مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خفض حكم سجن جندي اسرائيلي دين بالاجهاز على جريح فلسطيني إلى 14 شهرا

عزريا جالسا بين والديه خلال جلسة المحكمة في 30 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

قرر رئيس الاركان الاسرائيلي جادي ايزنكوت الاربعاء خفض حكم السجن على جندي اسرائيلي دين بالاجهاز على جريح فلسطيني ممدد أرضا ولا يشكل خطرا ظاهرا إثر مهاجمته جنودا اسرائيليين، في قضية اثارت انقساما عميقا في الدولة العبرية.

واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جوناثان كونيركوس لوكالة فرانس برس ان ايزنكوت قرر خفض الحكم بالسجن المفروض على الجندي ايلور عزريا (21 عاما) بأربعة اشهر، لتصبح 14 شهرا بدلا من 18 شهرا بعد ان تقدم الجندي بطلب لاعادة النظر في الحكم.

وقال المتحدث “على الرغم من وضوح تصريحات رئيس الاركان فان تصرفات عزريا تعارضت مع قواعد السلوك وقيم الجيش الاسرائيلي…قرر القيام بذلك آخذا بالاعتبار انه جندي مقاتل (…) تحمل الكثير”.

في كانون الثاني/يناير الماضي، دانت محكمة عسكرية الجندي (21 عاما) بتهمة القتل، ثم اصدرت عليه حكما بالسجن 18 شهرا في شباط/فبراير.

وقام الجندي بعدها باستئناف الحكم، بينما طالب الادعاء العسكري بتشديد العقوبة بعد ان طالب في البداية بحكم بالسجن بين 3 و 5 سنوات.

ورفضت محكمة عسكرية اسرائيلية في 30 تموز/يوليو طلب استئناف قدمه عزريا. وثبتت عقوبته بالسجن 18 شهرا، رافضة أيضا التماسا قدمه الادعاء العسكري لتشديدها.

وكان عزريا دخل في 9 اب/اغسطس الماضي الى سجن تزرفين (صرفند) العسكري جنوب تل أبيب حيث يفترض ان يمضي عقوبة السجن.

وقد أنهى عزريا خدمته العسكرية الالزامية التي تستغرق ثلاث سنوات في 20 تموز/يوليو.

– اثبات فيديو-

ودعا عدد من المسؤولين الاسرائيليين بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى منح عزريا العفو.

وبإمكان عزريا طلب العفو من الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين.

وكان يمكنه ايضا تقديم استئناف الى المحكمة العليا، ولكنه قرر عدم القيام بذلك بعدما طلب منه وزير الدفاع افيغدور ليبرمان تنفيذ العقوبة من أجل انهاء المسألة.

وتقدم عزريا بعدها بطلب لايزنكوت لخفض عقوبته.

وكتب ايزنكوت لعزريا في رسالة “يجب ان يقال منذ البداية بوضوح لا يشوبه لبس انه من وجه نظر رئيس الاركان، فأن سلوكك لم يكن مناسبا وكان مخالفا لاوامر وقيم الجيش”.

واضاف “ولكن يعتقد رئيس الاركان انه من المناسب النظر في وضعك اخذا بالاعتبار ماضيك كجندي مقاتل”.

وأجهز عزريا الذي يحمل كذلك الجنسية الفرنسية على عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس في 24 آذار/مارس 2016 في مدينة الخليل بينما كان الاخير ممددا ارضا ومصابا بجروح خطرة من دون ان يشكل خطرا ظاهرا، بعد ان هجم بسكين على جنود اسرائيليين.

واقدم الشريف مع شاب فلسطيني اخر قبل قتله على طعن جندي ما ادى الى اصابته بجروح طفيفة. وقتل الفلسطيني الاخر ويدعى رمزي القصراوي بالرصاص.

وصور ناشط عزريا يطلق رصاصة على رأس الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وانتشر شريط الفيديو بشكل واسع على الانترنت وعرضته قنوات التلفزيون الاسرائيلية الخاصة والحكومية.

وشكل مثالا لاحدى اوضح عمليات القتل التي استهدفت فلسطينيا بدون ان يشكل خطرا على الجنود الاسرائيليين.

وادعى عزريا خلال محاكمته انه خشي ان يكون الشريف قد ارتدى حزاما ناسفا وسيقوم بتفجير نفسه، وهو ما رفضه القضاة العسكريون.

أثارت قضية عزريا انقساما في الرأي العام في الدولة العبرية، بين من يؤيد التزام الجيش بشكل صارم المعايير الأخلاقية، ومن يشدد على وجوب مساندة الجنود في وجه هجمات الفلسطينيين.

واظهرت استطلاعات الرأي ان ثلثي الاسرائيليين يؤيدون منح عزريا عفوا.

وأثار الحكم خيبة أمل لدى المدافعين عن حقوق الانسان. وصرحت منظمة العفو الدولية ان القضاة وجهوا “إشارة خطيرة مفادها أن منفذي أعمال خطيرة ضد الفلسطينيين يتمتعون بحماية النظام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية