مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب الله يعلن عن “انتصار” في الانتخابات النيابية والحريري يخسر ثلث نوابه

رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في منزله في وسط بيروت ليل الاحد الاثنين السابع من أيار/مايو 2018 بعد انتهاء الانتخابات النيابية afp_tickers

اعتبر حزب الله الاثنين نتائج الانتخابات النيابية “انتصاراً” كبيراً له ما من شأنه أن يكرس نفوذه في المعادلة السياسية في لبنان، فيما أقر رئيس الحكومة سعد الحريري بخسارة ثلث المقاعد التي كان يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته.

ولم تفرز النتائج الرسمية، التي اعلنت عنها وزارة الداخلية مساء الاثنين باستثناء دائرة واحدة لم تنته فيها عمليات الفرز، غالبية واضحة في البرلمان. لكنها بينت فوز أربع مجموعات كبيرة، أبرزها الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز إن النتائج بمثابة “انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد”.

ولم يعلن نصرالله عدد المقاعد التي حصدها حزبه، لكن التقديرات الأولية أظهرت احتفاظ الثنائي الشيعي بالعدد نفسه تقريباً من المقاعد في البرلمان، أي 27 من اصل 128، وربما يزيد حجم كتلته النيابية.

وقال نصرالله “يوجد الآن كما كان في السابق، ولكن بشكل أفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي لقوى المقاومة وحلفائها واصدقائها”، مضيفاً أن “تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار (المقاومة) الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة”.

وقبل ساعة من خطاب نصرالله، أعلن الحريري فوز تياره بـ21 مقعداً مقابل 33 في آخر انتخابات في العام 2009 وحاز مع حلفائه الأكثرية المطلقة.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في وسط بيروت “كنا نراهن على نتيجة أفضل وعلى كتلة أوسع”، مؤكداً في الوقت ذاته أنه “سعيد” بالنتيجة.

وربط الحريري تراجع عدد مقاعده بطبيعة قانون الانتخاب الجديد، مقللاً من تداعيات ذلك على مستقبل تياره السياسي الذي يؤخذ عليه تقديمه العديد من التنازلات لصالح حزب الله في السنوات الأخيرة.

وقال “لبنان لا يحكم إلاّ بجميع مكوناته السياسية (…) علينا أن نعمل مع بعضنا لبناء البلد فهو لم يعد يتحمّل خلافات سياسية”.

– “صنع القرار” –

وتمكن الحريري في نهاية العام 2016 من تشكيل حكومته بعد تسوية سياسية أتت بميشال عون، حليف حزب الله، رئيساً للبلاد في تشرين الأول/أكتوبر 2016، بعد نحو سنتين من الفراغ الدستوري وشلل المؤسسات الرسمية.

وفي لبنان البلد الصغير ذي الموارد المحدودة، لا يمكن تشكيل الحكومة من دون توافق القوى السياسية الكبرى وأبرزها حزب الله.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية كريم مفتي لوكالة فرانس برس “حزب الله في طريقه لأن يكون مؤثراً في عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضاً على التحالفات التي سينسجها أو يجددها”.

وتصنف واشنطن حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ويقاتل اسرائيل، على قائمة المنظمات الارهابية. كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005.

ولطالما شكل سلاح الحزب الذي يحارب الى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع الى حد كبير قبل الانتخابات بفعل “التوافق السياسي” القائم حاليا.

وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين الأحد في عملية الاقتراع لاختيار 128 نائباً، مع معدل اقتراع (49,2 في المئة) لم يلب تطلعات معظم الأحزاب التي توقعت أن ينعكس إقرار قانون يعتمد النظام النسبي تهافتاً على صناديق الاقتراع.

في غضون ذلك، دعت الامم المتحدة الاثنين السياسيين اللبنانيين الى “التصرف بمسؤولية لحماية استقرار” بلدهم “بما في ذلك التشكيل السريع للحكومة”.

– تحالفات ومجتمع مدني-

والمجموعات الأبرز في البرلمان الجديد بحسب النتائج هي: “الثنائي الشيعي”، تيار المستقبل رغم تراجع عدد مقاعده، التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه الرئيس ميشال عون، وحزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع الذي حقق صعوداً ملحوظاً.

وحصد عدد لا بأس به من المستقلين والأحزاب الصغيرة مقاعد في البرلمان، ومن المتوقع أن يدخل قسم كبير من هؤلاء في تحالفات مع المجموعات الأربع الكبيرة.

وفي حال أبقى حزب الله على تحالفه مع التيار الوطني الحر، فإن هذا الفريق سيحصد الغالبية البرلمانية للمرة الأولى منذ 2005، عام خروج الجيش السوري من لبنان.

وتعبر فئات واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرار الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها لبنان.

ومنح القانون النسبي الأمل للمجتمع المدني الذي سيدخل البرلمان للمرة الأولى بعد فوز الإعلامية المخضرمة بولا يعقوبيان.

ويعقوبيان واحدة من 66 مرشحاً من تحالف “كلنا وطني” الذي خاض عبره المجتمع المدني الانتخابات منافساً في 9 دوائر من أصل 15.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية