مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ستة قتلى في انفجار سيارة مفخخة استهدف الجيش الاردني على الحدود السورية

الملك الاردني عبدالله الثاني يتناول طعام الافطار مع ضباط وجنود الجيش الاردني في مكان غير محدد 20 يونيو 2016 afp_tickers

اوقع هجوم بسيارة مفخخة استهدف فجر الثلاثاء موقعا عسكريا اردنيا يقدم خدمات للاجئين السوريين على الحدود مع سوريا ستة قتلى و14 جريحا فيما اكد عاهل الاردن ان بلاده ستضرب “بيد من حديد” كل من يمس بامنها.

ويفاقم الهجوم قلق عمان التي تعبر بانتظام عن مخاوفها من تسلل جهاديين من سوريا المجاورة الى المملكة التي تشارك في تحالف دولي تقوده واشنطن منذ 2014 ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال مسؤول في الجيش الاردني ان الهجوم الذي استهدف موقعا عسكريا في منطقة الركبان اقصى شمال شرق المملكة على الحدود السورية ادى الى “استشهاد أربعة أفراد من قوات حرس الحدود، وعنصر الدفاع المدني، وعنصر من الأمن العام التحقوا بكوكبة الشهداء (…) وإصابة 14 فردا من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، منهم تسعة أفراد من مرتبات الأمن العام”.

واوضح في بيان ان “العمل الإرهابي الجبان استهدف موقعا عسكريا متقدما لخدمات اللاجئين تشغله القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية قرب ساتر ترابي مقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان”.

وعقب الهجوم، اكد عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني وهو القائد الأعلى للجيش خلال زيارته لمقر القيادة العامة للقوات المسلحة ان “الأردن سيضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنه وحدوده”.

واضاف خلال اجتماعه مع مسؤولين مدنيين وعسكريين وأمنيين “لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصرارا على الاستمرار في التصدي للإرهاب ومحاربة عصاباته، والتي طالت يدها الغادرة والآثمة من يسهرون على أمن الوطن وحدوده”.

واكد الملك ان “الأردن سيواصل دوره في التصدي لعصابات الإجرام، ومحاربة أفكارها الظلامية الهدامة والدفاع عن صورة الإسلام ومبادئه السمحة”.

وقرر مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن “اعتبار المناطق الحدودية الشمالية (مع سوريا) والشمالية الشرقية (مع العراق) مناطق عسكرية مغلقة”.

واضاف انه “سيتم التعامل مع أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة أعلاه، ودون تنسيق مسبق، باعتبارها أهدافا معادية وبكل حزم وقوة ودون تهاون”.

من جانبه، اكد وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني لفرانس برس ان “اي حالات لجوء انسانية سيتم التعامل معها بحكم الواقع والتقدير الميداني للقوات المسلحة لكن حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية مع سوريا والعراق حدود عسكرية مغلقة”.

واضاف المومني “منذ أشهر طويلة نتحدث عن ازدياد اعداد اللاجئين على حدودنا وان هناك عناصر ارهابية بين هذه المجموعة وقلنا ان من الضروري ان يكون هناك تعامل اممي حازم مع هذا الأمر”.

وتابع “بناء على ذلك وعلى ما حدث اليوم سنتخذ عددا من الاجراءات السيادية منها اعتبار الحدود منطقة عسكرية مغلقة ومنها ايضا اعتبار انه لن يكون هناك اضافة لمزيد من المخيمات ولا توسعة للمخيمات الموجودة”.

وحول تفاصيل الهجوم، اوضح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ان السيارة المفخخة “انطلقت من مخيم اللاجئين السوريين الموجود خلف الساتر في منطقة الركبان”.

واضاف انها “عبرت خلال فتحة موجودة في الساتر الترابي تستخدم لتقديم مساعدات انسانية للاجئين، وبسرعة عالية متفادية إطلاق النار عليها من قوات رد الفعل السريع لحين وصولها الى الموقع العسكري المتقدم، وتفجيرها من قبل سائقها”.

– ادانات-

توالت الادانات للهجوم، وكتب وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في تغريدة بالانكليزية على تويتر، “الإرهابيون يضربون مرة أخرى وهذه المرة ضد حرس حدودنا. وهناك عدد من أبطالنا سقطوا بين قتيل وجريح”.

واكد جودة “سوف يهزم هذا الشر”.

من جهتها، دانت سفارة واشنطن في عمان “العمل الارهابي الجبان” واعربت عن وقوف الولايات المتحدة الى جانب الاردن.

وقالت في بيان “سنواصل دعمنا الثابت للقوات المسلحة الأردنية، ونفخر بأن نكون شركاء مع الرجال والنساء الشجعان لضمان أمن البلد بأكمله”.

كما دانت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن “العمل الاجرامي الجبان”، مؤكدة وقوفها “خلف جيشنا العربي وقواته المسلحة في خندق الدفاع عن الوطن (الذي) لا نبخل عليه بدمائنا وأرواحنا”.

وكان قائد حرس الحدود الاردني العميد صابر المهايرة قال في 5 ايار/مايو الماضي ان نحو 59 الف سوري يرغبون بدخول المملكة عالقون في منطقة الركبان بعد موجة العنف الاخيرة في مدينة حلب شمال سوريا.

واوضح حينها ان السلطات تشتبه بان “اعدادا محدودة مجندة لداعش (..) تقارب الفي شخص”، موجودة حاليا قرب الحدود.

وفرض الاردن، الذي يستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين، اجراءات امنية اضافية في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سوريا مطلع هذا العام ما ادى الى تجمع عشرات الالاف على طول الحدود.

وتؤكد السلطات ضرورة التحقق من هويات اللاجئين الجدد لضمان انهم ليسوا ارهابيين يمكن ان يتسللوا الى البلاد.

وتسمح المملكة حاليا بدخول بضع عشرات من اللاجئين يوميا بعد التحقق من هوياتهم.

– ثاني هجوم خلال اسبوعين-

يأتي الانفجار بعد اسبوعين على هجوم استهدف مكتب تابع لدائرة المخابرات الاردنية شمال عمان اوقع خمسة قتلى من رجال المخابرات.

والقي القبض على المشتبه به في ذلك الهجوم.

وقال المومني لفرانس برس ان “التنظيمات الارهابية تحاول دوما النيل من الاردن ومن استقرار الاردن وتحاول ان تجد اي وسيلة لتنفيذ اعمال ارهابية”.

واضاف “نحن لهم بالمرصاد سواء على الحدود التي يحميها جنودنا البواسل او في اي محاولة اخرى يستخدموها للنيل من امنا واستقرارنا”.

ويشارك الاردن منذ نحو عامين في التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في سوريا والعراق.

واعلن الاردن في الثاني من شباط/فبراير الماضي احباط مخطط ارهابي لتنظيم الدولة الاسلامية لضرب اهداف مدنية وعسكرية في الاردن اثر عملية أمنية نفذتها قوات الأمن في اربد في شمال المملكة.

واسفرت تلك العملية انذاك عن مقتل سبعة مسلحين ورجل امن واصابة آخرين بجروح، وضبط كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة عناصر المجموعة المسلحة.

وبحسب الامم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلون في الاردن بينما تقول السلطات ان المملكة تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/مارس 2011.

ويعيش 80% من اللاجئين السوريين في الاردن خارج المخيمات، فيما يأوي اكبرها، مخيم الزعتري في المفرق على بعد 85 كلم شمال شرق عمان نحو 80 الف لاجئ.

وبسبب المخاوف الامنية خفض الاردن عدد نقاط العبور للاجئين القادمين من سوريا من 45 نقطة في العام 2012 الى خمس نقاط شرق المملكة في العام 2015، ثلاث مخصصة للجرحى فيما خصصت الركبان والحدلات لعبور اللاجئين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية