مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حال الطوارىء في ليبيريا وسيراليون وعزل مناطق لاحتواء ايبولا

ملصق تحذيري من فيروس ايبولا في احد شوارع مونروفيا في 6 آب/اغسطس 2014 afp_tickers

فرض جيش ليبيريا الخميس قيودا على حركة السكان اثر اعلان حال الطوارىء في البلاد والتي فرضتها كذلك سيراليون مع بذل جهود يائسة لاحتواء انتشار فيروس ايبولا.

ووصل الى مدريد الخميس رجل الدين الاسباني المصاب بالحمى النزفية ليصبح اول مصاب بالفيروس ينقل الى الاراضي الاوروبية، بعد ايام من عودة مريضين اميركيين الى الولايات المتحدة التي رفعت حالة التأهب الى الدرجة القصوى.

وفي مواجهة اخطر موجة للوباء المسبب للحمى النزفية منذ اكتشافه في 1976، والذي خلف اكثر من 930 وفاة، تزايدت المطالبة باعتماد تدابير استثنائية مع دعوة عدد من العلماء الى استخدام ادوية واعدة ولكنها لا تزال تجريبية.

وفي ليبيريا، تلقى الجيش الامر بالحد من تنقل السكان وحراسة مداخل العاصمة مونروفيا والقادمين من المحافظات المصابة.

وعلق مئات خلف حواجز الجيش بين المحافظات الشمالية ومونروفيا حتى قبل ان تعلن رئيسة ليبيريا ايلن جونسون سيرليف ليل الاربعاء الخميس حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوما لمواجهة فيروس ايبولا مع تاكيدها الحاجة الى “اجراءات استثنائية لضمان بقاء الدولة”.

وقالت سيرليف في خطاب الى الأمة ان الاجراءات التي اتخذتها السلطات خلال الاسبوعين الماضين للتصدي لهذا الوباء، من بينها اعطاء الموظفين غير الاساسيين إجازة الزامية لمدة 30 يوما واغلاق المدارس وتطهير الاماكن العامة، لم تنجح في وقف انتشار المرض، مؤكدة ان “الخطر آخذ في التعاظم”.

واضافت ان “فيروس ايبولا يمثل خطرا واضحا وفوريا” على بقاء البلاد.

واكدت الرئيسة ان “الجهل والفقر، وكذلك الممارسات الثقافية والدينية المترسخة تفاقم المرض ولا سيما في الارياف”، في اشارة خصوصا الى تقليد لمس جثامين الموتى في الجنازات.

واضافت ان “نطاق وحجم الوباء، ومقدار حدة الفيروس ونسبة الوفيات الناجمة عنه، تتخطى الان قدرات وصلاحيات اي هيئة حكومية او وزارة ايا تكن”.

وقال وزير الدفاع بورني ساموكا بدء تنفيذ عملية “الدرع البيضاء” معلنا اقامة حواجز في عدة بلدات للحد من حركة او حتى وقف تنقل السكان.

وتقرر عزل مدينة غباكيدو بناء على توصية السلطات الصحية، وفق الوزير. والمدينة قريبة من سيراليون وغينيا اللذين ينتشر فيهما المرض كذلك.

وقال المواطن جاكسون فريمان الذي تم توقيفه على حاجز اثناء توجهه الى مونروفيا “نحن هنا منذ بعد ظهر امس من دون طعام ولا ماء. لا يمكن ان نبقى محتجزين تحت المطر من دون طعام ولا ماء ولا مأوى”.

وفي سيراليون نشر 750 جنديا و50 ممرضا عسكريا منذ الاربعاء لفرض العزل الصحي على المراكز الصحية التي تستقبل المرضى وخصوصا في الشرق على الحدود مع غينيا وليبيريا.

ووافق برلمان سيراليون بالاجماع في جلسة استثنائية على قرار الرئيس ارنست با كوروما فرض حالة الطوارىء من 60 الى 90 يوما في الاول من اب/اغسطس. وكان الرئيس صرف النواب ضمن اجراءاته للحد من انتشار ايبولا.

وفي نيجيريا حيث سجلت سبعة اصابات مؤكدة ووفاتان بايبولا، اعلن الاطباء المضربين منذ اكثر من شهر، توقيف اضرابهم الخميس نظرا لخطورة الوضع.

وسجلت الوفيتان بايبولا في لاغوس الاكثر اكتظاظا بين مدن افريقيا جنوب الصحراء حيث يعيش 20 مليون شخص وسجلت فيها خمس اصابات غير مؤكدة وضعت في العزل.

وقبل اعلان حالة الطوارىء اعطت ليبيريا اجازات قسرية للموظفين غير الاساسيين واغلقت المدارس وامرت بتطهير الاماكن العامة بدون ان تتمكن من وقف انتشار الفيروس.

وهددت نقابة العاملين الصحيين في ليبيريا الخميس بالاضراب اذا لم توفر الحكومة اللوازم الضرورية للتصدي لايبولا.

وقال الامين العام للنقابة ديمي ديارزوا للاذاعة العامة “ليس لدينا قفازات ولا معاطف طبية ولا اي لوازم اخرى. زملاؤنا يموتون من ايبولا لانهم قرروا انقاذ حياة المرضى. لم نعد قادرين على الاحتمال”.

– واشنطن تأمر عائلات دبلوماسييها بالمغادرة –

وامرت الولايات المتحدة الخميس عائلات الموظفين الاميركيين في سفارتها في مونروفيا بمغادرة ليبيريا بسبب ايبولا.

ونصحت وزارة الخارجية ايضا الاميركيين الراغبين بالسفر الى ليبيريا بارجاء سفرهم ان لم يكن “ضروريا”، مكررة بذلك مناشدة اصدرتها سابقا السلطات الصحية الاميركية.

– رفع القيود عن علاج تجريبي –

ورفعت الوكالة الاميركية للأدوية جزئيا القيود عن استخدام علاج تجريبي للمصابين ، كما اعلنت الخميس شركة “تيكميرا” الكندية المنتجة للدواء.

وقالت الشركة الكندية ان الوكالة الاميركية للأدوية (اف دي ايه) ابلغتها “شفهيا” بأنها عدلت تصنيف دوائها “تي كي ام-ايبولاين” لجهة الحظر التام الذي كان مفروضا على اجراء تجارب سريرية عليه، ليصبح هذا الحظر جزئيا.

واعطي اميركيان كانا يعملان في مؤسسة خيرية مسيحية في ليبيريا ونقلا الى الولايات المتحدة بعد اصابتهما بايبولا عقارا تجريبيا هو زيماب، وبدا عليهما التحسن.

ورفعت السلطات الصحية الاميركية الاربعاء مستوى الانذار الصحي الى اعلى درجة في مواجهة فيروس ايبولا، بما يتيح تحريك الموارد في مواجهة اي طارىء.

وقال توم سكينر المتحدث باسم المراكز الاميركية للمراقبة والوقاية من الامراض “هذه أول مرة تعلن فيها درجة الانذار القصوى منذ 2009. يومها اعلنت لمواجهة وباء انفلونزا اتش1ان1”.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء ان حصيلة فيروس ايبولا المسبب للحمى النزفية ارتفعت الى 932 وفاة من اصل 1711 حالة اصابة بهذا المرض في سيراليون وليبيريا وغينيا ونيجيريا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية