مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيس حكومة تونس يزور ولاية جنوبية مضطربة وسط اجواء مشحونة

رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد يتحدث الى اهالي بلدة تطاوين خلال زيارة للولاية في 27 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

قام رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الخميس بزيارة إلى مركز ولاية تطاوين (جنوب) حيث أعلن وسط جو مشحون عن إجراءات لفائدة هذه الولاية الصحراوية الحدودية مع ليبيا والجزائر، التي تشهد منذ أسابيع احتجاجات للمطالبة بالتنمية.

واستقبلت مدينة تطاوين رئيس الحكومة الذي رافقه نحو 10 من وزرائه بينهم وزراء الطاقة والتشغيل والاستثمار، بإضراب عام وفق ما لاحظ صحافيو فرانس برس على عين المكان.

وأعلن يوسف الشاهد في خطاب ألقاه بمقر ولاية تطاوين وحضره مسؤولون وعدد من مواطني المنطقة حزمة إجراءات ومشاريع قال إنها ستوفر “حوالي 2000 موطن شغل بشكل شبه فوري” في هذه الولاية حيث نسب البطالة من بين الاعلى في تونس.

وتطاوين ولاية منتجة للبترول، وصحراؤها غنية بالمواد الإنشائية، وفق السلطات.

وأقر الشاهد بأن سكان ولاية تطاوين لا يستفيدون “بالحجم الكافي” من “مواطن الشغل التي يتم بعثها في اطار النشاط النفطي”.

ومنذ 23 أبريل/نيسان الحالي، يعطل مئات المعتصمين عبور الشاحنات والسيارات الى حقول النفط في تطاوين، حسبما افاد فرانس برس علاء الدين الونيسي أحد المتحدثين باسم المعتصمين.

ونصب المعتصمون خياما في منطقة “الكامور” التي تمثل نقطة العبور الرئيسية نحو حقول البترول.

وبحسب علاء الدين الونيسي، يطالب المعتصمون بتخصيص نسبة 70 بالمئة من الوظائف بالشركات البترولية في تطاوين لسكان الولاية، و20 بالمئة من عائدات النفط لتنمية المنطقة.

وفي خطابه بمقر الولاية، أعرب يوسف الشاهد عن تفهمه لمشاعر “الضيم” التي يحس بها سكان تطاوين التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة وتبلغ نسب البطالة فيها نحو 26 بالمئة، وفق آخر تعداد للسكان أجري سنة 2014.

وحاليا، يبلغ المعدل العام للبطالة في تونس 15,5 بالمئة.

وأعرب مواطنون حضروا خطاب الشاهد عن عدم رضاهم عن الاجراءات التي اعلنها ولوحوا بـ”التصعيد”.

-“نصيبنا من البترول”-

وقال مواطن متوجها بالخطاب الى رئيس الحكومة “نصيب تطاوين من البترول لم يأت (..) لماذا لا نأخذ حقنا من البترول (..) التنمية منعدمة في تطاوين”.

وأضافت امرأة “شبابنا إما يموت حارقا (قبل بلوغه الضفة الشمالية للمتوسط) او يحرق نفسه بالبنزين” في اشارة الى حالات الانتحار حرقا التي برزت في تونس خلال السنوات الاخيرة.

وندد مواطن غاضب بعدم إيفاء الحكومات المتعاقبة على تونس منذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي، بوعود بتنمية الولاية التي ترتفع فيها معدلات البطالة.

وقال “يجب محاسبة العصابة الحاكمة” قبل أن يردد أغلب الحاضرين “شغل، حرية، كرامة، وطنية” وهو أحد الشعارات الرئيسية للثورة التونسية.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي لفرانس برس “نعم لقد كان الجو مشحونا، لكن يجب الاستماع الى هؤلاء الناس. هم ينتظرون توفير وظائف للجميع في المؤسسات البترولية لكن هذا غير ممكن.

وشهدت تطاوين إضرابا عاما في 11 ابريل/نيسان الحالي، للمطالبة بالتنمية.

والخميس، كانت الأسواق والبنوك والمحلات التجارية مغلقة في ولاية تطاوين، بحسب صحافيي فرانس برس الذين عاينوا بقايا عجلات مطاطية محترقة ببعض الطرقات التي اغلقها محتجون في الايام الماضية.

وفي المدة الاخيرة، شهدت عدة مناطق بتونس احتجاجات للمطالبة بالتنمية واستحداث وظائف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية