مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خامنئي يؤكد ان سياسة ايران ضد “الغطرسة” الاميركية “لن تتغير”

صورة نشرها الموقع الالكتروني للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية تظهر آية الله علي خامنئي يؤدي صلاة عيد الفطر في طهران في 18 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

اعلن المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية آية الله علي خامنئي السبت ان الاتفاق النووي مع القوى العظمى لن يغير سياسة ايران في مواجهة “الحكومة الاميركية المتغطرسة” ولا سياسة ايران لدعم “اصدقائها” في المنطقة.

واكد خامنئي “سياستنا لن تتغير في مواجهة الحكومة الاميركية المتغطرسة”، وذلك في كلمة القاها بمناسبة عيد الفطر في ساحة الامام الخميني في وسط طهران وبثها التلفزيون الحكومي مباشرة، وتخللتها هتافات تقليدية “الموت لاميركا” و”الموت لاسرائيل”.

وشدد خامنئي ايضا على “ان سياسات الولايات المتحدة في المنطقة متعارضة بنسبة 180% مع مواقف جمهورية ايران الاسلامية”. واضاف “كررنا مرات عديدة، اننا لا نجري اي حوار مع الولايات المتحدة حول المسائل الدولية والاقليمية او الثنائية. لقد تفاوضنا في بعض الاحيان، كما في الموضوع النووي، مع الولايات المتحدة على اساس مصالحنا”.

وقد ابرمت ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) في 14 تموز/يوليو اتفاقا تاريخيا حول الملف النووي الايراني بعد اكثر من 22 شهرا من المفاوضات الماراتونية المكثفة. ويفترض ان يصادق الكونغرس الاميركي ومجلس الشورى الايراني على الوثيقة.

كما اثنى على الرئيس حسن روحاني والمفاوضين الايرانيين. وقال ان اعضاء الفريق الذين ترأسهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف “عملوا بشكل مضن”. واضاف “سواء حصل النص الذي اعدوه على مصادقة ام لا، فانهم يستحقون المكافأة” مكررا ان الاتفاق مع القوى الكبرى لم يصبح قانونا بعد ويتعين دراسته بدقة واقراره في مجلس الشورى.

وبموجب قانون تم تمريره الشهر الماضي، يتعين على البرلمان الايراني الموافقة على الاتفاق النووي لكن مسألة القرار بشأن تطبيق الغرب لجانبهم من الاتفاق تبقى بيد المجلس الاعلى للامن القومي وليس للمشرعين انفسهم.

ويرأس المجلس الاعلى للامن القومي الرئيس روحاني، فيما تحال تقارير المجلس مباشرة لخامنئي.

كما شدد خامنئي على ان الاتفاق النووي لن يغير سياسية ايران الاقليمية. وقال “ان جمهورية ايران الاسلامية لن تتخلى عن دعم اصدقائها في المنطقة، والشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن والشعبين والحكومتين في سوريا والعراق والشعب المضطهد في البحرين والمقاتلين الابرار في المقاومة في لبنان وفلسطين. (…)”.

وتدعم ايران حكومتي العراق وسوريا عبر ارسال مستشارين عسكريين الى الميدان في المواجهات مع جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية على الاخص، بعد ان سيطر هؤلاء على مساحات شاسعة في البلدين المتجاورين. كما انها تدعم المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن الذين تقاتلهم السعودية، والمعارضة البحرينية للعائلة الحاكمة السنية التي تدعمها الرياض، وحزب الله اللبناني وفصائل اسلامية فلسطينية (حماس والجهاد الاسلامي).

واعتبرت اسرائيل الاتفاق مع ايران “خطأ تاريخيا” كما انتقدته السعودية.

فالخميس حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ايران من اي محاولة لاستخدام المال الناتج من رفع العقوبات الاقتصادية لتمويل “مغامرات في المنطقة”. ومن المقرر ان يزور وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر السعودية واسرائيل في الاسبوع المقبل.

ويسمح الاتفاق في غضون بضعة اشهر، برفع العقوبات الاميركية والاوروبية والدولية التي انهكت الاقتصاد الايراني. بالمقابل تعهدت ايران بتحجيم برنامجها النووي لعشر سنوات على الاقل لتهدئة المخاوف الغربية من ان الجمهورية الاسلامية تسعى لتطوير سلاح ذري.

وشدد الرجل الاول في ايران وهو ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة، على تصميم بلاده على صون قدراتها العسكرية.

واضاف “في ما يتعلق بالحفاظ على القدرات العسكرية والدفاعية، بخاصة في مناخ التهديد الذي خلقه الاعداء، لن تقبل الجمهورية الاسلامية مطلقا مطالب الاعداء المفرطة”.

وتنفي ايران باستمرار السعي لحيازة السلاح النووي وتصر على ان برنامجها مخصص لاغراض سلمية في مجال الطاقة والطب فقط.

وكرر خامنئي هذا الموقف السبت مشيرا الى فتوى اصدرها ضد اي مسعى لحيازة القنبلة.

وقال انه بحسب “القران والشريعة، نعتبر ان انتاج السلاح النووي وامتلاكه واستخدامه حرام، وهذا لا علاقة له بالمفاوضات”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية