مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جيش اوكرانيا يقطع الطرق بين معاقل التمرد وروسيا سترسل قافلة اغاثة

سكان داخل ملجأ في دونيتسك afp_tickers

ضيق الجيش الاوكراني الخناق الاثنين على معقلي المتمردين في دونيتسك ولوغانسك قاطعا الطرقات بين المدينتين، وسط جدال سياسي حول ارسال روسيا قافلة مساعدات انسانية الى اوكرانيا.

واعلن الكرملين الاثنين ارسال قافلة اغاثة الى شرق اوكرانيا رغم المخاوف الغربية من ان يشكل ذلك غطاء للتدخل هناك.

وافاد بيان للكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابلغ رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو خلال اتصال هاتفي ان “روسيا سترسل قافلة اغاثة الى اوكرانيا بالتعاون مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الاحمر”.

ويرفض الغربيون بشكل قاطع فكرة القيام بمهمة انسانية روسية، ويتهمون موسكو بامداد المتمردين في اوكرانيا بالسلاح ويخشون تدخلا مقنعا تحت ذريعة القيام بمهمة لمساعدة المدنيين.

وكان باروزو حذر بوتين من اي تدخل في اوكرانيا “ايا كان الدافع حتى الانساني” بعدما تحادث معه هاتفيا خلال النهار.

وينضم بذلك الى الموقف الذي عبر عنه في عطلة نهاية الاسبوع الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الذين اعتبروا ان اي توغل روسي في اوكرانيا سيكون “غير مبرر وغير مشروع وغير مقبول”.

واكد المتحدث باسم الكرملين ارسال قافلة اغاثة “بدون مواكبة عسكرية”، مشيرا الى ان مبدا ارسال هذه القافلة الانسانية الروسية الى اوكرانيا كان “موضع اتفاق مع الجانب الاوكراني” دون ان يتمكن من اعطاء موعد لانطلاقها.

من جانبها قللت الرئاسة الاوكرانية من شان الاعلان الروسي مشددة على ان اي مساعدة روسية محتملة ستكون في اطار عملية انسانية دولية دعا اليها الرئيس بترو بوروشينكو.

وقال نائب رئيس الادارة الرئاسية الاوكرانية فاليري شالي “لا ننتظر +قافلة انسانية+ من اي نوع. المطروح هنا مبادرة من الرئيس الاوكراني لارسال مساعدة انسانية دولية الى سكان مدينة لوغانسك بالاشتراك مع الاتحاد الاوروبي، الولايات المتحدة، المانيا، وشركاء اخرين”.

وكان بوروشنكو اعلن بعد محادثات مع مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن استعداده لقبول بعثة انسانية في لوغانسك شرط ان تكون دولية وغير مسلحة وان تمر عبر حواجز حدودية خاضعة لسيطرة كييف.

وتندد سلطات لوغانسك التي يتعذر الوصول اليها حاليا “بحصار” وبوضع “حرج” منذ تسعة ايام، نتيجة انقطاع الكهرباء والمياه الجارية وخطوط الهاتف في المدينة فيما يتناقص مخزون الوقود والاغذية بسرعة.

وبحث بوروشنكو الاثنين خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الاميركي باراك اوباما مشاركة روسيا في المهمة التي سيقوم بها الصليب الاحمر الدولي.

وجاء في بيان للرئاسة الاوكرانية ان “الرئيس الاميركي دعم مبادرة الرئيس الاوكراني بشان ارسال بعثة دولية الى لوغانسك (شرق) باشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي بمشاركة الاتحاد الاوروبي وروسيا والمانيا وشركاء آخرين”.

واضاف ان اوباما اكد رغبة الولايات المتحدة بالمشاركة “الفعالة” في بعثة انسانية دولية.

ومن المفترض ان يلتقي بوروشنكو واوباما على هامش قمة الحلف الاطلسي في الرابع والخامس من ايلول/سبتمبر في بريطانيا، وفق ما اعلنت الرئاسة الاوكرانية.

وكان الامين العام لحلف الاطلسي اندريس فوغ راسموسن، الذي زار كييف الاسبوع الماضي، اعرب عن استعداده تعزيز دعم الحلف لاوكرانيا في مواجهة “العدوان” الروسي. واكد ان العلاقة بين اوكرانيا والحلف “صلبة” مشيرا الى عقد اجتماع استثنائي على هامش قمة الحلف الاطلسي.

ومن جهته اعرب رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون عن رغبته في ان تستغل القمة من اجل الاتفاق على سياسة اكثر تشددا ازاء روسيا.

وميدانيا دمرت طلقات مدفعية جزءا من مباني السجن الواقع في كيروفسكي في ضواحي دونيتسك (شرق) وادت الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى بحسب بلدية دونيتسك. وفر حوالى مئة سجين وما زال اربعون اخرون مفقودين.

وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس الاثنين ان بوابة السجن الرئيسية مفتوحة وان مقاتلين متمردين وفدوا الى المكان للمساعدة في البحث عن الفارين.

وافاد متحدث باسم المتمردين انهم اتوا لضمان امن المنطقة ومنع الفارين من الاستيلاء على اسلحة.

وقال مسؤولون في السجن ان “بعضا” من الفارين عادوا الى السجن صبيحة الاثنين لكن 40 ما زالوا مفقودين، مرجحين ان يكونوا مختبئين في مبان مجاورة.

وفي دونيتسك المعقل الرئيسي للمتمردين الموالين لروسيا والتي شهدت معارك عنيفة واطلاق مدفعية منذ ايام سمعت مراسلة فرانس برس القصف ليلا فيما شوهدت مدرعات للمتمردين وهي تعبر وسط المدينة.

والاحد ادى قصف الى تكسير زجاج دار حضانة في وسط دونيتسك من دون الحاق ضحايا بعد اختباء الامهات والرضع في قبو.

والحقت قذائف اضرارا في مركز سابق للتجنيد تابع للجيش ومكاتب ومبنى سكني في جنوب دونيتسك.

واكد نيكولاي المقيم في الحي “لم يكن اي متمرد هنا. لا افهم لماذا يقصفون هذه المنطقة”.

اما الجيش الاوكراني فقد “قطع الاتصال بين منطقتي دونيتسك ولوغانسك” اكبر مدينتين في المنطقة تشكلان معقلين للمتمردين، كما اكد اوليكسي دميتراشكيفسكي المتحدث باسم العملية العسكرية التي تشنها كييف.

واضاف ان الاحد “في الساعة 14,00 (11,00 ت غ) رفع العلم الوطني في مدينة بانتيليمونيفكا” التي تقع على بعد 34 كلم في شمال شرق دونيتسك على طريق لوغانسك، بحسبه.

وبلغت خسائر الجيش الاوكراني 568 قتيلا و2120 جريحا منذ بدء العملية في الشرق قبل اربعة اشهر، من بينهم ستة قتلى و24 جريحا في الساعات الـ24 الاخيرة بحسب المتحدث العسكري اندري ليسنكو.

واعلن الجيش الاوكراني الاحد انه “ضيق الخناق الى اقصى الحدود” على دونيتسك التي تشهد منذ ايام معارك مكثفة تخللها اطلاق نار مدفعي ادت الى مقتل عدة مدنيين.

واقر “رئيس الوزراء” الانفصالي اليكساندر زخارتشينكو السبت بان دونيستك “محاصرة” وعلى شفير “كارثة انسانية”، معربا عن الاستعداد لاقرار وقف لاطلاق النار ان اوقف الجيش عمليته.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية