مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توقيف ناصر زفزافي زعيم الحراك الشعبي في الحسيمة

القيادي في الحراك الشعبي بمنطقة الريف ناصر زفزافي في الحسيمة في 28 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

أوقفت الشرطة المغربية صباح الاثنين ناصر زفزافي زعيم الحراك الشعبي في منطقة الريف بشمال المغرب، بعد تحديه الدولة لاكثر من ستة اشهر.

وقال النائب العام لملك المغرب في الحسيمة في بيان ان زفزافي اوقف مع اشخاص آخرين ونقلوا جميعا الى الدار البيضاء، لكنه لم يكشف مكان وملابسات عملية اعتقاله.

واضاف النائب العام للملك في بيانه ان الموقوفين يخضعون للتحقيق بتهمة ارتكاب “جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون”.

وبحثت قوات الامن المغربية منذ مساء الجمعة عن زفزافي بتهمة التهجم على إمام مسجد اثناء القائه خطبة الجمعة. وهو متهم “باهانة خطيب” مسجد محمد الخامس و”القاء خطاب استفزازي”.

وكان زفزافي، وهو عاطل عن العمل في التاسعة والثلاثين من العمر، تحول الى رمز للتحركات الشعبية التي تسمى “الحراك” وتهز منطقة الريف منذ ان قتل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2016 بائع سمك سحقا داخل شاحنة نفايات.

ومع مرور الوقت، اتخذت الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها ناشطون محليون بعدا اجتماعيا وسياسيا مع المطالبة بتنمية منطقة الريف التي يقولون انها مهمشة، في خطاب تطغى عليه عبارات محافظة واسلامية.

ولم يتوقف زفزافي عبر موقع فيسبوك، عن مهاجمة “المخزن”، اي السلطة، مدينا “الديكتاتورية” و”الفساد” و”القمع” و”الدولة الامنية”.

وقد عقد عددا من “المؤتمرات الصحافية” المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي شوارع المدينة وحتى في منزل عائلته، وهو يرفع علم “جمهورية الريف” التي اعلنت ابان عشرينات القرن الماضي ولم تعمر طويلا، وصورة لمؤسسها عبد الكريم الخطابي الذي هزم الاستعمار الاسباني.

وتمكن زفزافي الذي يتمتع بشعبية كبيرة — خصوصا بين الشباب — في مسقط رأسه الحسيمة، من تعبئة آلاف المتظاهرين. الا انه كان يواجه انتقادات ايضا بسبب مزايداته، وخطبه البالغة العنف والطريقة التي استبعد فيها العديد من انصار حركته.

ازاء حركة الاحتجاج هذه، أحيت الدولة التي ارسلت العديد من الوزراء واصدرت الكثير من التصريحات الرسمية في الاسابيع الاخيرة، سلسلة من المشاريع التنموية للمنطقة معتبرة انها “اولوية استراتيجية”، واكدت انها “تشجع ثقافة الحوار”.

– وضع طبيعي وهدوء في الحسيمة –

اظهر تسجيل فيديو على هاتف محمول نشر على فيسبوك زفزافي وهو يهاجم الامام وينعته بالكاذب الجمعة. وهتف زفزافي في التسجيل “هذه المساجد لله ام للمخزن (في اشارة الى السلطة). الامام جاء ليغتصب امهاتنا ونساءنا ومحاصرة شبابنا واعتقالهم باسم الدين، والدين بريء من هذا”.

واضاف “يقولون لنا الفتنة. هناك شباب لا يجدون قوت يومهم وهناك شباب هجروا خارج البلد”. وتابع ان “الفتنة هي (مهرجان الموسيقى) موازين، الفتنة (…) هي الاجساد العارية التي تبث على قنوات الدولة التي تتكلم عن نفسها انها اسلامية”.

وكان وزير الشؤون الاسلامية احمد توفيق قال لفرانس برس ان زفزافي “اثار البلبلة اثناء الصلاة وأهان خطيب” مسجد محمد الخامس، مشددا على ان “ما قام به صباح اليوم هو عمل غير مسبوق (…) انها جريمة خطرة”.

وزفزافي متهم حسب المحضر الصادر بحقه، “باهانة الامام” و”القاء خطاب استفزازي” و”زرع البلبلة”. ويمكن ان يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين ستة اشهر وثلاث سنوات.

لكن “الجمعية المغربية لحقوق الانسان” قالت ان “اصرار” الامام على “تعبئة المصلين ضد التظاهرات اثار غضب ناشطي الحراك الحاضرين” وخصوصا زفزافي الذي رأى انه “مستهدف بشكل مباشر بهذه الخطبة”.

وتمكن زعيم “الحراك” من الافلات من شرطيين جاؤوا لتوقيفه عند مدخل المسجد، قبل ان يلجأ الى منزل والديه ثم يتوارى عن الانظار ويبث تسجيل فيديو اخيرا على فيسبوك يدعو السكان الى “السير الى جانبه” لكن بطريقة سلمية دائما.

قامت الشرطة باعتقال 22 شخصا يشكلون نواة “الحراك”، حسب ارقام رسمية. لكن محاميا تحدث عن اعتقال سبعين شخصا.

وتحدثت الصحف عن تدخل للشرطة في طنجة (شمال) وتوقيف صحافي جزائري من صحيفة “الوطن” في احد التجمعات في الناظور (شمال).

وفي وقت لاحق، اوردت وكالة الانباء الرسمية ان السلطات طردت الاثنين الصحافي الجزائري الذي شارك في احد هذه التجمعات لانه كان يعمل من دون “التصاريح” اللازمة.

وظهر الاثنين، كان النشاط عاديا والوضع هادئا في الحسيمة حيث تجمعت عشرات العائلات بالقرب من الساحة المركزية الكبرى امام المحكمة ومركز الشرطة للحصول على معلومات عن اقربائها الموقوفين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية