مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توتر بين خفر السواحل الليبيين ومنظمات غير حكومية قبالة سواحل طرابلس

مهاجرون افارقة غير شرعيين لدى وصولهم الى قاعدة بحرية في العاصمة الليبية طرابلس في السادس من ايار/مايو 2018 بعد انقاذهم afp_tickers

منع خفر السواحل الليبيون الاحد سفينة انسانية من الاقتراب من مركب ينقل مهاجرين غير شرعيين كان عدد منهم في الماء ما أدى الى توتر قبالة السواحل الليبية.

وأفادت مصورة لوكالة فرانس برس كانت على متن السفينة “اكواريوس” التي تستأجرها منظمتا “اس او اس المتوسط” و”اطباء بلا حدود” ان السفينة تلقت بلاغا من خفر السواحل الايطاليين بوجود زورق مكتظ قبالة سواحل طرابلس.

الا ان روما أبلغت أيضا خفر السواحل الليبيين الذين تولوا تنسيق العملية ومنع السفينة الانسانية من الاقتراب حتى انهم امروها بالابتعاد عندما قفز مهاجرون الى الماء لتفادي اعادتهم الى ليبيا.

ومساء، اعلنت البحرية الليبية انها انقذت اكثر من 300 مهاجر في ثلاث عمليات منفصلة، لافتة الى مصرع مهاجر وفقدان آخر.

والضحيتان كانا يستقلان زورقا مطاطيا مع 114 مهاجرا آخرين بينهم 21 امرأة واربعة اطفال، بحسب المتحدث باسم البحرية الليبية ايوب قاسم.

في المقابل، وخلال الصباح، تمكن الزورق الشراعي “استرال” التابع لمنظمة “برواكتيفا اوبن آرمز” غير الحكومية الاسبانية من انقاذ 105 مهاجرين بينهم نساء وأطفال كانوا على متن قارب يشارف على الغرق على بعد حوالى 30 ميلا من السواحل الليبية، بحسب ما كتب النائب الايطالي ريكاردو مادجي (يسار) الذي كان على متن الزورق في تغريدة.

وجرى ذلك في غياب خفر السواحل الليبيين.

وكان زورق سريع تابع لخفر السواحل الليبيين الذين يتهمون المنظمات غير الانسانية بالتواطؤ مع شبكات المهربين، اجبر الزورق الشراعي وسفينة انسانية اخرى انقذت 38 مهاجرا على الابتعاد.

واعتبر مادجي ان “الليبيين يتصرفون كقراصنة في المياه الدولية مطالبين بالاعتراف بسلطتهم. انهم يتصرفون خارج اطار القانون ويقومون بذلك مزودين وسائل قدمتها الحكومة الايطالية”.

من جهته، حذر المتحدث باسم البحرية الليبية من امكان تصاعد التوتر في الايام المقبلة، لافتا الى ان السفن الانسانية “تقترب اكثر فاكثر” من المياه الليبية.

ويخضع ثلاثة مسؤولين في “برواكتيفا اوبن آرمز” للتحقيق حاليا في ايطاليا في شأن رفضهم تسليم مهاجرين للسلطات الليبية خلال عملية في اواسط اذار/مارس الماضي، مع ان قاضيا اعتبر انهم تصرفوا “بدافع الضرورة” بالنظر الى الوضع غير الآمن للمهاجرين في ليبيا.

ونددت منظمة “اطباء بلا حدود” هذا الاسبوع بالوضع في مركز للاحتجاز في الزوراء (غرب) حيث عاينت فرقها أكثر من 800 شخص مكدسين الى حد يتعذر عليهم التمدد، اضافة الى “عدم حصولهم على كمية كافية من الماء أو الغذاء”.

الا ان التنسيق بين روما وطرابلس أدى الى تراجع كبير في عدد المهاجرين، وتقول السلطات الايطالية ان نحو 9500 مهاجر وصلوا الى اراضيها هذا العام بتراجع نسبته 75% بالمقارنة مع الفترة نفسها في 2017.

وفي الوقت نفسه انقذ خفر السواحل الليبيون واعادوا الى ليبيا أكثر من خمسة الاف مهاجر بحسب منظمة الهجرة الدولية التي اشارت الى مصرع 379 شخصا على الاقل او فقدانهم قبالة السواحل الليبية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية