مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خطة للحكومة الفرنسية للتصدي للعنصرية ومعاداة السامية

فالس في اثناء طرح خطة الحكومة الفرنسية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية في ضاحية كريتاي جنوب شرق باريس في 17 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

كشف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة خطة من اجل التصدي للعنصرية ومعادة السامية، منتقدا الانتشار “غير المحتمل” لهذه الظاهرة بعد ثلاثة اشهر على اعتداءات شنها جهاديون في باريس.

وقال مانويل فالس ان “العنصرية ومعاداة السامية والكراهية للمسلمين والاجانب ومثليي الجنس تتزايد بطريقة غير محتملة” في فرنسا، مشيرا الى مختلف اشكال التعصب التي تمزق المجتمع الفرنسي.

واكد فالس ان حكومته تنوي “الا تتغاضى عن شيء”.

ويزداد تأثير اليمين المتطرف على الفرنسيين في اطار عملية تلميع صورته التي بدأتها رئيسته مارين لوبن.

واكد رئيس الوزراء ان “على الفرنسيين اليهود ألا يخافوا من كونهم يهودا” و”على الفرنسيين الا يخجلوا ايضا من كونهم مسلمين”. وقد اختار فالس ان يعلن خطته في مدينة كريتاي الواقعة في الضاحية الشرقية لباريس حيث تعرض زوجان يهوديان لاعتداء في منزلهما في الاول من كانون الاول/ديسمبر.

وتتضمن الخطة الحكومية التي وعد بها الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بعد اعتداءات باريس، حوالى اربعين تدبيرا تتمحور حول القضاء والمدرسة والانترنت.

وتتضمن ابرز التدابير قمع التصريحات العنصرية التي لن تبقى “من اختصاص قانون الصحافة بل باتت من اختصاص القانون الجزائي” الاكثر تشددا. وبالتالي سيدرج الطابع المتنامي للعنصرية ومعاداة السامية “ضمن قانون العقوبات”.

وتنص الخطة ايضا على تشكيل “وحدة لمكافحة الكراهية على الانترنت” والزام مؤسسات تأمين خدمة الانترنت “أن يكون لها تمثيل قانوني في فرنسا”.

وستخصص الحكومة مئة مليون يورو لهذه الخطة خلال ثلاث سنوات، خصوصا لتمويل حملة تواصل كبيرة وخطوات على المستوى المحلي، كما اوضح مكتب رئيس الوزراء.

وفي المدرسة، سيخصص للمعلمين مزيد من دورات التأهيل، وسيدعى رؤساء المؤسسات التعليمية الى الابلاغ عن الحوادث، وستنظم زيارات الى “معالم رمزية” طوال سنوات الدراسة.

وشدد مانويل فالس الذي زار ثانوية ليون بلوم في كريتاي حيث يدرس تلامذة من مختلف الجنسيات على القول انه “عبر التعليم والتربية وتفهم الاخر نستطيع التصدي للافكار المبتذلة والصور السلبية”.

وقال رئيس الوزراء الاسباني الاصل للتلامذة “نجاة فالو-بلقاسم وانا ولدنا في الخارج”، في اشارة الى وزيرة التربية التي كانت ترافقه والمولودة في المغرب. وقال “انتم جميعا من اصول مختلفة، وهذا مصدر قوة”، مؤكدا ان فرنسا بنيت “تدريجا بمساهمات اتت من الخارج”.

وكان فرنسوا هولاند جعل من التصدي للعنصرية ومعاداة السامية “قضية وطنية كبيرة” بعد الغضب الذي اثاره الاعتداء في كريتاي. وكان عدد من المشاغبين الصغار السن دخلوا بالقوة شقة وعزلوا الزوجين اليهوديين واغتصبوا الزوجة.

وازداد الوضع تدهورا مع اعتداءات السابع والثامن والتاسع من كانون الثاني/يناير التي شنها فرنسيون باسم الحركة الجهادية: هجوم على مقر اسبوعية شارلي ايبدو (12 قتيلا) وقتل شرطية وقتل اربعة من اليهود خلال احتجاز رهائن في متجر يهودي.

ومنذ ذلك ازدادت الاعمال المعادية للمسلمين. ففي الفصل الاول من هذه السنة، كما يقول مرصد الاسلاموفوبيا (التابع للمنظمات المسلمة) وقع 226 عملا معاديا للمسلمين (اعتداءات وتهديدات وتخريب مساجد)، اي اكثر بست مرات مما وقع في الفترة نفسها من العام الماضي.

من جهة ثانية، تضاعفت الاعمال المعادية للسامية العام الماضي بالمقارنة مع 2013 وازدادت ثلاث مرات هجرة اليهود من فرنسا الى اسرائيل بين 2012 و2014.

واشارت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان في تقرير الى استمرار انتشار الافكار المسبقة المعادية للمسلمين واليهود والغجر في فرنسا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية