مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شي يركز على الماضي العسكري لليابان للتقرب من كوريا الجنوبية

الرئيس الصيني شي جينبينغ يلقي كلمة امام منتدى في سيول في 4 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة القاها في سيول الجمعة على معاناة شعبي الصين وكوريا الجنوبية في ظل الاحتلال الياباني، وذلك بعد ايام فقط على اعلان اليابان تغييرا مهما في سياستها العسكرية.

وقال شي في كلمة القاها في جامعة سيول الوطنية “في النصف الاول من القرن العشرين، شن يابانيون من انصار النزعة العسكرية حروبا وحشية وعدوانا ضد الصين وكوريا، فضموا كوريا واحتلوا نصف اراضي الصين القارية”.

واضاف “عندما كانت الحرب ضد اليابان في اوجها، كان الشعبان الصيني والكوري يتقاسمان المعاناة وساعدا بعضهما البعض بالعرق والدم”.

وتاتي كلمة شي في اليوم الثاني والاخير من زيارة الدولة التي يقوم بها الى كوريا الجنوبية والتي فضل فيها زيارة الجنوب قبل بيونغ يانغ في تعبير ضمني عن بعض الاستياء لدى بكين من نظام الشمال.

لكن شي بالكاد تناول البرنامج النووي الكوري الشمالي في كلمته، باستثناء اشارة سريعة الى “ضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”، والحاجة الى حل كل المشاكل والتوترات من خلال الحوار.

ولم يصعد شي اللهجة الا عندما اتى على ذكر الماضي الاستعماري لليابان وعدوانها الحربي، وهي رسالة ستلاقي ترحيبا دون شك في سيول.

وسارعت اليابان الى الرد معتبرة ان الاشارة الى ماضيها الحربي “غير مفيدة” بينما يؤدي التوتر حول الماضي الى تغيير التحالفات في شرق اسيا.

وصرح سكرتير الحكومة يوشيهيدي سوغا في مؤتمر صحافي في طوكيو ان “اي محاولات من الصين وكوريا الجنوبية للتنسيق من اجل اعادة النظر في الماضي بشكل لا داع له وجعل منه قضايا دولية، امر غير مفيد اطلاقا لارساء السلام والتعاون في المنطقة”.

وتعتبر العلاقات بين سيول وطوكيو في ادنى مستوياتها منذ سنوات وهي متوترة بسبب الخلافات المستمرة منذ احتلال اليابان لشبه الجزيرة بين 1910 و1945.

كما تتواجه الصين في خلاف حدودي مع اليابان ويقول محللون ان جهود شي لايجاد قضية مشتركة مع كوريا الجنوبية هي انعكاس لسياسة دبلوماسية اوسع نطاقا.

وكوريا الجنوبية واليابان حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في المنطقة واستغلال اي خلاف بينهما يمكن ان يساعد الصين في مواجهة سياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي تتركز حول اسيا.

وكان لحديث شي حول الماضي العسكري لليابان صدى خاص بعد اعلان رئيس وزراء اليابان شينزو ابي هذا الاسبوع ان الجيش الياباني القوي له الحق في خوض معارك للدفاع عن دول حلفية.

ويشكل الانتقال الى سياسة “الدفاع الجماعي” تغييرا مثيرا للجدل في موقف اليابان كبلد مسالم واثار شكوكا كبيرة لدى بكين وسيول.

كما ان تقارب شي من سيول، حيث عقد حتى الان قمتين مع الرئيسة بارك غوين هيه يضع كوريا الجنوبية امام مهمة حساسة لموازنة سياستها الدبلوماسية.

فالبلدان يقيمان علاقات تجارية قوية وسيول تريد ان تمارس بكين نفوذها القوي ازاء بيونغ يانغ لكبح طموحات الشمال النووية.

الا ان التحالف العسكري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمستمر منذ 60 عاما، يظل الركن الاساسي للسياسة الدفاعية الكورية الجنوبية، كما انها لا تريد ان تصبح ورقة ضغط في الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة.

وتنشر الولايات المتحدة حاليا 29 الف جندي في كوريا الجنوبية التي تحظى بحماية الدرع النووية الاميركية.

وكانت سيول تامل بان تؤدي القمة مع شي الى بيان مشترك يتضمن تحذيرا واضحا لكوريا الشمالية حول طموحاتها النووية.

وبالكاد تضمن النص النهائي جديدا باستثناء اعادة تاكيد الجانبين على “معارضتهما الحاسمة” لتطوير اسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية.

وتبنت بارك في حديثها الى صحافيين لاحقا لهجة اكثر قسوة وقالت انهما اتفاقا على استخدام “كل الوسائل الممكنة” لحمل الشمال على التخلي عن مساعيه لتطوير سلاح ذري.

في المقابل، شدد شي على اتفاق للسعي الى اعادة احياء المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية والتي تعتبرها سيول وواشنطن شرطا لتثبت بيونغ يانغ انها تبدي التزاما ملموسا لنزع سلاحها النووي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية