مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحافيون اجانب يتوجهون الى كوريا الشمالية لتغطية تفكيك موقع التجارب النووية

صورة التقطت في 12 نيسان/ابريل 2017 ووزعها المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء وايرباص للدفاع والفضاء ومجموعة 38 نورث في 13 من الشهر نفسه، تظهر موقع بونغيي-ري الكوري الشمالي للتجارب النووية afp_tickers

توجه صحافيون أجانب إلى كوريا الشمالية الثلاثاء لتغطية تفكيكها لموقع التجارب النووية كما وعدت، وهي خطوة تعتبر بادرة حسن نية قبل قمة مرتقبة مع الولايات المتحدة.

وتوجه عشرات الصحافيين من الصين والولايات المتحدة وروسيا على متن طائرة مستأجرة اقلعت من بكين، بحسب شبكة “سي جي تي ان” التلفزيونية الصينية الرسمية التي ارسلت صحافيين لتغطية الحدث أيضا. واظهرت المشاهد الصحافيون وهم يستقلون طائرة صغيرة عليها علم كوريا الشمالية.

وسيقوم الصحافيون بتغطية تدمير موقع بونغيي-ري للتجارب النووية، داخل جبل في شمال شرق البلاد، في عملية يتوقع أن تتم بين الاربعاء والجمعة.

ولم تتم دعوة وكالة فرانس برس وغيرها من وسائل الاعلام الكبيرة لتغطية الحدث.

وبداية الشهر الجاري، أعلنت بيونغ يانغ أنها تخطط لتدمير الموقع “بشكل كامل” عبر تفجير الأنفاق المؤدية إليه، في خطوة رحبت بها واشنطن وسيول.

ويأتي القرار الكوري الشمالي بعد إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون اكتمال القدرات النووية لبلاده، مشيرا إلى عدم حاجتها لموقع الاختبارات.

وينقسم الخبراء حول مدى تأثير الخطوة على جعل الموقع عديم الفائدة، إذ أن خطوات مماثلة سابقة تم التراجع عنها لاحقا واثبتت عدم فعاليتها مع تغير المزاج الدولي.

وقال كيم هيون-ووك الخبير في المعهد الدبلوماسي الوطني الكوري لفرانس برس “بصراحة، فإنه يمكن إعادة تجميع موقع اختبارات نووية بسهولة”.

وتابع “لكن مع تفكيك الموقع، تظهر كوريا الشمالية رغبتها في عدم إجراء اختبارات نووية لفترة وتشير لامتلاكها كميات كافية من الأسلحة النووية”.

وأشار يانغ موو-جين الخبير في جامعة دراسات كوريا الشمالية إلى دلالة عدم استخدام كوريا الشمالية لتدمير الموقع كـ”ورقة تفاوض” مع الولايات المتحدة قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعيمها كيم في سنغافورة في 12 حزيران/يونيو المقبل.

وأكد أن “هذه الخطوة تؤكد إخلاص التزام (كوريا) الشمالية بتبديد القلق من خلال المفاوضات”.

– شد وجذب دبلوماسي –

وأجرت كوريا الشمالية جميع تجاربها النووية الست في ذلك الموقع من العام 2006. والتجربة الاخيرة الأقوى على الاطلاق في ايلول/سبتمبر العام الماضي، كانت بحسب بيونغ يانغ قنبلة هيدروجينية.

واسفرت الوساطة التي قامت بها كوريا الجنوبية في تحول العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من تبادل الإهانات الشخصية والتهديدات بشن الحرب بعد التجارب النووية الكورية إلى التحضير لقمة تاريخية.

لكن اللقاء المرتقب نفسه واجه بعض المصاعب أخيرا.

وأكدت واشنطن أنها تريد رؤية “نزع السلاح نووي (الكوري الشمالي) كامل ومؤكد ولا يمكن الرجوع فيه”.

لكن نهج التقارب تعرض بشكل مفاجئ لخطر الإلغاء.

فقد هددت بيونغ يانغ بالغاء القمة المرتقبة بين ترامب وكيم رغم اسابيع من تقارب مبدئي، متهمة الولايات المتحدة بالضغط عليها في مطلب احادي الجانب لنزع السلاح النووي.

ونددت بيونغ يانغ بالمناورات العسكرية الجوية “ماكس ثاندر” التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المنطقة ووصفتها بالاستفزاز.

وأثارت اللهجة الكورية الشمالية المتشددة القلق في واشنطن، حيث سارع المسؤولون الأميركيون للعمل على إجراء القمة.

وسافر رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن إلى واشنطن هذا الأسبوع حيث سيلتقي ترامب الثلاثاء في محاولة لإعادة مسار التهدئة.

وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت سابقا أنها ستسمح للصحافيين الكوريين الجنوبيين بحضور المراسم التي ستجرى هذا الاسبوع، في إطار تقارب دبلوماسي عقب قمة بين الزعيمين الكوريين الشهر الماضي. لكن بيونغ يانغ رفضت في اللحظة الاخيرة لائحة باسماء صحافيين كوريين جنوبيين.

ويحذر المشككون من أن كوريا الشمالية لم تعلن بعد رسميا عن أي التزام بالتخلي عن ترسانتها النووية، مشيرين إلى تاريخها في التراجع عن تعهداتها.

ففي العام 2008، نسفت بيونغ يانغ برج تبريد في مفاعل نووي في يونغبيون، وهو مرفق استخدم لإنتاج البلوتنيوم الذي سمح لكوريا الشمالية بإجراء أول اختبار نووي ناجح.

واقيمت هذه الفعالية أيضا وسط اجواء احتفائية، وتم تنفيذها بحضور ممثلين عن الإعلام الأجنبي وتم اعتبارها كمثال لالتزام بيونغ يانغ بمباحثات نزع سلاحها النووي.

وفي اليوم التالي، رفع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بعض العقوبات. لكن حين انهارت المباحثات، أعيد بناء برج التبريد بسرعة واستأنفت كوريا الشمالية العمل في المفاعل لاحقا.

وفي السنوات التي تلت ذلك، ومع فشل الجهود الدبلوماسية تماما، اجرت كوريا الشمالية خمس تجارب نووية وطوّرت صواريخ قالت إنها قادرة على الوصول للأراضي الأميركية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية