مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رودريغو دوترتي يعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية في الفيليبين ويتوعد بمكافحة الجريمة

المرشح الشعبوي رودريغو دوترتي في دافاو في 9 ايار/مايو 2016 afp_tickers

وعد المحامي الشعبوي رودريغو دوترتي الثلاثاء بشن حملة لا هوادة فيها على الاجرام بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي كشفت شعور الفيليبينيين باستياء عميق من النخبة.

ويتقدم رئيس بلدية مدينة دافاو الجنوبية الكبيرة بفارق لا يمكن تجاوزه يبلغ 6,1 ملايين صوت، بحسب تعداد غير رسمي، على خصميه الرئيسيين اللذين اعترفا بهزيمتهما.

كسب رودريغو دوترتي (71 عاما) تأييدا بفضل توعده بايجاد حلول قاسية ولكن سريعة للجريمة والفقر، مقدما نفسه في الوقت نفسه على انه الرجل القوي القادر على حل مجموعة من المشاكل الاخرى المتجذرة في المجتمع.

وبعد اعلان النتائج قال دوترتي لوكالة فرانس برس “بكل تواضع اقبل هذا التفويض من الشعب”. واضاف “اشعر بالامتنان للشعب الفيليبيني”.

وفي تصريحات اخرى للصحافيين الذي تجمعوا في دافاو، مد دوترتي اليد الى خصومه بعد انقسامات دفعت الرئيس المنتهية ولايته الى اتهامه بانه ديكتاتور مقبل يمكنه ان يخضع الارخبيل لحكم الرعب.

وقال دوترتي “اريد ان امد يدي لنبدأ الآن عملية الاصلاح”.

ونظرا لاسلوبه وظهوره المفاجئ على الساحة السياسية التقليدية، شبهه معلقون بالمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب.

ووعد دوترتي خلال حملته الانتخابية بالوفاء بالوعود التي اطلقها خلال الحملة الانتخابية حول مكافحة الفساد والاجرام.

– تهديدات بالقتل –

وخلال الحملة الانتخابية، اثار دوترتي قلق متابعيه واعجاب الحشود بتأكيده بفظاظة انه سيقتل عشرات الآلاف من المجرمين ويضرب حقوق الانسان عرض الحائط ويسمح لنفسه بارتكاب عمليات قتل جماعية.

لكنه استخدم الثلاثاء عبارات اقل استفزازا مشيرا الى انه سيضع بين اولوياته مكافحة تهريب المخدرات، وانه مستعد للقتل.

وقال دوترتي الذي تشتبه منظمات مدافعة عن حقوق الانسان انه نظم في دافاو سرايا للموت متهمة بقتل حوالى الف شخص “سافعل ذلك (مكافحة المخدرات) حتى اذا اتهموني بانني جلاد”. واضاف “انظروا ماذا فعلت في دافاو. لن اتخلى عن الناس”.

وقال المتحدث باسمه بيتر لافينا الثلاثاء ان احدى القواعد التي يطبقها دوترتي في دافاو وهي فرض حظر للتجول الليلي على القاصرين، سيتم تطبيقها على جميع انحاء البلاد بينما سيفكر في فرض حظر على تقديم الكحول بعد منتصف الليل.

ويفترض الا تعلن اللجنة الانتخابية فوزه قبل اسبوع على الاقل.

لكن الارقام التي نشرها “المجلس الرعوي الابرشي للتصويت بمسؤولية” وهو هيئة خاصة بمراقبة الانتخابات تابعة للكنيسة الكاثوليكية وتعتمدها الحكومة لجمع النتائج، تشير الى ان فوزه بات محسوما.

وبعد فرز 94 بالمئة من البطاقات حصل دوتيرتي على 38,60 بالمئة من الاصوات يليه مار روخاس (23,30 بالمئة) والسناتور غريس بو (21,65 بالمئة).

– الخصمان يعترفان بهزيمتهما –

وبموجب القانون الانتخابي، يتولى الرئاسة المرشح الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات. ويفترض ان يقسم رئيس الدولة المقبل اليمين في 30 حزيران/يونيو.

واعترفت غريس بو وهي ابنة نجمين سينمائيين بالتبني بهزيمتها. وكذلك فعل مار روخاس الذي قال لانصاره “من الواضح ان رئيس البلدية دوترتي سيكون الرئيس المقبل”. واضاف “اتمنى له النجاح”.

واحتل دوترتي العناوين الرئيسية للصحف الفيليبينية والاجنبية بخطبه السوقية. وفي هذا الارخبيل الذي يشكل الكاثوليك 80 بالمئة من سكانه، لم يتردد في وصف البابا فرنسيس بانه “ابن عاهرة”.

كما انه تحدث عن علاقاته الجنسية واثار بعض الاستياء بقوله مازحا انه كان يرغب في ان يكون الاول في اغتصاب مبشرة استرالية خلال عصيان في سجن في 1989.

وقد حمل بعنف على رد الفعل على تصريحاته حول الاغتصاب بما في ذلك من قبل سفيري الولايات المتحدة واستراليا.

وقال الثلاثاء ان تحسين العلاقات عائد لهما. كما المح الى انه مستعد لحوار مباشر مع بكين حول الخلافات على الجزر في بحر الصين الجنوبي، القضية التي تتسم بحساسية كبيرة.

ومع ذلك يتوقع المحللون ان يحسن اسلوبه ويرون انه من غير المرجح ان يقوم بحملة قتل.

وقال المحلل في معهد الاصلاح السياسي والاقتصادي ايرل بارينو ان “القتل خارج اطار القضاء وانكار حقوق الانسان امران لا يمكنه القيام بهما لان ذلك سيؤدي الى اضطرابات وفوضى وهذا ما لا يريده”.

وجرت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الاثنين انتخابات بلدية ووطنية شملت 18 الف مقعد، في ختام حملة شهدت اعمال عنف. وقالت الشرطة ان 15 شخصا قتلوا خلال الحملة، وقتل عشرة آخرون الاثنين.

وفازت جيرالدين رومان (49 عاما) في الانتخابات التشريعية لتصبح اول متحولة جنسيا تشغل مقعدا في البرلمان. وقالت رومان التي ستشغل مقعدا في مجلس النواب في مقاطعتها باتان شمال غرب مانيلا، لفرانس برس ان “سياسة عدم التسامح والكراهية والتمييز لم تكن الاقوى، اذ انتصرت سياسة الحب والتسامح والاحترام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية