مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحافيو جمهورييت الذين يحاكمون يرفضون الاستسلام

متظاهرة ترفع العلم التركي خلال تجمع امام محكمة اسطنبول تاييدا لاعلاميين في صحيفة "جمهورييت" يخضعون للمحاكمة، 24 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

ايداع صحافيين من “جهورييت” التركية المعارضة السجن بتهمة “دعم الارهاب”، انعكس سلبا على اسرهم وعلى المؤسسة الاعلامية لكن اقاربهم يواصلون معركتهم للافراج عنهم والدفاع عن مبادئهم.

وتقول نظير زوجة قدري غورسيل احد ابرز الصحافيين في اليومية الشهيرة المسجون منذ تشرين الاول/اكتوبر “الحقيقة اننا نعيش كابوسا منذ تسعة اشهر”.

وتضيف ان “الاصعب” هو الاجابة على اسئلة ابنهما البالغ العاشرة الذي يرافقها الى المحكمة.

وتقول لفرانس برس “يقول الناس لابني +والدك بطل بذل الكثير في سبيل تركيا+”. وتضيف “من جهة هو فخور ومن جهة اخرى يتساءل “+لماذا والدي في السجن اذا كان بطلا؟ من عدوه؟+”.

ومنذ الاثنين يحاكم في المجموع 17 صحافيا ومسؤولا ومتعاونا يعمل او عمل سابقا مع الصحيفة المعروفة بانتقادها الشديد لنظام اردوغان. وبحسب لائحة الاتهام فان هؤلاء متهمين بمساعدة واحدة او عدة “منظمات ارهابية”

وترفض صحيفة “جمهورييت” التي تأسست عام 1924 وتعد أقدم صحيفة قومية في البلاد، هذه الاتهامات وتعتبرها “مجرد مزاعم” وان هذه المحاكمة ترمي الى القضاء على احدى آخر وسائل الاعلام المستقلة في البلاد.

وهذا الاختبار ساهم في تقارب عائلات الصحافيين وزملائهم الذين يتوجهون الى مقر المحكمة معا. احيانا يصلون الى سجن سيليفري حيث يعتقل الصحافيون ضمن مجموعة في حافلة صغيرة استأجرتها الصحيفة.

اما نظير فتزور السجن كل يوم جمعة وتقول “لم اتوجه الى سجن سيليفري قبل حبس قدري. المرة الاولى قلت لنفسي +السجن اشبه بمعسكر نازي+”.

وتضيف “انه مكان مخيف فعلا”.

– الحبس الانفرادي –

وكانت المحاكمة مناسبة للاقارب لرؤية الصحافيين خارج جدران السجن حيث تجري الزيارات الاسبوعية التي تدوم ساعة واحدة وراء زجاج مصفح.

من جهتها، تقول يونكا شيك زوجة احمد شيك احد اشهر صحافيي التحقيقات في البلاد والمسجون منذ كانون الاول/ديسمبر، لفرانس برس “على الاقل لدينا فرصة لنراهم دون زجاج يفصل بيننا ولسماع اصواتهم مباشرة وليس عبر الهاتف”.

وتؤكد انه تم تشديد شروط الاعتقال منذ سجن زوجها آخر مرة.

ففي العام 2011 ، سجن احمد شيك بعد ان الف كتابا يفصل انشطة حركة الداعية فتح الله غولن الذي كان في حينها حليفا لاردوغان الذي يتهمه اليوم بانه خطط للانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016.

وتضيف زوجة شيك من امام قصر العدل في اسطنبول حيث يحاكم الصحافيون في جمهورييت “انهم في الحبس الانفرادي وهذا هو الاصعب”.

وهناك 11 من المتهمين قيد الاعتقال الاحتياطي معظمهم منذ نحو تسعة اشهر.

وقال احد محامي جمهورييت القاضي افكان بولاج “يحاولون ابعادهم عن احبائهم وعن عملهم وهذا بالتأكيد ظلم واضطهاد”.

واضاف “بالنسبة الى المتهمين ما يحصل لهم مشابه للتعذيب”.

– “مستمرون” –

وبالاضافة الى اثر ذلك على العائلات، فان ايداع الصحافيين السجن اضعف ايضا الصحيفة بعد حبس صاحبها اكين اتالاي ورئيس تحريرها مراد صابونجو.

وقال ارديم غول المسؤول عن مكتب الصحيفة في انقرة لفرانس برس “منذ تسعة اشهر تواجه جمهورييت صعوبات. جميع مسؤولينا تقريبا اودعوا السجن وكذلك العديد من الصحافيين”.

وحكم عليه العام الماضي في البداية مع رئيس تحريرها السابق جان دوندار ب”كشف اسرار الدولة” بعد مقال يؤكد تسليم انقرة اسلحة لاسلاميين في سوريا.

وقال غول “ندفع ثمنا باهظا لكننا مستمرون في اصدار الصحيفة” مضيفا “لم تغير جمهورييت شيئا في نهجها التحريري”.

وتؤكد نظير غورسيل انها لا تندم على نشاط زوجها الذي اودع بسببه السجن. وتقول “اني فخورة جدا به”.

وسيصدر القضاء الجمعة قراره بالافراج الموقت عن المتهمين لباقي فترة المحاكمة من عدمه.

وقالت يونكا شيك “لم تعد تركيا دولة قانون لكن لا يزال هناك اشخاص يناضلون من اجل الديموقراطية والعدالة” مشيرة الى المتظاهرين المتجمعين امام المحكمة.

وتابعت “هذا بالطبع ما يمنحني الامل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية