مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جريمة قتل جديدة لمدافع عن العلمانية في بنغلادش

شرطي ينظر الى المكان الذي قتل فيه طالب في القانون في دكا الخميس afp_tickers

قتل طالب في الحقوق كان ينشر رسائل ضد الاسلاميين على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، مساء الاربعاء في دكا ليصبح بذلك آخر ضحايا عمليات قتل المدافعين عن العلمانية في بنغلادش.

فقد اقدم مجهولون مسلحون بالسواطير، على قتل نظام الدين صمد (26 عاما)، المدافع عن العلمانية والذي شارك في تظاهرات 2013 ضد الزعماء الاسلاميين، مساء الاربعاء قرب جامعته في دكا.

وقال مسؤول في شرطة دكا لوكالة فرانس برس ان “اربعة مهاجمين على الاقل ضربوا نظام الدين صمد على رأسه بالساطور مساء الاربعاء. وحين سقط ارضا فتح احد المهاجمين النار عليه بمسدس عن قرب فقتل على الفور”. واضاف سيد نور الاسلام “انها جريمة قتل محددة الهدف لكن اي جهة لم تعلن مسؤوليتها عنها”.

واوردت صحيفة “دكا تريبيون” ان القتلة هتفوا “الله اكبر” عند مهاجمة الشاب في شارع يشهد حركة مرور كثيفة قرب جامعة جاغانات التي كان يدرس فيها.

وهي سادس عملية اغتيال من هذا النوع خلال 15 شهرا.

واغلق اكثر من الف طالب جادة رئيسية في دكا الخميس ليطالبوا بالاقتصاص من القتلة.

وقتل اسلاميون على الارجح العام الماضي في بنغلادش، اربعة مدونين يدافعون عن العلمانية وناشرا. واعتقلت الشرطة اشخاصا يسود الاعتقاد انهم اعضاء في جماعة “انصار الله بنغلا” المحظورة، لكن لم تجر محاكمتهم بعد.

وقال عمران ساركر الذي يترأس شبكة المدونين الرئيسية في بنغلادش ان صمد شارك في تظاهرات 2013 ضد كبار القادة الاسلاميين الذين اتهموا بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال (1971).

واضاف ان اسمه كان مدرجا على لائحة من 84 هدفا ارسلتها جماعة اسلامية متطرفة الى وزارة الداخلية في 2013، قتل منهم خمسة حتى الآن.

وتابع ان صمد “كان ناشطا من اجل العلمانية وصوتا قويا ضد الظلم الاجتماعي وكان يعارض الاصولية الاسلامية”.

وتشتبه الشرطة في ان المعتدين راقبوا نظام الدين صمد قبيل وصوله الى دكا، كما قال المسؤول في الشرطة. وكان نظام الدين صمد وصل اخيرا الى دكا بعدما درس في مدينة سيلهت (شمال شرق).

ودعت المجموعات المدافعة عن العلمانية الى التظاهر في كل انحاء البلاد، للمطالبة بمزيد من الحماية للناشرين والمدونين والكتاب، الذين غادر البلاد بعض منهم او يعيشون مختبئين.

– اجواء رعب –

وقتل في الاشهر الاخيرة في بنغلادش عدد كبير من الاجانب واعضاء في تيارات اسلامية اقلية، بمن فيهم متصوفون وشيعة.

وحملت الازمة السياسية الطويلة المستمرة في هذا البلد الذي يشكل السنة الاكثرية فيه، لكنه علماني رسميا، قسما من المعارضة على التطرف، ويعتبر المحللون ان المخاطر تزداد من جراء التطرف الاسلامي.

وكتبت حركة “بين اميركا” التي تدافع عن حرية التعبير في بيان دانت فيه جريمة قتل نظام الدين صمد، ان “استمرار عجز حكومة بنغلادش والمجموعة الدولية عن تأمين مزيد من الحماية للمفكرين المهددين، اوجد اجواء من الرعب وتهديدا مباشرا لحرية الرأي في البلاد”.

من جهته، قال شامبا باتيل مدير ادارة جنوب آسيا في منظمة العفو الدولية في بيا ان “المسؤولين عن جرائم قتل الناشطين العلمانيين هذه يجب ان يحاسبوا والا سيفهمون ذلك على انه اشارة الى ان هذه الهجمات مقبولة ومسموح بها من قبل الحكومة”.

وكان نظام الدين صمد كتب عددا من التعليقات على الفيسبوك انتقد فيها الاسلام المتطرف وسخر من الاسلاميين المتطرفين وموقفهم من النساء. ووصف الديانة بأنها “الابتكار الذي يتسم باكبر قدر من البربرية”، وسخر من مسؤول مسلم اعتقل في الفترة الاخيرة بتهمة اغتصاب صبي.

وكتب نظام الدين صمد “باغتصابه طفلا، لم يقم هذا المسؤول المسلم العضو في جمعية + حفاظت اسلام بنغلادش+ (المتطرفة) إلا بواجبه الديني. انها الخطوة الاولى نحو ارساء اسلام نقي”.

وقال غلام رابي شودوري الناشط العلماني الاخر وصديق نظام الدين صمد من ايام الطفولة، لوكالة فرانس برس ان صمد ابلغه بانه يريد الاختبء لبضعة اسابيع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية