يفصل بين المرشحين سوى مئة الف صوت في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 31 مليون نسمة وامتنع 17,5 بالمئة من الناخبين عن التصويت رغم الزاميته وعقوبة التخلف عنه.

واعتبر المحلل آدم كولينز ان “المنافسة تبدو شديدة” لخلافة الرئيس اليساري اولانتا هومالا الذي يتولى الحكم منذ 2011. واضاف “ان تغير الاتجاه لمصلحة السيدة فوجيموري في آخر لحظة ليس امرا مستبعدا”.

ويلزم المرشحان الحذر.

وكان كوزينسكي قال في وقت سابق “لم نربح بعد. يجب ان ننتظر النتائج الرسمية”.

واضاف هذا الخبير الاقتصادي الذي يبلغ السابعة والسبعين من العمر “نأمل في ان تتشكل حكومة وفاقية. لا نريد مزيدا من الخلافات والمواجهة”.

ودعت كيكو فوجيموري انصارها الى التحلي بالصبر حيال نتائج تبدو متقاربة جدا.

وقالت “سننتظر بحذر شديد لان النتائج ستصل (…) من المناطق الاخرى ومن الخارج. وهناك ايضا التصويت في المناطق الريفية من البيرو” حيث تلقى تعاطفا.

واضافت “ولهذا نحن متفائلون” قبل ان تؤدي بعض الخطوات الراقصة مبتسمة كما حرصت ان تفعل خلال حملتها في محاولة لتخفيف صورتها كامراة متجهمة.

– جبهة ضد فوجيموري –

وخاضت كيكو فوجيموري (41 عاما)، مرشحة حزب “فورسا بوبيلار”، السباق متقدمة في استطلاعات الرأي، لكن منافسها تمكن من التقدم عليها على ما يبدو في صناديق الاقتراع.

ويخيم ظل البرتو فوجيموري الذي يبلغ اليوم السابعة والسبعين من عمره، على ابنته، وهي ذكرى رجل تعامل بيد من حديد مع منظمة “الدرب المضيء” الشيوعية خلال نزاع داخلي اسفر عن 70 الف قتيل او مفقود.

وفي الدورة الاولى التي اجريت في 10 نيسان/ابريل، تصدرت كيكو فوجيموري بفارق كبير، اذ حصلت على 39% من الاصوات في مقابل 21% لكوزينسكي.

لكن كوزينسكي “استقطب منذ ذلك الحين الاصوات المعارضة لفوجيموري”، بحسب ما يوضح مدير مركز “فوكس بوبولي” لاستطلاعات الرأي.

وكانت النائبة اليسارية فيرونيكا مندوزا التي حلت في المرتبة الثالثة بنيلها 18،74% من الاصوات في الدورة الاولى، قدمت دعمها لكوزينسكي، بينما كان الاف البيرفيين يتظاهرون ويرددون “لا لكيكو”. وشابت الحملة اتهامات بالفساد وتبييض الاموال والاتجار بالمخدرات في فريق فوجيموري.

وتراهن كيكو فوجيموري التي حرصت على ان تنأى بنفسها من والدها خلافا لما فعلته خلال ترشيحها غير المثمر في 2011، على خطة امنية طموحة، تتضمن عزل الموقوفين البالغي الخطورة في سجون بعيدة.

وقال انريكي كاستيلو (61 عاما) الذي يملك مصنعا للنسيج والمؤيد لكوزينسكي “لا نريد مزيدا من الديكتاتوريات. حصل قمع كثير وثمة عدد كبير من القتلى والمفقودين”.

وترى المحللة البيروفية ماريا لويزا بويغ من مركز “اوراسيا” للدراسات في لندن ان “العديد من المتعاطفين مع كيكو يتذكرون حكومة (والدها) كانت حازمة جدا في مكافحة الارهاب ويعتقدون انها يمكن ان تعتمد الحزم نفسه لمكافحة الجرائم”.

وتحاول فوجيموري ان ترد على الهاجس الاول لدى البيروفيين في بلد ينخره عنف الجريمة المنظمة، من خلال اجتذاب الطبقات الريفية والفقيرة. وقال موريسيو كيسبي (متقاعد، 67 عاما) بعدما ادلى بصوته، ان فوجيموري “تضمن لنا انها ستتصدى للجريمة”.

وركز كوزينسكي ايضا على الموضوع الامني.

ويتشابه المرشحان في جوانب عدة. فهما يتحدران من عائلات مهاجرة وهما قريبان من الاسواق وتلقيا تعليما في جامعات اميركية.

وتواجه البيرو، أحد ابرز منتجي الكوكايين في العالم، تباطؤا اقتصاديا وفقرا مزمنا وصراعات اجتماعية وبيئية في اطار عمل المناجم الذي يعتبر قطاعا اساسيا في البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية