مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تكثيف الجهود الدولية لمساعدة النازحين في شمال العراق

ايزيديون نازحون في مخيم باجيد قندلا في محافظة دهوك غرب كردستان العراق في 13 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

تكثفت الجهود الدولية الاربعاء لمساعدة النازحين الذين طردوا من منازلهم، اثر تقدم مقاتلي “الدولة الاسلامية”، والمحاصرين في جبال شمال العراق في حين تسعى دول غربية الى تسليح المقاتلين الاكراد لمواجهة زحف المتطرفين السنة.

من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الجمعة، لاقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الاكراد بالاسلحة للتصدي لتقدم مقاتلي الدولة الاسلامية.

واعلن مكتب كاثرين اشتون ان “وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي دعت وزراء الخارجية الاوروبيين الى عقد اجتماع الجمعة”.

والثلاثاء عقد سفراء دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا لتنسيق تحركاتهم في العراق واتفقوا على “تعزيز التنسيق الانساني بشكل عاجل وايصال المساعدات للنازحين” في العراق وكذلك على السماح للدول الاعضاء الراغبة بتسليم اسلحة للمقاتلين الاكراد بالقيام بذلك، “تلبية للطلب العاجل الذي تقدمت به السلطات العراقية”.

وتسليم اسلحة قرار يعود لكل دولة ويخضع العراق لحظر لكن هناك استثناءات تم تحديدها في 2004 للسماح بتسليم اسلحة ومعدات عسكرية بناء لطلب الحكومة العراقية.

وقال المستشار المساعد للامن القومي الاميركي بن رودس ان واشنطن تدرس مجموعة من الخيارات بينها اقامة ممرات انسانية او اجلاء المحاصرين عن طريق الجو.

على صعيد اخر، اعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي رفضه التخلي عن السلطة الى حيدر العبادي ، بدون قرار من المحكمة الاتحادية.

لكن البيت الابيض حض المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتشكيل الحكومة.

وقال بن رودس وهو كذلك المتحدث باسم الامن القومي للصحافيين “يجب ان يحترم العملية. هذا لم يفرضه احد من الخارج. هذا ما قرره العراقيون انفسهم”.

واضاف ان البيت الابيض “سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة (…) لم يعمل العراقيون سوية في الاعوام المنصرمة ولم يتم اخذ السنة في الاعتبار بشكل كاف وهذا ما ادى الى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل القوات الامن”.

في غضون ذلك، يعمل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الذي نال دعما كبيرا من المجموعة الدولية على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل الاطياف لاخراج البلاد من ازمتها والفوضى السياسية والامنية.

ويستمر التاييد للعبادي اقليميا ودوليا فقد اعلن الاردن ترحيبه بتكليف العبادي واصفا اياه بالخطوة “الايجابية”.

بدوره، رحب الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد مدني بتكليف العبادي معبرا عن امله في تؤدي هذه الخطوات الى “تحقيق الأمن والاستقرار السياسي في العراق بتعدديته، وبما يقوده إلى تجاوز التحديات التي تواجهه .. واستعادة دوره الفاعل عربيا وإسلامياً ودولياً”.

من جهة اخرى، واصلت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد مواقع جهاديي “الدولة الإسلامية ” في منطقة سنجار، معقل الاقلية الايزيدية التي تتحدث الكردية ، وبات مابين 20 الى 30 الف منهم عالقين في جبل سنجار مهديين بالموت عطشا وجوعا، وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.

وتدفق الاف منهم الاربعاء عبر جسر الى اقليم كردستان بعد ان هربوا عن طريق سوريا .

وفر مئات الاف من المدنيين امام زحف مقاتلي “الدولة الاسلامية” الذين استولوا على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشرقه منذ 9 حزيران/يونيو.

وخلال الايام العشرة الماضية، وجه مسلحو الدولة الاسلامية هجماتهم الى مناطق قريبة من اقليم كردستان وطردوا خلال زحفهم عشرات الالاف من الاقليات المسيحية والايزيدية ، من سنجار وقرة قوش التي باتت تحت سيطرة الجهاديين.

وفي النطاق ذاته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان العمل يجري حاليا على وضع خطة دولية لانقاذ المدنيين الذين يحاصرهم تنظيم “الدولة الاسلامية” في جبل سنجار شمال العراق.

ورفض كاميرون الكشف عن تفاصيل الخطة، الا انه قال ان بريطانيا ستلعب دورا في تلك الخطة بنفس الطريقة التي عملت بها مع الولايات المتحدة في اسقاط المساعدات الانسانية من الطائرات لالاف الايزيديين وغيرهم من الاقليات.

واضاف كاميرون بعد ان ترأس اجتماعا للجنة كوبرا للطوارئ في حكومته “بالتاكيد يوجد وضع صعب جدا في العراق خاصة في ذلك الجبل”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري “سنجري تقييما سريعا وحاسما للوضع لاننا مدركون للحاجة العاجلة الى محاولة نقل هؤلاء الاشخاص من الجبال” سنجار.

كما اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الثلاثاء ارسال 130 مستشارا عسكريا اضافيا الى اربيل، عاصمة كردستان العراق (شمال) لتقييم حاجات السكان الايزيديين، ولقد جاء هؤلاء المستشارون لتعزيز حوالى 300 مستشار كان الرئيس باراك اوباما اعلن عن نشرهم في حزيران/يونيو الماضي من اجل دعم الحكومة العراقية في حربها ضد الدولة الاسلامية.

وبحسب مسؤول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه فان مهمة هؤلاء المستشارين هي “تطبيق مشاريع مساعدة انسانية غير عمليات القاء المواد الغذائية” .

وتمكن حوالى 35 الف نازح يعاني غالبيتهم العظمى الضعف والاجتفاف من الوصول الى اقليم كردستان خلال الايام الثلاثة الماضية، مرورا عبر سوريا وفقا لمنظمة الامم المتحدة .

الى ذلك، قررت دول غربية ارسال اسلحة الى القوات الكردية العراقية لمساعدتها في وقف تقدم جهاديي الدولة الاسلامية ، كما اعلن قصر الاليزيه الاربعاء في بيان ان رئيس الدولة (فرنسوا هولاند) قرر بالاتفاق مع بغداد، نقل اسلحة في الساعات المقبلة الى كردستان.

بدوره، طلب البابا فرنسيس في رسالة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان “يفعل كل ما بوسعه” لوقف اعمال العنف ضد الاقليات الدينية في شمال العراق، حسبما اعلن بيان للفاتيكان الاربعاء.

على الصعيد الداخلي، يسعى العبادي خلال الفترة المقبلة حتى التاسع او العاشر من ايلول/سبتمبر القادم، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع القوى السياسية في البلاد التي تعاني انقسامات حادة.

لكن المالكي، رغم فقدانه حلفائه الاساسيين وابرزهم الاميركيين والايرانيين مازال مصرا على التمسك بالسلطة .

وقال المالكي في كلمته الاسبوعية التي نقلها تلفزيون العراقية الحكومي اليوم “اؤكد ان الحكومة ستستمر ولن يكون عنها بديل بدون قرار من المحكمة الاتحادية”. كما اكد ان “على الجميع ان يقبل ما تقوله المحكمة الاتحادية” .

على الصعيد الامني، قتل 16 شخصا على الاقل واصيب اخرون بجروح في هجمات متفرقة بينها انفجار ثلاث سيارات مفخخة في بغداد الاربعاء، حسبما افادت مصادر امنية وطبية وكالة فرانس برس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية