مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رينزي في ايران مؤكدا رغبة ايطاليا في ان تعود مجددا شريكا بارزا لطهران

صورة نشرتها الرئاسة الايرانية تظهر الرئيس روحاني (يمين) مستقبلا رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي في طهران في 12 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

بدأ رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الثلاثاء زيارة لطهران هي الاولى لرئيس حكومة دولة غربية كبرى منذ ابرام الاتفاق التاريخي بين ايران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الايراني ليؤكد رغبة ايطاليا في ان تعود شريكا كبيرا لايران.

ولقي رينزي الذي يرافقه وفد كبير يضم 250 شخصا من رجال اعمال وسياسيين، استقبالا حافلا من قبل الرئيس حسن روحاني خلال مراسم جرت في قصر سعد اباد الامبراطوري السابق في شمال طهران.

ورحب رينزي “بالصداقة التقليدية” بين ايطاليا وايران، بعد توقيع سبعة بروتوكولات اتفاقات في مجالات السياحة والطاقات المتجددة وسكك الحديد والبنى التحتية للمرافئ.

من جانب اخر تم توقيع اتفاق لبناء خطي سكك حديد سريعين بين طهران وهمذان (شمال غرب) وقم واراك (شمال) من قبل المسؤولين في الشركة الايطالية للسكك الحديد والشركة الوطنية الايرانية، كما اعلنت المجموعة الايطالية في روما. وينص الاتفاق على تدريب موظفين ايرانيين.

من جهته، اكد الرئيس روحاني ان “ايطاليا لها مكانة خاصة لدى الايرانيين، وشركاتها وصناعتها تلقى تقديرا كبيرا”.

واضاف روحاني انه يثمن تبني ايطاليا “خلال فترة العقوبات موقفا اكثر اعتدالا” من الدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وقال ان “ايطاليا في طليعة دول الاتحاد الاوروبي في تطوير علاقاتها مع ايران”.

وتأتي زيارة رينزي بعد تلك التي قام بها الرئيس الايراني الى روما في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.

وكانت هذه الزيارة الاولى لروحاني الى بلد من الاتحاد الاوروبي، منذ توقيع ايران الاتفاق مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي في تموز/يوليو 2015، وقد تلاه في منتصف كانون الثاني/يناير رفع القسم الاكبر من العقوبات الدولية المفروضة على ايران منذ حوالى عشر سنوات. وزار روحاني بعد ذلك باريس.

وقبل فرض العقوبات، كانت ايطاليا التي لم تكن بين الدول المشاركة في المفاوضات حول برنامج طهران النووي، الشريك الاقتصادي والتجاري الاول لايران، البلد الغني بالنفط والغاز والمعادن والبالغ عدد سكانه 79 مليون نسمة.

وتعتزم روما استعادة هذه المكانة بينما تسعى العديد من الدول الاوروبية الاخرى وكذلك روسيا والصين واليابان خصوصا ، لدخول السوق الايرانية.

– تراجع كبير في المبادلات –

وكانت قيمة المبادلات التجارية بين ايران وايطاليا تبلغ سبعة مليارات يورو قبل فرض العقوبات لكنها تراجعت الى 1,6 مليار منذ ذلك الحين.

ووقع الايرانيون والايطاليون في نهاية كانون الثاني/يناير في روما عقودا تجارية تقدر قيمتها الاجمالية بـ17 مليار يورو، وخصوصا في مجالات التنقيب عن النفط وبناء السفن والنقل.

وصرح رينزي خلال مراسم توقيع هذه العقود “انها مجرد بداية”، مشددا كذلك على آفاق التبادل الثقافي والجامعي بين ايران وايطاليا “القوتين الكبريين للجمال والثقافة”.

لكن الزيارة شهدت جدلا بعد قرار وضع حواجز لحجب تماثيل عارية قديمة في متحف خلال زيارة الرئيس الايراني، في خطوة دانتها احزاب المعارضة معتبرة انها “خضوع”.

ويثير الانفراج مع ايران قلق معارضي عقوبة الاعدام وهو موضوع تركز عليه ايطاليا عادة بينما اعلنت الامم المتحدة ان الجمهورية الاسلامية نفذت احكاما بالاعدام في 700 شخص في 2015.

وقبل رينزي، زار عدد من الوزراء الاوروبيين ايران منذ توقيع الاتفاق النووي، وكذلك الرئيس النمساوي هاينز فيشر ورئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس.

وسيختتم الاربعاء زيارته بعد رحلة الى اصفهان احدى المدن التاريخية والوجهات السياحية الرئيسية في ايران.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية