مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم “الدولة الاسلامية” يدخل للمرة الاولى مخيم اليرموك جنوب دمشق

لاجئون فلسطينيون في مخيم اليرموك ينتظرون للحصول على مساعدات من جمعية محلية في 11 اذار/مارس 2015 afp_tickers

دخل مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” الاربعاء للمرة الاولى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق وسيطروا على قسم كبير منه، فيما شنت فصائل مقاتلة هجوما جنوب البلاد استهدف اخر المعابر الخاضعة لسيطرة النظام على الحدود الاردنية.

وبات تنظيم “الدولة الاسلامية” للمرة الاولى قريبا من دمشق بهذا الشكل.

وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا انور عبد الهادي لوكالة فرانس برس “اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته” مشيرا الى ان “القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن “اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصيل إسلامي في الشوارع الواقعة عند اطراف المخيم” لافتا الى “معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم”.

وقال المرصد ان الاشتباكات تزامنت مع قصف لقوات النظام على مناطق في المخيم والحجر الاسود.

واشار ناشط فلسطيني داخل المخيم لفرانس برس رافضا الكشف عن هويته الى “معارك اندلعت صباح اليوم مع كتائب اكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الاسود المجاور”.

ولا يتمتع تنظيم “الدولة الاسلامية” بنفوذ داخل المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ اكثر من عام وفق ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، لكنه اشار الى “وجود خلايا نائمة اتهمت باغتيال مسؤول في حماس قبل ايام”.

وقال الناشط الفلسطيني من جهته ان الاشتباكات مرتبطة باقدام كتائب “اكناف بيت المقدس” وهي فصيل فلسطيني قريب من حركة حماس على “اعتقال عدد من عناصر التنظيم داخل المخيم بعد يومين على اغتيال القيادي (في حماس) يحيى حوراني على يد ملثمين في المخيم”.

واعلنت حركة حماس مقتل الحوراني الناشط في المجال الطبي والاغاثي في المخيم الاثنين الماضي بعد تعرضه لاطلاق نار.

وتوترت العلاقات بين حركة حماس التي كانت قيادتها تتخذ من دمشق مقرا، والقيادة السورية، بعد اندلاع النزاع. ونقل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مقر اقامته الى العاصمة القطرية في 2012.

ويعاني مخيم اليرموك نتيجة حصار النظام من نقص فادح في المواد الغذائية والادوية ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخصا. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 الفا قبل اندلاع النزاع الى حوالى 18 الفا.

وفي حزيران/يونيو 2014، تم التوصل الى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف اجراءات الحصار.

في جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح الاربعاء بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا.

ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الاردن بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى على معبر الجمرك القديم في تشرين الاول/اكتوبر 2013.

وذكر المرصد ان “منطقة نصيب ومحيطها تعرضت امس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي” التابع لقوات النظام.

واوضح عبد الرحمن لفرانس برس ان “الكتائب المقاتلة بدات هجومها منذ امس في محاولة للسيطرة على المعبر” لافتا الى ان تمكنها من السيطرة عليه “ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الاردنية”.

وتأتي الاشتباكات في منطقة نصيب بعد سيطرة كتائب اسلامية قبل اسبوع على مدينة بصرى الشام بالكامل اثر طردها قوات النظام ومقاتلين موالين لها من احيائها، ما اعطى دفعا للفصائل المقاتلة بعدما بات ميزان القوى لصالحها، وفق عبد الرحمن.

ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب المعروف باسم معبر جابر من الجهة الاردنية لكن مقاتلي المعارضة يتواجدون في اجزاء من البلدة والمحيط.

من جهتها اعلنت السلطات الاردنية اليوم الاربعاء اغلاق هذا المعبر الحدودي الاستراتيجي مع سوريا “مؤقتا” اثر الاشتباكات العنيفة على الجانب السوري من الحدود.

وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الاردن باستثناء المعبر.

وفي ريف دمشق، تواصل قوات النظام مدعومة من مقاتلي حزب الله تقدمها في منطقة الزبداني بعد شنها هجوما بريا قبل نحو اسبوع.

وقال عبد الرحمن ان قوات النظام وحلفاءها حققوا “انتصارا استراتيجيا في المنطقة بعد محاصرتهم لمقاتلي المعارضة داخل مدينة الزبداني ومنع تحركهم باتجاه منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية