مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب المحافظين يلتف حول ماي مع تحذيرها روسيا مجددا في قضية الجاسوس

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تلقي خطابها امام حزب المحافظين في 17 اذار/مارس في لندن. afp_tickers

صوبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السبت على روسيا خلال خطاب مهم القته امام مؤتمر حزبها المحافظ السبت، فيما ادت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق الى تحويل الانظار عن الانقسامات الداخلية بسبب بريسكت.

ووسط تصاعد التوتر مع موسكو حول تعرض العميل المزدوج السابق للتسميم مع ابنته على الاراضي البريطانية، حذرت ماي من انها لن “تتسامح مع تهديد لارواح رعايا بريطانيين او آخرين على الاراضي البريطانية من الحكومة الروسية” وسط تصفيق حار من الحاضرين.

وماي التي تواجه انقسامات حادة داخل حزب المحافظين في ملف بريكست تمكنت من تعزيز سلطتها عبر ابدائها حزما حيال موسكو في قضية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من آذار/مارس في سالزبري بجنوب غرب انكلترا.

وادت هذه القضية الى تحقيق التفاف حولها بعدما حملت موسكو مسؤولية هذا الهجوم معلنة عن سلسلة اجراءات انتقامية رحبت بها الطبقة السياسية البريطانية بشكل واسع، وان عبر زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن عن شكوك.

وكان اخر ظهور لماي امام مؤتمر لحزب المحافظين انتهى بكارثة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي حيث انتابتها موجة سعال وقدم لها ممثل كوميدي استمارة للاستقالة، وسقطت احرف الشعار الذي كان مكتوبا وراءها.

لكنها وصلت الى منتدى الربيع للمحافظين في لندن وهي في موقع قوة، اثر قرارها طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتعليق الاتصالات الرفيعة المستوى مع موسكو.

وبدأت خطابها بعيد اعلان روسيا عن اجراءات طرد مضادة لدبلوماسيين بريطانيين. وقالت ماي ان “روسيا انتهكت القانون الدولي بشكل سافر”، مضيفة ان بريطانيا “ستفكر في الخطوات التالية خلال الايام المقبلة”.

واضافت ان “رد روسيا لا يغير من حقيقة الامر شيئا، فقد جرت محاولة اغتيال شخصين على الاراضي البريطانية، وليس لهذه المحاولة تفسير بديل سوى أن الدولة الروسية مسؤولة”.

وقالت ايضا ان “الاعتداء الروسي هو نقيض القيم الليبرالية والديموقراطية التي تقوم عليها المملكة المتحدة”.

وتجنبت ماي الى حد كبير السبت الحديث عن مسالة بريكست مستفيدة من الالتفاف حولها في قضية روسيا.

– تحسن شعبية ماي-

ووحدت قضية تسميم العميل المزدوج الحزب وحرفت الانتباه عن بريكست، لكن رئيسة الوزراء ما زال عليها مناقشة هذه القضية.

وهي مضطرة للسعي الى تحقيق توازن بين انصار انفصال قاطع مع الاتحاد الاوروبي مثل وزير الخارجية بوريس جونسون، والمدافعين عن الابقاء على علاقات قوية مع الاتحاد الاوروبي مثل وزير المالية فيليب هاموند.

وفي اجواء الشكوك هذه المرتبطة ببريكست، يتوقع ان يبقى الاقتصاد البريطاني بطيئا في السنوات المقبلة والنمو المتوقع للعام 2018 (1,5 بالمئة) ومن الاضعف بين الدول الغنية وسيسجل تباطؤا بالمقارنة مع النمو في 2017 (1,7 بالمئة).

وتجري بريطانيا مفاوضات شاقة مع الاتحاد الاوروبي لتحديد فترة انتقالية بعد خروجها من التكتل خلال عام، وخصوصا حول العلاقات التجارية المقبلة.

وستعقد قمة اوروبية الاسبوع المقبل في بروكسل يفترض ان تتبنى خلالها الدول ال27 موقفا من اطار العلاقة مع بريطانيا بعد بريكست، خصوصا على الصعيد التجاري.

ودعا رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الثلاثاء تيريزا ماي الى “تقديم مزيد من التوضيح حول رؤية المملكة المتحدة لعلاقتها المستقبلية مع الاتحاد الاوروبي”.

واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد يوغوف على عينة من 1986 شخصا ونشرته صحيفة “ذي تايمز” الجمعة ان نسبة التأييد للمحافظين تبلغ 42% فيما نال حزب العمال 39%.

واعتبر 53% ان ماي تعاملت جيدا مع ازمة هجوم سالزبري فيما رأى 23% ان ردها لم يكن جيدا.

وعبر 60% عن تأييدهم الاجراءات التي اتخذتها بما يشمل طرد الدبلوماسيين الروس فيما عارضها 14%.

بالنسبة لزعيم حزب العمال جيريمي كوربن فقد رأى 18% انه تعامل جيدا في هذه الازمة فيما عبر 39% عن رأي معاكس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية