مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عفو “انساني” عن الرئيس البيروفي الاسبق البرتو فوجيموري

الرئيس البيروفي الاسبق البرتو فوجيموري خلال مثوله امام محكمة في ليما في 06 حزيران/يونيو 2014 afp_tickers

اصدر رئيس البيرو بيدرو بابلو كوتشينسكي الاحد عفوا “انسانيا” عن رئيس الدولة الاسبق البرتو فوجيموري الذي يمضي حكما بالسجن 25 عاما بعد ادانته بالفساد وجرائم ضد الانسانية، ونقل الى المستشفى السبت.

وحكم البرتو فوجيموري (79 عاما) الذي يتحدر من اصل ياباني، البيرو من 1990 الى 2000.

وفي 2009، حكم عليه بالسجن 25 عاما بتهم فساد وارتكاب جرائم ضد الانسانية لوقوفه وراء اغتيال 25 شخصا بايدي سرية الموت خلال الحرب ضد حركة الدرب المضىء اليسارية المتطرفة الماوية.

وقالت الرئاسة في بيان ان رئيس الجمهورية “قرر منح العفو الانساني للسيد البرتو فوجيموري وسبعة آخرين في اوضاع مماثلة”. واوضحت ان العفو الرئاسي منح تلبية لطلب قدمه الرئيس الاسبق في 11 كانون الاول/ديسمبر.

وكان رجل البيرو السابق خضع قبل اسبوع لفحوص طبية في السجن الذي يمضي عقوبته فيه منذ 2007. وقال بيان الرئاسة “ثبت ان فوجيموري يعاني من مرض خطير مستعص وظروف السجن تشكل خطرا على حياته وصحته وسلامته” الجسدية.

وقد نقل السبت من السجن الى احد مستشفيات ليما بسبب ارتفاع في ضغط الدم وعدم انتظام في ضربات القلب، كما صرح طبيبه اليخاندرو اغويناغا. وقال “اعتقد انه تاثر بكل ما حدث هذا الاسبوع”.

– “يوم عظيم” –

تتحدث شائعات عن عفو بمناسبة عيد الميلاد وفي اعقاب مفاوضات بين الحكومة واقرباء فوجيموري، منذ تصويت مؤيد للرئيس كوتشينسكي.

فالرئيس البيروفي الذي ينتمي الى يمين الوسط، كان مهددا باجراء لعزله في البرلمان. وقد نجح الخميس في الاحتفاظ بالسلطة. لكن سبب هذا الانتصار هو في الواقع انقسام معسكر فوجيموري الذي ما زال يتمتع بنفوذ كبير في البلاد.

وخلال التصويت خرج النائب كينكي فوجيموري الابن الاصغر للرئيس الاسبق، عن موقف تياره وامتنع عن التصويت ما سمح لكوتشينسكي بتجنب اتهامه واطلق التكهنات بشأن العفو.

وخلال نقل البرتو فوجيموري الى المستشفى، رافقه ابنه الاصغر.

وكينكي فوجيموري الذي يتنافس على الارث السياسي لوالده مع شقيقته كيكو، كان اول من علق على العفو، معبرا في تغريدة على تويتر عن شكر العائلة للرئيس على هذه “المبادرة النبيلة”.

من جهتها، كتبت كيكو فوجيموري زعيمة “القوة الشعبية” اكبر حزب معارض “انه يوم عظيم لعائلتي ولتيار فوجيموري. اصبح والدي حرا اخيرا. سيكون عيد ميلاد للامل والفرح”.

وتمثل كيكو الجناح المعتدل من تيار فوجيموري. وقد اكدت باستمرار براءة والدها وطالبت بالغاء المحاكمة بسبب مخالفات فيها.

اما كينكي (37 عاما) الذي يمثل الجناح المتشدد والمحافظ، فلا يخفي طموحه الرئاسي بعدما اخفقت شقيقته مرتين في الانتخابات.

فقد هزمت في 2016 في مواجهة كوتشينسكي، وفي 2011 ضد اويانتا اومالا الموقوف قيد التحقيق حاليا بتهمة الحصول على رشى بقيمة ثلاثة ملايين دولار من المجموعة البرازيلية العملاقة للانشاءات اوديبريشت خلال الحملة الانتخابية”.

ودانت عائلات الضحايا ال25 الذين قتلوا في عهد فوجيموري العفو الرئاسي. كما انتقدت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان القرار بينما نزل شبان الى الشوارع في ليما واشتبكوا مع الشرطة التي منعتهم من الوصول الى قصر الحكومة.

وكتب خوسيه ميغيل فيفانكو مدير المكتب التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، على تويتر “اشعر بالاسف لصدور عفو انساني عن فوجيموري”. واضاف “بدلا من اعادة التأكيد في دولة قانون انه لا معاملة خاصة لاحد، جاءت فكرة الافراج عنه في اطار مفاوضات سياسية سوقية مقابل الابقاء على بيدرو بابلو كوتشينسكي في السلطة الى الابد”.

– رئيس مثير للجدل –

والبرتو فوجيموري الذي نجح في القضاء على متمردي اليسار المتطرف خلال فترة حكمة من 1990 الى 2000، ولد في 28 تموز/يوليو 1938 يوم العيد الوطني للبيرو، لمهاجرين يابانيين ودرس الهندسة الزراعية ثم قام بتدريس الرياضيات.

وفي 1990، انتخب فوجيموري الذي يحمل الجنسية اليابانية ايضا، رئيسا بفضل دعم اليسار. وفي 1995 اعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات من الدورة الاولى وب64 بالمئة من الاصوات. وبعد عام واحد اي في 1996 وافق فيها البرلمان على “تفسير” للدستور يسمح له بالترشح للرئاسة من جديد.

في العام 2000 اعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية لكن البرلمان اقاله في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ادلة على تورطه في الفساد.

فر فوجيموري الى اليابان وارسل استقالته بالفاكس من فندق في طوكيو. وامضت ليما سنوات تحاول اقناع طوكيو بتسليمه. وبعد معركة قضائية طويلة قامت تشيلي التي توجه اليها في 2005 بتسليمه الى البيرو في ايلول/سبتمبر 2007.

في 2009، حكم على فوجيموري بالسجن 25 عاما لانه اصدر اوامر بمجزرتين نفذتهما “سرايا الموت” في 1991 و1992 وقتل فيهما 25 شخصا بينهم طفل في اطار مكافحة منظمة “الدرب المضىء”.

وفي كانون الثاني/يناير 2015 حكم عليه مجددا بالسجن ثمانية اعوام بتهمة اختلاس اموال عامة في عقوبة رمزية لان القانون البيروفي يفرض إنزال أقصى عقوبة. كما حكم عليه بدفع مليون دولار الى الدولة.

خضع فوجيموري المصاب بالسرطان في السنوات الاخيرة لعدد من العمليات الجراحية. وهو مسجون في مركز للشرطة بالقرب من ليما ونقل مرات عدة الى المستشفى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية