مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حكومة جنوب السودان تسعى الى استبعاد مشار من المفاوضات

صورة مركبة ويظهر فيها رئيس جنوب السودان سلفا كير (يسار) ونائبه السابق رياك مشار afp_tickers

اتخذت محادثات السلام في جنوب السودان منحى سيئا الجمعة عندما بدا ان الرئيس سلفا كير يسعى الى تهميش زعيم المتمردين رياك مشار وان وافق على عقد لقاء جديد معه الاثنين في الخرطوم.

وكان اجتماع بين الرجلين مساء الاربعاء اثار آمالا في امكانية التوصل الى حل تفاوضي قريبا.

ونشر مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي احمد ابيي الذي يرئس الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة الاقليمية التي تسعى الى احياء عملية السلام، نشر صورا لابيي ومشار وكير وهم يتعانقون.

وعقد قمة الخميس في اديس ابابا لعدد من قادة دول “ايغاد” وخصوصا السوداني عمر البشير والكيني اوهورو كينياتا والصومالي محمد عبد الله محمد لتعزيز الضغط غلى كير ومشار. لكن لم يحضر القمة الرئيس الاوغندي يوييري موسيفيني الذي يلعب دورا اساسيا.

لكن حكومة السودان خيبت آمال الاكثر تفاؤلاء الجمعة بتأكيدها ان مشار زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-معارضة لا مكان له في حكومة وحدة وطنية.

وقال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي في مؤتمر صحافي الجمعة في اديس ابابا ان حكومة جوبا “نفد صبرها” من زعيم المتمردين رياك مشار. واضاف “نفد صبرنا من رياك مشار، من الاضرار التي سببها لاهل جنوب السودان”.

وقال ماكوي الذي يعد من المتشددين في نظام جنوب السودان “بصفتي جنوب سوداني، وليس فقط الرئيس، بصفتي جنوب سوداني، نقول كفى واذا كان (مشار) يريد ان يصبح رئيسا فما عليه الا انتظار الانتخابات”.

وكان مشار وصف في بيان اللقاء بال”ودي”. لكن صرح ان ان “الاسباب العميقة للنزاع” تتطلب “وقتا” مضيفا ان أسلوب مساعي السلام الحالية “غير واقعي”.

واتهم ماكوي زعيم المتمردين بانه حاول طوال حياته المهنية القيام بانقلابات، معتبرا انه لهذا السبب لا مكان له في حكومة وحدة في البلاد. وقال “لا نريد سياسيا”.

لكن الحكومة وافقت على طلب رؤساء الدول الاعضاء في “الهيئة الحكومية للتنمية” (ايغاد) المنظمة الاقليمية التي تسعى الى تحريك عملية السلام منذ اشهر، المشاركة في لقاء جديد بين مشار وكير الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم.

– لقاء الاثنين في الخرطوم –

قال ماكوي “انه قرار لرؤساء دول ايغاد وسنحترمه”.

وصرح وزير خارجية جنوب السودان مارتن ايليا في المؤتمر الصحافي نفسه ان الحكومة تبقى مصممة على التوصل الى السلام ولهذا الهدف وافق كير على لقاء مشار.

ويتفاوضان الجانبان منذ اشهر برعاية “ايغاد” لكن هذا الاجتماع الجديد يفترض ان يسمح بتسريع العملية.

وهو واحد من القرارات الرئيسية التي اتخذت خلال الاسبوع الجاري، وسيليه لقاء آخر في نيروبي، على ان يوقع الاتفاق النهائي في اديس ابابا خلال مهلة اسبوعين، حسب حكومة جنوب السودان.

وفي هذه الفترة يمكن لمشار الاقامة في واحدة من هذه المدن، لكن حكومة جنوب السودان اكدت انها حصلت من “ايغاد” على الا يبقى بعد ذلك “في المنطقة او اي مكان قريب من جنوب السودان”.

وبين الخلافات التي يتوجب حلها منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا تابان دينغ الحليف السابق لمشار الذي انشق عنه في تموز/يوليو 2016 مع جزء من حركته، حسب وثيقة سلمتها الحكومة الى الصحف.

ويشير النص ايضا الى انه “لم يتم التوصل الى اي تسوية بشأن تقاسم السلطة” داخل الحكومة والى استمرار خلاف على “الجدول الزمني لتوحيد القوات المسلحة”.

ودانت حركة مشار “التصريحات اللامسؤولة” لماكوي، معتبرة انها تهدف الى “اخراج عملية السلام عن مسارها”.

واللقاء بين كير ومشار كان الاول منذ المعارك العنيفة التي دارت في العاصمة جوبا في تموز/يوليو 2016 وانهت اتفاق سلام ابرم في آب/اغسطس 2015 وسمح لمشار بالعودة الى منصب نائب الرئيس والى جوبا.

وفر مشار اثر تلك المعارك من بلاده لكنه ما زال يتمتع بنفوذ كبير على حركته. وعاد الى جوبا بموجب اتفاق توصلت اليه ايغاد في 2015، ولكن بعد عودته بقليل اندلع قتال عنيف ودام.

وادت الحرب الاهلية في جنوب السودان الى مقتل عشرات الالاف وتشريد نحو ثلث السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة منذ اندلاعها في كانون الاول/ديسمبر 2013، بعد عامين من استقلال البلد الفتي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية