مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على المجمع الحكومي في الرمادي ويعزز سيطرته في غرب العراق

عنصر من القوات العراقية الخاصة قرب الانبار في 8 ايار/مايو 2015 afp_tickers

سيطر تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة على المجمع الحكومي في الرمادي مركز محافظة الانبار بغرب العراق، ما يجعله قاب قوسين او ادنى من الاستحواذ على كامل المدينة، ما قد يشكل احدى ابرز عمليات التقدم التي يسجلها في البلاد منذ نحو عام.

واتى التقدم في المدينة التي تبعد نحو 100 كلم غرب بغداد، غداة شن التنظيم هجمات مكثفة على جبهات عدة في الانبار، كبرى محافظات العراق والتي يسيطر على مساحات واسعة منها.

وتعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بالحاق “هزيمة منكرة” بالتنظيم، اثر اجتماع طارىء مع القادة الامنيين، بينما اعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية بدء هجوم مضاد بمشاركة طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وقال ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي لوكالة فرانس برس ان “داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) سيطر على المجمع الحكومي وسط الرمادي ورفع راية التنظيم فوق مبنى قيادة شرطة الانبار، بعد انسحاب القوات الامنية (…) الى مقر قيادة عمليات الانبار” في شمال المدينة.

واوضح ان التنظيم نفذ سلسلة عمليات انتحارية ضد المجمع الذي يضم مباني حكومية عدة، ابرزها مقر المحافظة ومديرية شرطة الانبار.

واكد التنظيم في بيان السيطرة على المجمع ونسف مبان فيه.

واعلن “اقتحام المجمع الحكومي الصفوي وسط الرمادي من قبل كواسر الانبار”، ما ادى “للسيطرة عليه بعد تصفيه من فيه من المرتدين ومن ثم تفخيخ ونسف مباني مجلس محافظة الانبار ومديرية شرطة الانبار”.

ويستخدم التنظيم عبارة “الصفوي” للاشارة الى الجيش العراقي الذي يتهمه بالتبعية لايران، وعبارة “المرتدين” للاشارة الى المسلحين المناهضين له.

واكد الشيخ حكمت سليمان، وهو قيادي في عشيرة سنية مناهضة للتنظيم، ان القوات “تقاتل في مناطق متفرقة بدون قيادة مركزية”.

وبعد فقدان المجمع الحكومي، باتت القوات الامنية تسيطر على احياء معدودة في شمال الرمادي وجنوبها، اضافة الى مقر قيادة عمليات الانبار.

وقال مسؤولون محليون ان العديد من المدنيين يحاولون الخروج من المدينة، في ما قد يشكل ثاني موجة نزوح كبيرة منها منذ نيسان/ابريل، اثر نزوح عشرات الآلاف هربا من هجوم عنيف للتنظيم الجهادي.

وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على الرمادي، سيصبح مستحوذا على مركزي محافظتين، اذ يسيطر منذ حزيران/يونيو على مدينة الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى.

واكد محافظ الانبار صهيب الراوي عبر “تويتر”، ان “الوضع في الرمادي خطير لكن المدينة لم تسقط والمعارك (…) ما زالت مستمرة”.

ووجه رئيس الوزراء حيدر العبادي كلمة متلفزة ليل الجمعة، قال فيها ان “ان قوات الجيش والشرطة والمتوطعين وابناء العشائر في الانبار يقومون بواجبهم على اتم وجه (…) وفي الساعات القليلة المقبلة تنجلي الحقيقة باذن الله لصالح قواتنا واهلنا في الانبار”، متوعدا ان “يتجرع العدو هزيمة منكرة بعد سلسلة الهزائم في المواجهات السابقة”.

وشدد العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، على ان المعركة مع التنظيم “هي كأي حرب، قد يحصل فيها تراجع هنا وهناك، لكننا عازمون على هزيمة داعش”، مؤكدا “اننا لن نتوانى عن تقديم كل ما يلزم او يديم زخم المعركة من سلاح وعتاد ودعم، ونبذل كل ما في وسعنا للدفاع عن كل بقعة ارض عراقية وكل مواطن عراقي”.

وكان رئيس الوزراء اوعز بعد اجتماع مع وزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد سالم الغبان وقادة عسكريين، “ببذل المزيد من الجهود في محاربة داعش وبالاخص في محافظة الانبار، وطرد العصابات الارهابية من الرمادي والحفاظ على ارواح المدنيين”.

واعلنت قيادة العمليات المشتركة انها بدأت “بهجوم مضاد لتطهير الاحياء التي تسللت اليها عصابات داعش الارهابية”.

واشارت الى ان طيران التحالف وطيران الجيش العراقي يشارك في الهجوم، موضحة انها باشرت “بارسال تعزيزات جديدة لدعم هجوم قواتنا”.

ويسيطر التنظيم على احياء في اطراف الرمادي منذ مطلع 2014 ، قبل اشهر من هجومه الكاسح في حزيران/يونيو، والذي اتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

وصدت القوات الامنية ومقاتلو العشائر السنية خلال الاشهر الماضية هجمات متلاحقة للتنظيم لا سيما على المجمع الحكومي.

الا ان الجهاديين شنوا منذ الخميس هجوما واسعا في المحافظة ذات الغالبية السنية، والتي يحظون بموطىء قدم فيها منذ اعوام.

وتركزت الهجمات على الرمادي ومحيطها، ومحيط مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي يسيطر عليها التنظيم كذلك منذ مطلع 2014.

واطلق التنظيم على هذه الهجمات اسم “غزوة ابو مهند السويداوي”. واوردت منتديات جهادية ان السويداوي كان من ابرز قياديي التنظيم، وشغل منصب “والي الانبار”، الى حين مقتله في غارة للتحالف الدولي قبل اشهر.

وقال التنظيم في نشرة “اذاعة البيان” التابعة له الجمعة، ان عناصره “يسطرون بدمائهم ملاحم الشهادة والبطولة” في الانبار، موضحة ان الهجمات شملت عمليات انتحارية نفذ احدها “ابو موسى البريطاني”.

كما اعلن التنظيم اعدام 14 مسلحا مواليا للحكومة في الرمادي، في تكرار لعمليات اعدام جماعية نفذها سابقا بحق ابناء العشائر الذين يقاتلونه. كما قال ان 13 جنديا قتلوا جراء تفجير منازل كانوا يستخدمونها شرق الرمادي.

وكان التنظيم اعلن الخميس سيطرته على بلدة الجبة (180 كلم شمال شرق بغداد)، القريبة من قاعدة الاسد الجوية العراقية، حيث يدرب مئات المستشارين الاميركيين الجنود وابناء العشائر على قتال الجهاديين.

وكان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي، تطرق الى الانبار في تسجيل صوتي نشره التنظيم الخميس، هو الاول له منذ ستة اشهر.

وقال “اثني على اسود الولاء والبراء الكواسر في الانبار الذين هدموا حصون المرتدين (…) وانتزعوا الانبار انتزاعا من اعين المرتدين وحلوق الروافض رغم انف امريكا وحلفائها”.

وتمكن التنظيم خلال الاشهر الماضية من توسيع سيطرته في المحافظة، على رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتعد المحافظة ذات طبيعة صعبة، تمزج بين المدن والاراضي الزراعية والصحراوية الشاسعة، وتتشارك حدودا طويلة مع سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية