مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صهر بن علي يدلي بشهادة غير مسبوقة حول تغلغل الفساد في تونس

تظاهرة في تونس في 29 نيسان/ابريل 2017 ضد مشروع قانون يمنح العفو لرجال اعمال متهمين بالفساد خلال عهد بن علي afp_tickers

أدلى عماد الطرابلسي صهر زين العابدين بن علي وأحد رموز الفساد في عهده، مساء الجمعة بشهادة حول تغلغل الفساد خلال حكم الرئيس الاسبق وقدم اعتذارا للشعب طالبا إنهاء سجنه.

والطرابلسي المولود في 26 آب/أغسطس 1974 هو ابن محمد الناصر شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي الثانية.

وقد تم توقيفه في مطار تونس مع عشرات من افراد عائلة الطرابلسي بعد وقت وجيز من هروب بن علي وزوجته الى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

ومساء الجمعة، بثت “هيئة الحقيقة والكرامة” المكلفة تفعيل قانون العدالة الانتقالية شهادة مسجلة للطرابلسي المحبوس بسجن المرناقية قرب تونس.

وقبل بث الشهادة قال خالد الكريشي رئيس “لجنة التحكيم والمصالحة” صلب هيئة الحقيقة والكرامة إن الطرابلسي قدم في 26 كانون الثاني/يناير 2015 الى اللجنة وعبر محاميه ملفا يطلب فيه “الصلح” مع الدولة والشعب مثلما يخوله قانون العدالة الانتقالية، وأن ملفه استوفى في 14 حزيران/يونيو 2016 كل الشروط القانونية.

وأضاف الكريشي ان الطرابلسي دخل عالم الاعمال عام 1997 واستثمر في “العقارات واستخراج المواد الاولية، وتوريد وتصدير مختلف البضائع”.

وقد “حرص على المساهمة في راس مال الشركات الكبرى والحصول على عقود تمثيل شركات اجنبية مستغلا نفوذه ومجندا مختلف المصالح الادارية لخدمة مصالحه والحصول على منافع غير شرعية محققا ارباحا طائلة” وفق الكريشي.

وتزامن بث شهادة الطرابلسي مع استئناف البرلمان مناقشة مشروع قانون اقترحه الرئيس الباجي قائد السبسي، ويقضي بالعفو عن آلاف من موظفي الدولة ورجال الأعمال المتورطين في نهب اموال عامة في عهد بن علي (1987-2011)، شرط إرجاعها مع فوائد.

ورفضت منظمات تونسية ودولية مشروع القانون معتبرة أنه يهدف إلى “تبييض الفساد والفاسدين” و”تكريس الإفلات من العقاب” في جرائم الفساد المالي، و”يهدد مسار العدالة الانتقالية” في تونس.

كما رفضته هيئة الحقيقة والكرامة التي اعتبرته “سطوا” من رئاسة الجمهورية على صلاحيات لجنة التحكيم والمصالحة.

-“سيطرة” على تجارة الموز-

قال عماد الطرابلسي انه كان “مقربا جدا” من عمته ليلى بحكم أنه “تربى في منزل جدته لان والديه كان يعملان في ليبيا”.

وافاد ان عمته تدخلت سنة 2004 وبطلب منه لإسقاط مخالفات جمركية مالية بقيمة 20 مليون دينار (أكثر من 7 ملايين يورو) عن رجل اعمال لم يسمه مقابل دخوله في “شراكة” معه في توريد الموز.

وأكّد أنه “سيطر” مع شريكه على تجارة الموز في تونس.

وتابع “على 200 ألف صندوق موز نورّده يحصل أن نهرّب (ودون دفع ضرائب) 20 ألف صندوق (..) وهكذا نغنم 300 ألف دينار (أكثر من 100 ألف يورو) في العملية الواحدة”.

ولفت الى انه كان “سخيا جدا” مع 4 موظفين بالجمارك متواطئين معه في التهريب.

– تجارة الخمر “ميزاب فلوس”-

وذكر أنه عمل في تهريب “المعسّل” وان تهريب شحنة واحدة من هذه المادة تدرّ عليه ارباحا ب 450 ألف دينار (اكثر من 150 ألف يورو).

وأضاف أنه شرع منذ 2005 في تجارة الخمور وسيطر في غضون عاميْن على نحو 30 بالمئة منها قبل ان يعمل في تهريب الخمور الي ليبيا المجاورة.

ووصف تجارة الخمور بانها “ميزاب فلوس” أي تدرّ أرباحا طائلة.

ولفت الى ان ارباحه من بيع الخمر كانت 900 الف دينار (حوالي 335 ألف يورو) اسبوعيا وان البنك وضع بتصرفه “سيارة مصفحة” لنقل الاموال.

-منظومة الفساد “مستمرة”-

قال الطرابلسي “حدثت ثورة في تونس لكن لم يتغير شيء” معتبرا ان “منظومة” الفساد” “مستمرة” وأن بعض الفاسدين يتقلدون مسؤوليات كبيرة اليوم في الدولة وأحدهم “ترشح الى الانتخابات الرئاسية” بعد العام 2011.

وصودرت املاك عائلة بن علي واصهاره وتم سجن عدد منهم.

وصدرت احكام مشددة بالسجن بحق الطرابلسي في قضايا فساد.

وقال الطرابلسي “اعتذر من قلبي (للشعب التونسي) واتمنى ان نطوي هذه الصفحة”.

وتابع “مرت سبع سنوات، أريد ان ينتهي ذلك. كان عمر ابنتي عشرة اشهر عندما تركتها وعمرها اليوم ثماني سنوات. أريد حريتي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية