مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عشرات الالاف في مسيرة في موسكو تكريما لذكرى المعارض نيمتسوف

تظاهرة تكريم في موسكو للمعارض بوريس نيمتسوف الذي اغتيل الجمعة قرب الكرملين afp_tickers

شارك عشرات الالاف في مسيرة في وسط موسكو الاحد تكريما لذكرى المعارض والنائب الاسبق لرئيس الوزراء الروسي بوريس نيمتسوف الذي اغتيل بالقرب من الكرملين ليل الجمعة السبت ويتواصل التحقيق للعثور على الجناة.

وتدفق الالاف الذين حمل العديد منهم الاعلام الروسية واللافتات، الى ساحة في موسكو تحت اجواء غائمة قبل ان يتوجهوا الى الجسر الذي قتل عنده نيمتسوف قبل منتصف ليل الجمعة السبت.

وكتب على عدد من اللافتات “قتل من اجل مستقبل روسيا” و”حارب من اجل روسيا حرة” و”اوقفوا الحرب” في اوكرانيا.

وبدت المسيرة الاكبر للمعارضة منذ التظاهرات ضد الكرملين في العامين 2011-2012 التي شارك فيها اكثر من مئة ألف. وذكر المنظمون ان نحو 70 الف شخص شاركوا في التظاهرة فيما قدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 21 الفا.

واكد نائب اوكراني الاحد انه تعرض للاعتقال بيد الشرطة الروسية في موسكو قبيل بدء المسيرة، بحسب رسالة نشرها على موقعه على فيسبوك.

وكتب الكسي غونتشارنكوعلى شبكة التواصل الاجتماعي الى جانب صورة يرتدي فيها تي-شيرت مع صورة لنيمتسوف وعبارة “الابطال لا يموتون”: “الشرطة اعتقلتني. (…) لم اكن اردد اي شعار، ولم اكن احمل اي لافتة ولا اي علم. اعتقلوني لمجرد تي-شيرت. الان يقتادونني الى مركز الشرطة”.

واعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان توقيف النائب الاوكراني من قبل الشرطة للتحقيق معه على خلفية “الجرائم المرتكبة ضد مواطن روسي اثناء احداث اوديسا المأساوية”، في اشارة الى حريق اجرامي في اوديسا، حيث قضى اكثر من 40 شخصا غالبيتهم من الناشطين الموالين لروسيا حرقا وهم احياء في الثاني من ايار/مايو الماضي بعد مواجهات مع ناشطين موالين لاوكرانيا.

ومن جهته قال رئيس البرلمان الاوكراني فلوديمير غروسمان ان “النواب الاوكرانيين يملكون الحصانة الدبلوماسية وهذا الاعتقال هو انتهاك لقواعد القانون الدولي”، داعيا الى “اتخاذ الاجراءات الفوية” لاطلاق سراحه.

وفي وقت لاحق اعلن محامي النائب نيكولاي بولوزوف انه تم اطلاق سراحه، ولكنه سيمثل امام محكمة ادارية الاثنين ومن الممكن احتجازه.

ونقل مراسل لوكالة ريا نوفوستي ان النائب نقل في سيارة دبلوماسية برفقة قنصل اوكرانيا.

ومن جهة ثانية، وجهت وزارة الخارجية الاوكرانية مذكرة الى السلطات الروسية تطلب منها فيها السماح لرفيقة بوريس نيمتسوف، وهي شابة اوكرانية كانت الى جانبه لحظة اغتياله، بمغادرة البلاد.

والشابة الشاهدة المباشرة على جريمة قتل المعارض، لا يزال المحققون يستمعون الى اقوالها.

وفي مدينة سان بطرسبورغ، ثاني اكبر مدن روسيا، شارك نحو ستة الاف شخص في مسيرة، لف بعضهم علم اوكرانيا على نفسه.

وقال احد المشاركين ويدعى فسسيفولود نيلاييف “انا احمل العلم الاوكراني لانه قاتل من اجل انهاء الحرب في اوكرانيا. وقد قتلوه بسبب ذلك”.

وقبل ساعات من اغتياله، دعا نيمتسوف الروس عبر اذاعة صدى موسكو الى التظاهر الاحد ضد ما وصفه “بعدوان فلاديمير بوتين” في اوكرانيا. وهذه التظاهرة الغيت لتنظيم مسيرة تكريما لذكرى المعارض.

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت بان يبذل كل الجهود لمعاقبة قتلة نيمتسوف الذي سبب قتله صدمة لدى القادة الغربيين والمعارضة الروسية.

وكرم نيمتسوف ايضا في دول في اوروبا الشرقية. واضاء العديد من الاشخاص الشموع احياء لذكراه في وارسو وبراغ، كما وضع آخرون باقات الزهور امام مقر البعثة الروسية في بودابست.

وشارك حوالى 400 شخص في مسيرة في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، كما تجمع العشرات في ساحة الاستقلال في كييف.

وبرز نيمتسوف خلال التظاهرات التي هزت موسكو شتاء 2011 و2012. وفي 2013، قال ان 30 مليار دولار من اصل 50 مليار دولار حددت من اجل تنظيم الالعاب الاولمبية في روسيا اختفت تماما. ونفى الكرملين تلك الادعاءات.

وشغل منصب نائب رئيس الحكومة في التسعينات. وقتل ليل الجمعة – السبت اثر اطلاق النار عليه اثناء سيره على الجسر الكبير المحاذي للكرملين.

وقالت لجنة التحقيق في موسكو في بيان “لا شك ان هذه الجريمة تم التخطيط لها بدقة تماما مثل المكان الذي تم اختياره للقتل” على الجسر الكبير. واشارت الى انه قد يكون تمت التضحية بالمعارض الشهير من قبل هؤلاء الذين لا يعارضون استخدام طريقة مماثلة من اجل تحقيق اهدافهم السياسية.

وبثت قناة تي في سي الروسية مساء السبت لقطات صورتها كاميرا للمراقبة تقع في مكان بعيد ومرتفع على الجسر، قالت انها لعملية الاغتيال وبدت رديئة.

ويبدو نيمتسوف وصديقته لحظة قتله مخفيين وراء آلية لازالة الثلج في زاوية الكاميرا. وبعد ذلك يظهر شخص وصف بانه القاتل، يجري الى الرصيف قبل ان يصعد في سيارة لونها فاتح كانت تنتظر وغادرت المكان.

وقال عدد من الناقدين ان اغتيال نيمتسوف يعتبر بداية حقبة جديدة.

وذكرت السياسية البارزة يوليا لاتينينا “لقد دخلنا حقبة جديدة من التصفيات الجسدية للمعارضين السياسيين للنظام”. واضافت “الرسالة واضحة جدا: اي شخص يشارك في مسيرة معارضة يمكن ان يتعرض للقتل. ان هذا ارهاب سياسي”.

ومن جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف انه “من العاطفي جدا ومن الخطأ ايضا ان نستنتج بدء سلسلة من الجرائم المماثلة”.

ويتهم البعض الكرملين بخلق جو من الكراهية للغرب، على خلفية ازمة اوكرانيا، ما فتح الابواب امام العنف. وكان نيمتسوف اشتكى مرات عدة من تعرضه للملاحقة او من التنصت عليه.

ويعتقد انه كان يعمل قبل وفاته على بحث يفصل وجود القوات الروسية في اوكرانيا، وهو امر ينفيه الكرملين.

وتعليقا على جريمة الاغتيال، قالت ارملة رجل الاستخبارات الروسية السابق الكسندر ليتفينينكو الذي قتل مسموما في لندن في 2006، انها تشعر وكأن المشهد يعاد امامها برغم ختلاف طريقة القتل. وتتهم مارينا ليتفينينكو الرئيس الروسي باغتيال زوجها، وكررت الاتهام مجددا قائلة ان “مسؤولية ما حصل في روسيا خلال الاعوام الـ15 الماضية تقع على عاتق هذه الحكومة وبوتين شخصيا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية