مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تكثيف الجهود الدبلوماسية لاحياء الهدنة في سوريا

اجلاء طاقم طبي بعد تعرض مستشفى للقصف في حلب في 3 ايار/مايو 2016 afp_tickers

تتكثف الجهود الدبلوماسية الاربعاء سعيا لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا مع عقد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا محادثات في برلين مع كل من وزيري خارجية المانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك.

واعلنت موسكو، حليفة دمشق الرئيسية، انها تأمل باعلان وشيك لوقف للاعمال القتالية “في الساعات القليلة المقبلة” في مدينة حلب في شمال سوريا حيث اسفر تبادل القصف عن مقتل اكثر من 270 مدنيا منذ 12 يوما.

من جهته، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس السوري بشار الاسد من “عواقب” عدم التزامه بوقف اطلاق النار الجديد الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، لا سيما في حلب.

وبعد عودته من موسكو حيث مارس ضغوطا الثلاثاء من اجل وقف المعارك، يلتقي دي ميستورا بعد الظهر في برلين كلا من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، كما يلتقي المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب.

– اعادة التحفيز –

قال مصدر دبلوماسي اوروبي معلقا على المحادثات المقررة بعد الظهر “نسعى لاعادة تحفيز مختلف الاطراف. وهي فرصة جيدة للاستماع الى حجاب، وتقديم دعمنا له” مؤكدا انه في حلب طلم تستانف الاعمال القتالية سوى بمبادرة من النظام”.

لكن المصدر اضاف ان “وقف اطلاق النار مسالة تتوقف فعلا على الروس”.

كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء وزراء الخارجية السعودي والقطري والاماراتي والتركي الى عقد اجتماع في باريس الاثنين لبحث الوضع في سوريا، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول. ويمكن ان تنضم دول اخرى الى هذا اللقاء.

ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا حول هذا الموضوع الاربعاء بطلب من بريطانيا وفرنسا. واعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت ان الوضع في حلب ملف “ذو اولوية قصوى” محذرا بان “حلب تحترق”.

وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحافيين ان حلب “تمثل بالنسبة لسوريا ما مثلته ساراييفو للبوسنة”.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان هذه المعارك الاخيرة “هي الاعنف في حلب منذ أكثر من سنة”.

وبموازاة تكثيف الجهود الدبلوماسية لاعلان وقف لاطلاق النار في سوريا، استمرت المعارك العنيفة ليل الثلاثاء الاربعاء بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة على اطراف مدينة حلب، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وكان تحالف “فتح حلب” المؤلف من فصائل عدة بدأ الثلاثاء هجوما على الاحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والجيش السوري.

واعلن الجيش السوري الثلاثاء ان “المجموعات الارهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وغيرها من التنظيمات الارهابية الاخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب”، وان القوات السورية تتصدى لها.

وتواصلت المعارك خلال الليل وتخللها تبادل قصف مدفعي وضربات جوية، بحسب مراسل الوكالة.

ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 نيسان/ابريل في حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقا.

وتعرضت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام اثارت تنديدا دوليا واسعا. وترد الفصائل بقصف الاحياء الغربية بالقذائف الصاروخية. وتسبب هذا القصف الاخير الثلاثاء بمقتل عشرين شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان بينهم خمسة اطفال. بينما قتل طفلان في الاحياء الشرقية في الغارات الجوية.

وقال المصدر الدبلوماسي الاوروبي معلقا عن المساعي الجارية “المشكلة انه ليس لدى الجميع المفهوم ذاته لوقف اطلاق النار. النظام والروس يعتبرون ما ان يكون هناك اثر لجبهة النصرة، ولو كان لا يتخطى 2 بالمئة، ان كل ما تبقى جبهة النصرة ايضا. نحن لا نرى الامور على هذا النحو اطلاقا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية