مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روحاني يدعو السعودية الى الحذر من “قوة ومكانة ايران”

الرئيس الايراني حسن روحاني خلال اجتماع في طهران في 6 تشرين الثاني/نوفمبر. afp_tickers

دعت ايران الاربعاء السعودية الى الحذر من “قوة ومكانة ايران” بعد تفاقم حدة التوتر بين البلدين الخصمين حول عدد من الملفات الخلافية ولا سيما الحرب في اليمن.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمة امام مجلس الوزراء نقلها التلفزيون، متوجها الى القادة السعوديين “تعلمون قوة ومكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية جيدا، كانت هناك قوى أكبر منكم عجزت عن قهر ارادة الشعب الايراني” بحسب ترجمة عربية اوردتها وكالة الانباء الايرانية (ارنا).

وأضاف روحاني ان “أميركا وكل اذنابها عبأوا كل امكاناتهم وقدراتهم لكنهم هزموا امام صلابة وقوة الشعب الايراني” في اشارة الى الحرب الطاحنة التي شنها العراق في 1980 على الجمهورية الاسلامية بدعم من دول غربية وعربية وانتهت بعد ثماني سنوات بلا تعديل للوضع السائد قبلها.

وقطعت طهران والرياض العلاقات الدبلوماسية في كانون الثاني/يناير 2016 بعد تخريب السفارة السعودية في طهران اثناء تظاهرة غاضبة احتجاجا على اعدام الرياض رجل دين شيعي سعودي.

ويدعم كل من البلدين معسكرات متواجهة في النزاعات الرئيسية في الشرق الاوسط وخصوصا سوريا واليمن والعراق، وكذلك في لبنان والبحرين.

– “خطأ في الحسابات” –

تابع الرئيس الايراني “اننا ندعو ايضا إلى ان ينعم اليمن والعراق وسوريا وحتى السعودية بالازدهار والتقدم. على الجميع ان يعلم، ليس من وسيلة إلا الاخوة والصداقة ومساعدة احدنا الاخر”.

كما أضاف “من الخطأ ان تفكروا ان ايران ليست صديقة لكم وان اميركا والكيان الصهيوني اصدقاؤكم. فهذا التفكير خطأ استراتيجي وفي الحسابات”، في إشارة الى تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤخرا ان “التهديد” الايراني يؤدي إلى تقارب عير مسبوق بين الدولة العبرية وجيرانها العرب.

وتضاعف التوتر بين البلدين بعد اعتراض القوات السعودية السبت فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن الذين تؤكد ايران دعمهم سياسيا وليس عسكريا.

والثلاثاء اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن ذلك “قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة”، متهما ايران بتزويد الحوثيين بالصواريخ.

وفيما رفضت ايران هذه الاتهامات واعتبرتها “منافية للحقيقة”، دعت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني جميع الاطراف الى الهدوء، فيما اكدت واشنطن وقوفها في صف الرياض في مواجهة طهران.

ورحب البيت الابيض في بيان صدر الاربعاء بالموقف السعودي مؤكدا ان “الاعتداءات الصاروخية للحوثيين ضد السعودية التي تحصل بتسهيل من الحرس الثوري الايراني، تهدد الامن الاقليمي وتسيء الى جهود الامم المتحدة للتفاوض على حل لهذا النزاع”، مشيرا إلى ان مثل هذه الصواريخ “لم تكن موجودة في اليمن قبل النزاع”، وجدد دعوة “الامم المتحدة الى التدقيق في الوقائع التي تثبت ان النظام الايراني يطيل النزاع في اليمن بهدف تحقيق طموحاته الاقليمية”.

– مشاكل داخلية –

طالب روحاني في كلمة الاربعاء امام وزرائه السعودية التي تقود منذ 2015 تحالفا يقدم دعما عسكريا للقوات الحكومية اليمنية، الى وقف قصفها لمناطق المتمردين الحوثيين والحصار الذي تفرضه على هذا البلد.

واضاف “لو سلمنا ان السعودية تعادي الشعب الايراني، فلماذا تكن العداء للشعب اليمني وتشن هجماتها على شعب مجاور لها. كيف يستطيع الشعب اليمني ان يصد هذا الحجم من القصف؟”

أمام تكثف قصف التحالف العسكري، هدد الحوثيون الثلاثاء باستهداف مطارات وموانئ السعودية والامارات بالصواريخ.

من جهة اخرى ربط الرئيس الايراني بين تكثف التحرك السعودي خارج الحدود بالوضع الداخلي في المملكة.

وقال “على السعودية أن تسعى الى معالجة مشاكلها الداخلية بعيدا عن اقحام شعوب المنطقة بمشاكلها”، في اشارة الى حملة الاعتقالات غير المسبوقة التي شهدتها الرياض الاسبوع الفائت وطالت امراء ووزراء ومسؤولين سابقين ورجال اعمال متهمين بالفساد.

واتهم روحاني ايضا ضمنا القادة السعوديين بارغام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، متسائلا “لماذا تتدخلون في الشأن الداخلي لحكومة لبنان؟ لم نشهد في التاريخ ان بلدا يتدخل بهذا الشكل في شؤون بلد آخر ويجبر مسؤوله على الاستقالة. هذا غير مسبوق في تاريخ المنطقة”.

وأعلن الحريري استقالته السبت من الرياض واكد الخشية على حياته مهاجما حزب الله وإيران. وقال إن طهران “أنشأت دولة داخل الدولة (…) واصبح لها الكلمة العليا”، أما “ذراعها” حزب الله فقد “فرض امر واقع بقوة سلاحه”.

وعلى حسابه على موقع تويتر، دعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاربعاء الى ايجاد حل سلمي في اليمن بدل “التسبب بازمات جديدة عبر القصف والتهديدات”.

من جهة اخرى، امر القضاء الايراني بتعليق صدور صحيفة كيهان المحافظة ليومين (السبت والاحد) بعدما كتبت الاثنين على صفحتها الاولى “انصار الله (المتمردون الحوثيون) يطلقون صاروخا على الرياض، دبي ستكون الهدف المقبل”.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) ان القضاء ايد موقف المجلس الاعلى للامن القومي الذي اعتبر ان هذا العنوان “يتنافى وسياسة الجمهورية الاسلامية في المنطقة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية