مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيلرسون يعارض “في الوقت الحاضر” فرض عقوبات على بورما بشأن أزمة الروهينغا

نازحون من الروهينغا يعودون الى مخيم بالوخالي في اوخيا ببنغلادش في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

أعلن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الاربعاء في نايبييداو عاصمة بورما، ان بلاده تعارض “في الوقت الحاضر” فرض عقوبات جديدة على بورما، لكنه دعا لتحقيق مستقل في التقارير “الموثوق فيها” عن ارتكاب جنود الجيش البورمي فظائع ضد اقلية الروهينغا المسلمة.

وجاءت تصريحات تيلرسون بعد زيارة ليوم واحد لنايبييداو التقى خلالها قائد الجيش وزعيمة بورما، فيما يتزايد الغضب الدولي إزاء التسامح مع الجيش البورمي المتهم بشن حملة تطهير عرقي ضد الروهينغا.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي، وهو يقف الى جانب زعيمة بورما اونغ سان سو تشي “ان فرض عقوبات اقتصادية شاملة ليس بالشيء الذي انصح به في الوقت الحاضر (…) سندرس كل ذلك بكثير من الحذر لدى عودتي الى واشنطن”.

وتابع “لا يمكنك الاكتفاء بفرض عقوبات والقول بعدها إن الأزمة انتهت”.

وتتعرض السلطات في بورما لانتقادات شديدة بسبب طريقة ادارتها لاعمال العنف في غرب البلاد التي ادت الى تشريد مئات الاف الاشخاص من الروهينغا المسلمين خلال الاشهر القليلة الماضية.

ووصف تيلرسون ما يحصل في اقليم راخين ب”الفظيع”، ودعا الى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة “ستكون مفيدة للجميع”.

وقال إن واشنطن “قلقة للغاية حيال التقارير الموثوق بها عن ارتكاب الجيش البورمي فظائع واسعة”، وحث بورما على قبول تحقيق مستقل، يمكن بعده أن تكون العقوبات على الافراد مناسبة.

وأجبر أكثر من 600 ألف من افراد الروهينغا على الفرار إلى بنغلادش المجاورة خلال شهرين ونصف شهر، منذ شن الجيش في أواخر آب/اغسطس 2017 حملة عسكرية في ولاية راخين الغربية أعلن أنها تستهدف إخماد تمرد للروهينغا.

– “لست صامتة” –

وفيما يصر الجيش على أنه يستهدف متمردي الروهينغا فقط، ينقل اللاجئون الذين اكتظت بهم المخيمات في بنغلادش شهادات عن اعمال قتل واغتصاب وحرق منازل على أيدي قوات الامن.

ويرفض الجيش هذه التقارير كما يرفض السماح بدخول محققين تابعين للامم المتحدة للتحقيق في مزاعم التطهير العرقي.

لكن واشنطن حرصت على عدم تحميل أونغ سان سو تشي المسؤولية، راسمة بذلك خطا فاصلا بين الجيش والحكومة المدنية التي تقودها الزعيمة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.

من جهتها رفضت اونغ سان سو تشي الاتهامات الموجهة اليها بانها “بقيت صامتة” امام المجازر التي ارتكبت بحق الروهينغا، وقال تيلرسون إنها تركز عوضا عن ذلك على الخطاب الذي يتجنب اشعال التوتر العرقي.

ورغم أن لا دور لها في السياسات الأمنية، اصبحت اونغ سان سو تشي محط انتقادات المنظمات الحقوقية المحبطة من عدم انتقادها للجيش بشكل علني وعدم دفاعها عن الروهينغا بوجه تنامي مشاعر الإسلاموفوبيا.

لكن سو تشي التي نادرا ما تعقد مؤتمرات صحافية، تحدثت عن هذه الاتهامات الاربعاء.

وقالت مدافعة عن نفسها “لست صامتة (…) ما يقصده الناس أن ما اقوله ليس مهما بقدر كاف”.

وتابعت “ما أقوله لا يفترض أن يكون مثيرا، يفترض أن يكون دقيقا (…) لا يضع الناس ضد بعضهم البعض”.

ويقول المدافعون عنها أنها يجب ان تتعامل بحذر مع الجيش الذي يمكن أن يلغي المكاسب الديموقراطية التي سجلت في اي وقت.

– تجديد العقوبات –

وكانت واشنطن شريكا رئيسيا في الانفتاح الديموقراطي الذي أدى بالنهاية لتولي سو تشي الحكومة بعد انتخابات حرة في العام 2015، اثر خمسة عقود من الديكتاتورية العسكرية.

والغت واشنطن حظرا تجاريا وعقوبات على مقربين من الجيش في مسعى لتمهيد الطريق للتحول الديموقراطي.

لكن تفجر أزمة الروهينغا دفع اعضاء في الكونغرس الاميركي الى اقتراح تجديد هذه العقوبات المفروضة على الجيش البورمي.

ونوه تيلرسون إلى انه سينظر في مشاريع القوانين لدى عودته إلى واشنطن.

وقبل يومين من وصوله، نشرت السلطات البورمية الاثنين نتائج أول تحقيق رسمي في الازمة برأ جنود الجيش من كل مزاعم الانتهاكات.

ونفى التقرير مزاعم قيام عناصر الجيش باغتصاب النساء او حرق القرى او نهب المنازل.

وذكر التقرير أن قوات الامن “لم تهدد او تخرج القرويين (الروهينغا) من قراهم”.

وانتقدت المنظمات الحقوقية هذا التقرير الذي عدته محاولة لـتبرئة ساحة” الجيش الذي له تاريخ طويل من الانتهاكات، خصوصا ضد الاقليات العرقية في المناطق الحدودية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية