مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عهد التميمي ناشطة فلسطينية معتقلة ضمن حملة إسرائيلية في الضفة الغربية

عهد التميمي (الثانية من اليمين) خلال مثولها امام المحكمة العسكرية في سجن عوفر في بلدة بيتونيا في الضفة الغربية المحتلة في 25 كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

تعتبر الفتاة الفلسطينية عهد التميمي بشعرها الأشقر المجعد وعينيها الواسعتين والتي اعتقلتها إسرائيل الإثنين بتهمة “التحريض على العنف والإرهاب” رمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية بالنسبة الى الفلسطينيين ومؤيديهم.

وتاريخ عهد في مواجهة الجيش الإسرائيلي يعود إلى طفولتها. كانت لا تزال في الحادية عشرة عندما انتشر شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع الجيش الاسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها. وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي إسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف او تردد، في محاولة لانقاذ الفتى من قبضة الجندي.

ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية. وسجن لسنوات عدة لدى اسرائيل.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، شنت حركة حماس الإسلامية هجوما مباغتا على البلدات الإسرائيلية الحدودية مع قطاع غزة. وقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الهجوم غير المسبوق معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة، وتجاوزت حصيلة القتلى في القطاع عشرة آلاف، معظمهم من النساء والأطفال.

وأججت الحرب الدائرة في القطاع التصعيد الذي كان موجودا أصلا في الضفة الغربية المحتلة إذ ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 150 قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أو هجمات من قبل مستوطنين.

– إلى الواجهة مجددا –

الإثنين، اعتقلت التميمي من منزل العائلة وتخضع حاليا للتحقيق بسبب منشور نسب لها على تطبيق انستغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي.

ويتوعد المنشور المتداول الإسرائيليين بـ “الذبح” مضيفا “نحن بانتظاركم في مدن الضفة جميعها”.

وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من الحساب المعني وما إذا كان بالفعل يعود للناشطة، إذ إنه لم يكن متاحا صباح الإثنين.

لكن والدتها ناريمان التميمي قالت إن “لا علاقة لعهد بهذه الصفحات وعندما تحاول عهد إنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يتم حظره على الفور … ليس لعهد حساب على انستغرام”.

وبحسب التميمي فإن زوجها والد عهد معتقل أيضا منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر ولا تتوافر للعائلة أي معلومات عنه.

ويعتبر اعتقالها الإثنين منعطفا جديدا في حياة الفتاة التي سبق أن قضت ثمانية أشهر في السجن بعدما صفعت جنديين إسرائيليين في باحة منزل العائلة في النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة وطلبت منهما مغادرة المكان.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس في فرنسا في العام 2018 قالت التميمي “كل كلمة أقولها لها ثقل وأنا مسؤولة عنها”. كما جعلها نشاطها تحظى باستقبال من قبل فريق ريال مدريد في العام 2018 أيضا.

في إسرائيل، أثارت شعبية الفتاة غضبا عارما، إلى درجة كتب السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل أورن على منصة إكس (تويتر سابقا) منشورا عبر فيه عن شكوكه بأن يكون أفراد عائلة التميمي أقارب بيولوجيين.

وقال إنه يعتقد أن العائلة تستأجر الاطفال وتلبسهم ملابس أميركية الطراز. وأثار هذا التعليق موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

– “خجولة” –

في العام 2017 اعتقلت عهد بعد انتشار شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان الى جدار منزل عائلة عهد، وتبدآن بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.

ويظهر شريط الفيديو ان الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا الى الخلف.

وترتدي عهد كوفية فلسطينية في شريط الفيديو، بينما تدفع الجنديين على سلم منزلها، وتحاول مع قريبتها ووالدتها ناريمان (43 عاما) طردهما من أمام المنزل.

ووقعت الحادثة في يوم من المواجهات في أنحاء الضفة الغربية وقعت خلال احتجاجات على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وكان أصيب فتى من عائلتها في يوم مواجهات آخر برصاص مطاطي اسرائيلي.

يصف باسم التميمي والد عهد ابنته بأنها “خجولة”، ويقول إنها “كبرت وهي تستمع الى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي”، مشيرا الى ان في عائلتها “شهداء بينهم خالها وعمتها”.

ويضيف “ثقافة المقاومة شكلت وعي عهد وإيمانها” بقضيتها.

على مواقع التواصل الاجتماعي، لطالما وصفها فلسطينيون وعرب بـ “البطلة” وطالبوا سابقا بالافراج عنها. وبين التعليقات “كم أنت عظيمة يا عهد، “لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار”.

وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وهي حاليا طالبة في جامعة بيرزيت القريبة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية