مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيات يشقين في البحث عن بناتهنّ الملتحقات بأزواجهنّ في تنظيم الدولة الإسلامية

نساء من المناطق ذات الغالبية المسلمة في القوقاز، فقدن أثر بناتهنّ اللواتي غادرن للانضمام إلى أزواجهنّ في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا او العراق، يجمعن الصور على سرير في غرفة فندق في موسكو في 25 أيلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

بحسرة، تروي شيشانيات وداغساتانيات وانغوشيات فقدن أثر بناتهن اللواتي غادرن للالتحاق بأزواجهنّ المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أو العراق، المشقة التي يواجهنها وكيف لم يتركن بابا إلا طرقنه بحثا عنهن.

وغالبا ما تتشابه قصصهنّ: فقد غادرت بناتهنّ، الحائزات على شهادات وبعضهن صغيرات السنّ، سراًّ إلى العراق أو سوريا خلف أزواجهنّ للعيش في ظل التنظيم المتطرف حيث أسسن عائلة قبل اختفاء أثرهن وانقطاع أخبارهن مع تكبد التنظيم هزائم.

وتشكي باتيما اتاغاييفا التي غادرت ابنتها زالينا الى سوريا قبل ثلاث سنوات مع طفلها البالغ عشرة أشهر، همّها فتقول “كانت فتاة جميلة وذكية. كانت الأحسن في العائلة. كيف أمكنها فعل ذلك؟”

أما زيارة مدرّسة اللغة الانكليزية في مدرسة في داغستان، فسافرت الى تركيا عام 2015 لتمضية ما اعتقدت أنه إجازة مع زوجها على شاطئ البحر.

وتروي والدتها جنات ايريغيبوفا بصوت مرتجف لوكالة فرانس برس، “كنت سعيدة من أجلها. لكن بعد شهر، تلقيت رسالة من رقم هاتف مجهول تقول: أمي، لا يمكنني العودة الى المنزل”.

وتضيف جنات التي أتت إلى موسكو لطلب مساعدة السلطات الروسية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية مثل أمهات أخريات، “حاولت التواصل مع زوجها لأطلب منه إعادة ابنتي ولأسأله لماذا (فعل ذلك)، لكنه لم يشأ التكلم معي”.

بعد أشهر، أخبرتها ابنتها أن زوجها قتل في مدينة الموصل التي كانت لا تزال معقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وقالت جنات إنها “كانت حاملا مع طفلين صغيرين. بكت وطلبت مني السماح”.

وخف التواصل مع تقدم القوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وتلقت جنات رسالة أخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر جاء فيها “أمي، وضعنا صعب. اذا لم تسمعي مني خبراً، أرجوك أن تجدي وتنقذي أطفالي”.

وتقول المرأة المسنة وهي تبكي “منذ ذلك الحين وأنا أبحث عنهم”.

– “الانتظار والتأمل” –

نجحت باتيما الشيشانية، من جهتها في عام 2015 في لقاء ابنتها وأحفادها في منبج السورية، التي كانت لا تزال تخضع لتنظيم الدولة الاسلامية.

وتروي الجدّة “كان وضعهم صعبا. لم يكن لديهم كهرباء ولا ماء ساخنة (…) توسلت إليها لتعود معي الى روسيا لكنها قالت ان زوجها لن يدعها ترحل أبدا. خاب رجائي”.

وتابعت “لم تكن تريد العيش في سوريا، لكنها كانت مرغمة على أن تتبع زوجها. كانت في التاسعة عشرة”.

وبعد أربعة أيام، غادرت باتيما سوريا بعد أن فشلت في إعادة ابنتها التي أبلغتها لاحقاً في نيسان/أبريل ان زوجها قتل. بعدها لم تتلق أية أخبار منها “لم يعد لدينا غير الانتظار والأمل”.

لم تكن الأنغوشية عزة خيورينا قد اختبرت السفر بعد، لكن بعد أن أبلغتها ابنتها في 2015 أنها في العراق، ذهبت فورا الى اسطنبول بالباص، آملة في تسقط أخبارها.

وتروي عزة “لم يكن بامكانها الخروج من المنزل من دون زوجها، لكنه ذهب للقيام بتدريبات (عسكرية). وبعد ثلاثة أيام، قيل لها أنه قتل فيما كانت حاملا”.

ومذاك، ذهبت عزة سبع مرات الى تركيا آملة في استعادة ابنتها عبر الاستعانة بمهربين، تبين في كل مرة أنهم نصابون. وفي رسالتها الأخيرة، قالت ابنتها إنها فقدت نظرها بنسبة 70%.

وقالت الأم محاولة كبت دموعها “أرسلت لي صورة تبدو فيها نحيلة للغاية، إنه منظر فظيع. كانت تشبه امرأة في الثمانين من عمرها”.

التحق آلاف الروس، وغالبيتهم من الجمهوريات الإسلامية في القوقاز، بالجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق، بحسب تقديرات الاستخبارات الروسية.

وفي مطلع أيلول/سبتمبر، أعلن الزعيم الشيشاني رمضان قادروف إعادة نحو عشر نساء وأطفال الى روسيا من أراض عراقية طُرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.

ولجأ المئات، خصوصا من الجدّات والأمهات، الى السلطات سعيا للعثور على أثر عائلاتهنّ لكن نادرا ما نجحن في ذلك.

وتروي لاريسا التي ذهبت ابنتها كفى إلى الموصل قبل سنتين، “نكاد نُجن. لم نعد نعرف الى من نلجأ. لم نعد قادرين على النوم، فأنى نظرنا نرى وجوههم أمامنا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية