مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حمامات الكبريت جنوب الموصل تجمع الجنود والنازحين

حوض من مياه الكبريت في حمام العليل في 5 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

تشكل حمامات الكبريت القريبة من مدينة الموصل التي تشهد حربا منتجعا للجنود الذين يقاتلون الجهاديين بالاضافة الى مدنيين فارين، بعد ان كان يرتاده عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.

ويشتهر هذا المكان بمياه معدنية مرتفعة الحرارة تخرج من ينابيع تحت الارض.

ويقول سعد محمد جابر (32 عاما) من وحدة مدفعية تابعة للشرطة الاتحادية “نقاتل على خط المواجهة ونأتي الى هنا لقضاء اجازة”.

واضاف الشاب بينما كان يتجول بجواربه البيضاء المبللة واضعا قبعة الشرطة “ناتي الى هنا للراحة. ناخذ حماما قبل العودة الى المعركة”.

ويقع حمام العليل على بعد نصف ساعة جنوب خطوط المواجهة مع الجهاديين في غرب الموصل.

وتشن القوات العراقية عملية بدعم التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على غرب الموصل، اخر ابرز معاقل الجهاديين وثاني اكبر مدن البلاد.

وتمكنت القوات الامنية خلال المرحلة الاولى من عملية استعادة الموصل التي بدأت منذ حوالى ستة اشهر من السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة.

ويعرف حمام العليل، بالنسبة للعراقيين، للعلاج من الامراض الجلدية. ورغم الاضرار التي لحقت بالمكان، الا انه ما زال موقعا للترفيه.

ويجلس الجنود واحدا خلف الاخر، حول حوض مستدير من مياه الكبريت الدافئة، لتنظيف ظهورهم بالصابون.

في الوقت ذاته، اصبح المكان منتجعا لالاف المدنيين الذين يواصلون الفرار من مدينة الموصل مع تقدم القوات الامنية في الجانب الغربي منها.

ويسكن بعض هؤلاء في خيم مكتظة وسط مخيم للنازحين على بعد دقائق قليلة جنوب حمام العليل، ليس فيه ما يكفي من مياه الشرب والطعام.

وفر اكثر من 200 الف شخص من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق العملية منتصف شباط/فبراير.

وقال محمد عزيز الذي وصل الى الحمامات سيرا مع ابنه واخيه وابن عمه “هربت من حي اليرموك لكن داعش اعتقلني”.

-“قتلوا اطفالا بعمر ابني”-

واضاف عزيز بعد خروجه من الحمام “اخذوا هويتي، ضربوني على رأسي وفتشوني ثم قتلوا اخرين هربوا امامي”.

وتابع وهو يحتضن ابنه في الخامسة من العمر “كانوا ضمن عائلات مجموعهم 19 شخصا (…) قتلوا اطفالا بعمر ابني”.

واوضح بينما تتساقط قطرات الماء من رأسه “قلت لهم لدي كفيل، وهذا ما انقذ حياتي” في اشارة الى شخص يكفل عودة من يغادر المدينة.

واكد عزيز الذي امضى قرابة ثلاث سنوات من عمره محاصرا داخل ما يسمى “الخلافة” ان الجهاديين “زنادقة يستحقون الموت”.

وتابع مبتسما “هناك اشخاص من البصرة والديوانية وكربلاء وبغداد (…) اخوتي من اهل الجنوب ” في اشارة الى رفض التمييز بين السنة اهل الموصل واهالي محافظات شيعية في وسط وجنوب البلاد.

ورغم عدم وجود تمييز طائفي لقبول متطوعين في قوى الامن، الا ان غالبية العناصر الامنية المشاركين في عملية الموصل هم من محافظات ذات غالبية شيعية.

من جانبهم، يشعر العاملون في منتجع حمام العليل بسرور نظرا لتزاحم الوافدين الى المكان مجددا.

يقول حسين عبد الله، أحد العاملين في المنتجع ان “الاموال كانت قليلة في ظل داعش (…) عدد قليل جدا من الناس كانوا يقصدون” المكان.

وتابع “اما الآن، فان الرواتب تدفع مرة أخرى وقوات الأمن تاتي الى هنا”.

واشار الى “زوار كانوا يترددون بانتظام اثناء حكم +الخلافة+”.

واوضح ان “مقاتلي داعش كانوا يأتون دائما الى هنا، يذهبون للقتال ومن ثم يعودون”.

وقال عبد الله كانوا من “العراق واوروبا والشيشان والصين”.

وبادر ليث علي فرحان احد عناصر الامن قائلا “عندما استعدنا السيطرة على المنطقة قمنا بتبديل المياه، لانه كما تعرف، كان هؤلاء في غاية القذارة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية