مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عائلة موغابي وافقت في نهاية المطاف على دفنه في مقبرة “الأبطال”

نعش رئيس زيمبابوي السابق الراحل روبرت موغابي ينقل إلى معلب روفارو الرياضي في هراري في 12 أيلول/سبتمبر 2019 afp_tickers

وافقت الجمعة عائلة رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي الذي توفي الأسبوع الماضي، على دفنه في نصب مخصص “لأبطال” البلاد في هراري، ولكن ليس قبل شهر، وذلك اثر خلاف بين عائلته والحكومة.

وكانت مسألة مكان دفن موغابي تثير توترا كبيرا بين عائلته والسلطات في الأيام الأخيرة. وأعلن الناطق باسم العائلة ليو موغابي ابن شقيق الرئيس الراحل الخميس أن عمه سيدفن في قريته كما يرغب جزء من أقربائه وزعماء تقليديون.

بعد 24 ساعة، أعلن ليو موغابي قرارا مختلفا، موضحا أن روبرت موغابي سيدفن في “ميدان الأبطال” كما طلبت بإلحاح حكومة الرئيس الحالي ايمرسون منانغاغوا.

وأكد رئيس زيمبابوي التوصل إلى الاتفاق مع العائلة، ولكنّه أوضح أنّ الدفن لن يتم قبل عدة أسابيع.

وقال منانغاغوا أمام وسائل الإعلام “سنبني ضريحاً لاستقبال الأب المؤسس، في قمة تلة ميدان الأبطال”. وتابع “لن ندفنه قبل انتهاء الضريح”.

ومن جانبه أوضخ ليو موغابي أنّ “بناء هذا المكان سيستلزم 30 يوماً على الاقل”.

– توترات-

وعكس الخلاف حول مكان دفنه، التوتر بين الرئيس السابق وعائلته من جهة، ومن جهة أخرى منانغاغوا الذي وصفه موغابي علنا ب”الخائن”.

وكان الجيش دفع في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 موغابي إلى الرحيل بعد قراره إقالة منانغاغوا الذي كان نائبا للرئيس، تحت ضغط زوجته غريس موغابي. وبدعم من جزء من الحزب الحاكم، كانت السيدة الأولى السابقة تطمح لخلافة زوجها المسن.

بعد سنتين، ما زال المحيطون بموغابي يكنون كراهية للجنرالات وقادة الحزب الحاكم “الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي (زانو)-الجبهة الوطنية” الذين تخلوا عنه.

وخرج الخلاف الذي كان يجري في الكواليس، إلى العلن الخميس. وقالت العائلة إنها “صدمت لمحاولة حكومة زيمبابوي إجبارها على قبول برنامج تشييع ودفن (…) مخالف لإرادتها”.

ورد الرئيس منانغاغوا محاولا تهدئة التوتر “العائلة هي صاحبة الكلمة الفصل”.

بعيدا عن هذا الخلاف، تواصلت مراسم تكريم موغابي الجمعة في ملعب روفارو بضاحية هراري حيث تقاطر آلاف الأشخاص منذ صباح الجمة لإلقاء نظرة الوداع على موغابي في نعشه المفتوح.

وكان موغابي تسلم السلطة في هذا الملعب في 18 نيسان/ابريل 1980 في روديسيا السابقة التي كان يحكمها البيض، من رئيسها السابق ايان سميث.

وتوفي بطل استقلال المستعمرة البريطانية السابقة الذي تحول إلى حاكم مستبد، الجمعة الماضي عن 95 عاما في مستشفى فخم في سنغافورة كان يزوره للعلاج في السنوات الأخيرة.

ونقل جثمانه الأربعاء إلى هراري لمراسم تكريم تستمر عدة أيام بما فيها جنازة وطنية السبت في الملعب الرياضي الوطني في العاصمة بحضور رؤساء معظم الدول الإفريقية.

وحيا منانغاغوا عند وصول جثمان موغابي إلى المطار “الأب المؤسس للأمة”. وقال إن “الشعلة التي قادتنا إلى الاستقلال لم تعد موجودة، لكن عمله وأفكاره سيواصلان قيادة هذه الأمة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية