مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيلرسون يحض السعودية على امعان النظر في سياستها الاقليمية

وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي في باريس في 8 كانون الاول/ديسمبر 2017. afp_tickers

حث وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الجمعة السعودية على تبني نهج مدروس وامعان النظر في سياستها ازاء المسائل الاقليمية، مع تنامي القلق حيال انخراط السعودية في اليمن وسياستها ازاء لبنان وقطر.

وقال تيلرسون “فيما يخص التعاطي السعودي مع قطر، وكيفية ادارتهم حرب اليمن، والوضع في لبنان، اعتقد أن علينا تشجيعهم على أن يتخذوا قراراتهم بصورة مدروسة أكبر، وعلى أن يمعنوا النظر أكثر في هذه الإجراءات، وأن يأخذوا في الاعتبار كل العواقب، في رأيي”.

ويعد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز حليفا مقربا للولايات المتحدة، واستضاف الرئيس الاميركي دونالد ترامب في أول زيارة خارجية له. كما تدعم واشنطن ولي العهد الامير محمد بن سلمان في خططه للإصلاح الاقتصادي وجهود مكافحة الفساد.

لكن ولي العهد الممسك عمليا بزمام الأمور شرع في سلسلة من مغامرات السياسة الخارجية الخطيرة والتي هددت الاستقرار الاقليمي، ما اثار حنق بعض حلفاء واشنطن وعقّد من اهداف السياسات الاميركية نفسها.

وهذا الاسبوع، ظهر الغضب الاميركي للعلن، مع طلب ترامب من السعودية ايقاف حصارها المفروض “فورا” على شحنات المساعدات الواردة لليمن، حيث تشن حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين.

وتصنف الامم المتحدة الأزمة في اليمن بصفتها أسوأ الازمات الانسانية في العالم، اذ تقدر حاجة 17 مليون يمني للغذاء، يعاني 7 ملايين منهم خطر المجاعة فضلا عن وباء الكوليرا الذي قتل أكثر من 2000 شخص.

وفرضت السعودية حصارا على مرافئ اليمن ومطار صنعاء بعد أن أطلق الحوثيون صاروخا صوب مطار الرياض في 4 تشرين الأول/نوفمبر الفائت.

وكشف تيلرسون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان مزيداً من التفاصيل عن طلب ترامب انهاء حصار اليمن.

وقال تيلرسون “دعونا، والرئيس ترامب نفسه دعا هذا الاسبوع، إلى انهاء الحصار على اليمن تماما وإعادة فتح كافة موانئها”.

وتابع أن فتح الموانئ اليمنية يجب أن يطبق “ليس فقط على المساعدات الإنسانية بل أيضا على الواردات التجارية، حيث أن 80 بالمئة من الغذاء يصل في شحنات تجارية. نطالب السعودية بالسماح بدخول” هذه الشحنات.

ويعتقد أن السعودية لعبت دورا في الازمة السياسة الاخيرة في لبنان، التي بدأت بإعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته عبر التلفزيون من الرياض.

وعاد الحريري إلى منصبه، والتقاه تيلرسون الجمعة في باريس.

ويعتقد أن ولي العهد السعودي ضغط عليه لتقديم استقالته كجزء من حملته ضد إيران وحليفها اللبناني حزب الله، المشارك في الائتلاف الحكومي في لبنان.

كما تعد السعودية المحرك الرئيسي للقطيعة الدبلوماسية الكبيرة التي اعلنتها في حزيرن/يونيو مع البحرين والامارات ومصر ضد قطر.

ورغم ان قطر الغنية بالغاز حليف للولايات المتحدة وتستضيف قاعدة عسكرية جوية اميركية رئيسية في المنطقة، تتهمها الرياض بالتواطؤ مع إيران الغريم الاقليمي الابرز للسعودية.

واعلن تيلرسون دعمه لمساعي الكويت التوسط لحل الخلاف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية