مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيس المجلس الأوروبي: اتفاق بريكست ممكن في كانون الأول/ديسمبر لكن التحدي كبير

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك خلال لقاء ثنائي على هامش قمة أوروبية عقدت في بروكسل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

اعتبر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الجمعة أن التوصل إلى اتفاق حول شروط خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في كانون الأول/ديسمبر “ممكن”، شرط احراز تقدم في المفاوضات خصوصا في مسألة ايرلندا الخلافية.

وكان لقاء رئيس المجلس الاوروبي ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على هامش قمة أوروبية في بروكسل، مرتقبا في وقت بدت المفاوضات متعثرة.

وكتب توسك في تغريدة عقب اللقاء “احراز تقدم كاف (حول الملفات الثلاثة الرئيسية) في مفاوضات بريكست في المجلس الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر” مضيفا “لكن الامر لا يزال ينطوي على تحد كبير”.

وأمهل توسك ماي عشرة أيام “لاحراز تقدم من جانب المملكة المتحدة في كافة المواضيع من بينها ايرلندا”.

وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “توسك عرض التسلسل الزمني قبل القمة الأوروبية في كانون الأول/ديسمبر، مع موعد 4 كانون الأول/ديسمبر كحد أقصى كي تقوم المملكة المتحدة بجهود اضافية”، مضيفا ان ماي “وافقت على هذا الجدول الزمني”.

وكان توسك أعلن في السويد الاسبوع الماضي مهلة حتى بداية كانون الأول/ديسمبر لتحقيق “تقدم إضافي ملموس” من أجل إفساح المجال أمام بدء المفاوضات التجارية خلال قمة للاتحاد الأوروبي في 14 و15 كانون الأول/ديسمبر، وهي مرحلة مفاوضات ثانية تصر عليها لندن.

وقالت ماي لدى مغادرتها بروكسل “لا يزال هناك مشاكل حول مختلف المواضيع التي نفاوض من أجلها والتي من المفترض أن يتمّ حلها” مشيرة إلى ان “الأجواء ايجابية في المحادثات وهناك شعور صادق” وإرادة “بالتقدم معا”.

وتابعت “يعود الى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات”.

وعقدت ماي الجمعة لقاءات ثنائية مع نظرائها من ليتوانيا وبلجيكا والدنمارك في بروكسل بالإضافة الى لقاء لم يكن مقررا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

– 4 كانون الأول/ديسمبر –

وتعتبر الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الاوروبي أن التزامات لندن الواضحة هي الكفيلة بانهاء المرحلة الأولى من المفاوضات حول بريكست، التي تركز على تنظيم انسحاب بريطانيا في أواخر آذار/مارس 2019.

وأكد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر أن “المفاوضات تحقق تقدما” مشيرا الى أن “المرحلة النهائية تبدأ في 4 كانون الأول/ديسمبر” وهو موعد عشائه المرتقب مع ماي في بروكسل.

وأشارت تقارير اعلامية إلى أن لندن ستضاعف عرضها لتسوية التزاماتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي من 20 إلى 40 مليار يورو. إلا أن بروكسل أصرت حتى الآن على أن الرقم الحقيقي يجب أن يكون أقرب إلى 60 مليارا.

وقال مصدر اوروبي قريب من المفاوضات ان البريطانيين “يحققون تقدما، انهم يحضرون الرأي العام لديهم”.

كما يصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول شروط الانسحاب المتمثلة بفاتورة الخروج ومسألة ايرلندا الشمالية وحقوق مواطني الاتحاد الأوروبي قبل مناقشة العلاقات المستقبلية.

وسيؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق خلال قمة الشهر المقبل إلى تقليص الوقت المتاح للمحادثات التجارية التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى انهائها في تشرين الأول/اكتوبر 2018 لمنح وقت لإقرار اتفاق من قبل البرلمانات المحلية قبيل موعد بريكست المرتقب في 29 آذار/مارس 2019.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الاوروبي إنه في حال الرفض خلال هذه القمة، سيتم إرجاء هذه المسألة الى “شباط/فبراير أو آذار/مارس”.

– حدود برقابة مشددة –

لا تزال مسألة ايرلندا تشكل نقطة خلاف حيث صعدت دبلن تهديداتها بوقف أي اتفاق لا يأخذ بعين الاعتبار مخاوفها بشأن الحدود مع ايرلندا الشمالية التي تحكمها بريطانيا.

ورأى المصدر الأوروبي نفسه أن لقاء توسك-ماي أولى “اهتماما خاصا بكيفية تأمين الدعم لايرلندا” من أجل الانتقال الى المرحلة الثانية.

وقال وزير الخارجية الايرلندي سيمون كوفني “في حال لم يتم تحقيق تقدم بشكل أكثر وضوحا ومصداقية (…) وبطريقة تمنع إقامة حدود خاضعة لرقابة مشددة على ايرلندا، فلا يمكننا الانتقال إلى المرحلة الثانية”.

والتقى الوزير الذي تواجه حكومته أزمة سياسية المفاوض الاوروبي ميشال بارنييه.

وكتب بارنييه في تغريدة بعد اللقاء “تضامن قوي مع ايرلندا، القضايا الايرلندية هي قضايا اوروبية”.

وأشار المصدر الاوروبي الى أن لندن “يجب أن تعطي ضمانات موثوقة حول طريقة تجنب نقاط الحدود الخاضعة لرقابة مشددة قبل الرابع من كانون الأول/ديسمبر، لأن الغموض لا يزال يلف كيفية القيام بذلك”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية