مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خلفيات احتجاجات غزة

فلسطيني يلقي بالحجارة باتجاه الجنود الاسرائيليين على الخط الفاصيل بين غزة واسرائيل في 5 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

تجددت المواجهات الجمعة بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة موقعة قتيلا بعد اسبوع من مقتل نحو 20 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي في اكثر الايام دموية منذ حرب 2014.

ماذا حدث قبل أسبوع؟

تجمع عشرات الاف الفلسطينيين قرب الحدود الجمعة الماضي في خمسة مواقع رئيسية في قطاع غزة للبدء فيما اطلقوا عليه “مسيرة العودة”.

وكانت تلك من اكبر الاحتجاجات التي شهدتها السنوات الأخيرة وقال منظموها أنها ستكون سلمية.

وفيما اقام غالبية المحتجين فعاليات اجتماعية مثل حفلات زفاف او رقص أو إقامة صلاة الجامعة، إلا أن أعداداً قليلة منهم اقتربت من السياج الحدودي لرشق القوات الاسرائيلية بالحجارة.

واطلق الجيش الرصاص الحي وقتل نحو عشرين فلسطينيا واصاب المئات بجروح، ما ادى الى اتهامه باستخدام القوة المفرطة.

وتعهدت اسرائيل منع أي تخريب للسياج الفاصل والتصدي لمحاولات التسلل. وتحدثت عن محاولة اطلاق نار على الجنود.

وتتهم اسرائيل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم القطاع الفقير وخاضت ثلاث حروب ضدها منذ 2008، باستخدام الاحتجاجات كغطاء لاستخدام العنف.

مطالب الاحتجاجات

تطالب الاحتجاجات بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى الاراضي التي اجبروا على الخروج منها خلال حرب 1948. وتدعم الامم المتحدة ذلك في احد قراراتها الذي لم ينفذ مطلقا، بينما يعيش نحو خمسة ملايين لاجئ في الضفة الغربية المحتلة وغزة والدول المجاورة لاسرائيل.

تعتبر هذه قضية أساسية بالنسبة للفلسطينيين الذين لا زال العديد منهم يحتفظون بمفاتيح منازل عائلتهم.

ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات حتى منتصف ايار/مايو وهو الموعد الذي حددته واشنطن لنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس.

واثار قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب نقل السفارة غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عقب احتلالها في 1967 عاصمة دولتهم المستقبلية.

– من يقف وراء الاحتجاجات؟ –

اتهمت اسرائيل حماس بأنها وراء الاحتجاجات.

الا ان منظمي الاحتجاجات يرفضون ذلك ويقولون ان المسيرات نُظمت بشكل مستقل وأن حماس واحدة من عدة جماعات مشاركة فيها.

وشارك قادة من حماس في اول احتجاج في 30 آذار/مارس.

– ما هي اسباب الاحتجاجات؟ –

يرى محللون ان الاحتجاجات سببها حالة اليأس المتزايدة في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار اسرائيلي صارم منذ عقد. كما اغلقت مصر حدودها مع القطاع في السنوات الأخيرة لفترات طويلة لأسباب قالت انها أمنية.

وضاعفت حكومة الرئيس محمود عباس المعترف بها دوليا الاجراءات ضد القطاع لمعاقبة الحركة الاسلامية، بحسب محللين.

والنتيجة هي ركود الاقتصاد في القطاع وبطالة بنسبة تقترب من 40% خصوصا في اوساط الشباب. ويتحدث المحتجون ان سبب مشاركتهم هي غياب فرص العمل في غزة، واعرب بعضهم عن استعداده للموت.

تقول اسرائيل كذلك أن حماس تمجد الموت وتشجع الشباب الغاضبين على “الشهادة”. وتدفع الحركة لعائلات القتلى مبلغ 3000 دولار.

– احتجاجات الجمعة –

تجددت مواجهات الجمعة بين مئات المتظاهرين الذين اشعلوا اطارات السيارات، والجيش الاسرائيلي الذي أطلق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع ما ادى الى سقوط قتيلين.

يقول المنظمون انهم يحاولون اتخاذ اجراءات جديدة لمنع تكرار ما حدث الاسبوع الماضي، ولكن من غير الواضح ما اذا كانوا سينجحون في ذلك.

والخميس اقترب شباب من الحدود في عدة مواقع ورشقوا الحجارة، ويخشى من وقوع قتلى كذلك.

– هل ستغير اسرائيل من اساليبها؟ –

دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الاوروبي وعدد من الجهات الأخرى الى اجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل الاسرائيلية الاسبوع الماضي.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان عمليات القتل “تتم عن قصد” وغير قانونية، بينما حض غوتيريش اسرائيل على ممارسة “ضبط النفس”.

ورفضت اسرائيل الدعوات لاجراء تحقيق وأصرت على اتباع سياستها باطلاق النار في قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان “اذا وقعت استفزازات فسنرد مثل الاسبوع الماضي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية