مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غزة: مقتل 15 فلسطينيا في قصف اسرائيلي على مدرسة تابعة للاونروا

فلسطيني يحمل جثة طفل قتل في القصف على مدرسة الاونروا afp_tickers

قتل خمسة عشر فلسطينيا بما في ذلك طفل رضيع الخميس اثر قصف مدفعي اسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في بيت حانون، شمال قطاع غزة.

وقال اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة لفرانس برس “ارتفع عدد الشهداء في مجزرة بيت حانون الى 15 شهيدا و200 جريح”، موضحا انه تم نقل الشهداء الى اربعة مستشفيات.

وكان مراسل فرانس برس في مستشفى جباليا قرب بيت حانون اكد وجود تسعة قتلى بما في ذلك طفل رضيع ووالدته.

وتشهد اغطية وملبوسات متناثرة في الملعب على ان المدرسة استخدمها اشخاص هربوا من منازلهم ومن اعمال العنف.

ولجأ حوالى 110 الاف غزي من اصل 1,8 مليون الى مدارس تابعة للاونروا هربا من القصف الاسرائيلي المتواصل.

ولكن شكك المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير في امكانية القاء اللوم على الجيش في هذه الغارة، مشيرة الى ان مقتل هؤلاء قد يكون بسبب اطلاق ناشطين من فصائل فلسطينية الصواريخ قرب المدرسة.

واكد المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) كريس غونيس “كان هناك عمليات اطلاق نار قرب المجمع”، مؤكدا ان الاونروا تفاوضت طوال اليوم “لتمكين المدنيين بما في ذلك موظفينا من المغادرة (…) لكن لم يمنحونا ذلك (…) والنتيجة مأساوية”.

ولكن ليرنير نفى ذلك ووصف تأكيد غونيس “بالسخيف”، قائلا “هو مخطىء”، مؤكدا بان الجيش قام بمنحهم نافذة انسانية في الفترة ما بين العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر من نهار الخميٍس.

واكد في حديث لوكالة فرانس برس انه “تم تطبيق النافذة الانسانية اليوم وطلبنا منهم في الايام الثلاثة الاخيرة اجلاء الناس من هناك لاننا نعلم ان حماس ستقوم بكل ما بوسعها لتعريض الناس للخطر”.

واعترف ليرنير بان الجيش “لا يعلم ما الذي سبب هذه المأساة” ولكنه القى باللوم على صواريخ قادمة من القطاع، قائلا “قامت اجهزة الاستشعار الخاصة بنا باستشعار عدة حوادث اطلقت فيها حماس قذائف هاون وصواريخ سقطت في بيت حانون”.

واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مقتل عدد من موظفي الامم المتحدة في الهجوم على المدرسة الذي قال انه “يدينه بشدة”.

وقال بان كي مون في اربيل (العراق)، كما جاء في بيان للامم المتحدة صدر في نيويورك “سقط عدد كبير من القتلى، بينهم نساء واطفال وموظفون من الامم المتحدة”. واعرب الامين العام عن “استيائه” من هذا الهجوم “الذي لم تتضح ظروفه بعد”.

ووجه نداء “جديدا الى كل الاطراف من اجل احترام التزاماتهم بموجب القوانين الانسانية الدولية واحترام حياة المدنيين وحصانة مقرات الامم المتحدة والتزاماتهم حيال العاملين في المجال الانساني”.

واضاف الامين العام للامم المتحدة الذي يقوم بوساطة من اجل وقف لاطلاق النار في غزة، ان الهجوم على المدرسة “يؤكد ضرورة السعي الى وقف المجازر والسعي الى وقفها منذ الان”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي من القاهرة حيث يواصل الوزير جون كيري جهوده من اجل وقف لاطلاق النار “نعرب عن حزننا العميق وقلقنا حيال هذا الحادث المأسوي. اننا نحض مجددا جميع الاطراف على مضاعفة جهودهم لحماية المدنيين”.

وقتل اكثر من 790 فلسطينيا واصيب 5050 اخرين بجراح منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة في 8 من تموز/يوليو الماضي،بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

ويتعذر التأكد من العدد الدقيق للقتلى الفلسطينيين نظرا الى الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها اجهزة الاسعاف وصعوبة التنسيق في ما بينها بسبب الحرب.

وفي احدث هذه الغارات،قتل سبعة فلسطينيين من عائلتي النجار والاسطل بينهم اربعة اطفال على الاقل في غارة اسرائيلية بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة .

كما سقطت قذائف مدفعية بالقرب من مستشفى الدرة للقصف شرق غزة ما ادى الى مقتل طفل مريض واصابة 30 بجروح.

وقتل 32 جنديا اسرائيليا ايضا في العملية و3 مدنيين بينهم عامل تايلاندي قتل بصاروخ سقط في مكان عمله جنوب اسرائيل.

وطلبت تايلاند من اسرائيل الخميس ان تنقل “فورا” الاف العمال التايلانديين الموجودين بالقرب من قطاع غزة وذلك غداة مقتله.

وفي اطار الجهود للتوصل الى اتفاق تهدئة بين اسرائيل وحماس، تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس هاتفيا مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان حركة حماس. وكيري في القاهرة التي عاد اليها الليلة الماضية.

ودعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى قبول “وقف اطلاق نار انساني” دون شروط لانهاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وجاءت تصريحات هاموند في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عرضت حكومته مبادرة للتهدئة لوقف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 17 يوما. لكن حماس رفضتها.

وقال هاموند ان “حماس يجب ان توافق على وقف اطلاق نار انساني دون شروط مسبقة من اجل الناس في غزة” وتابع “نحن نشعر بقلق بالغ من الازمة الانسانية المستمرة”.

ومن عمان، داعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى وقف لاطلاق النار يتبعه بحث في موضوع المفاوضات على اساس المبادرة المصرية.

وفي تطور اخر، الغت الوكالة الاوروبية لسلامة الطيران الخميس توصيتها بعدم القيام برحلات الى مطار تل ابيب الدولي داعية في الوقت نفسه الى “مراقبة المخاطر المتعلقة بسلامة الرحلات عن كثب”. وكانت الوكالة اوصفت بعدم تسيير رحلات الى تل ابيب الثلاثاء.

ولكن شركة لوفتهانزا مددت الحظر ليوم الجمعة.

وقبلها، الغت إدارة الطيران الفدرالية الاميركية الحظر الذي فرضته على رحلات شركات الطيران الاميركية الى اسرائيل لكنها حذرت من “الوضع غير المستقر” في المنطقة.

وتقول اسرائيل ان العملية البرية هدفها هدم شبكة الانفاق التي يستخدمها المقاتلون الفلسطينيون لشن هجمات داخل اسرائيل.

وقال وزير الداخلية جدعون ساعر “هدفنا هو ان يتمكن السكان الاسرائيليين من العيش دون تهديد الصواريخ او الانفاق. ونحن لن نساوم على هذا الهدف”.

بينما تحدث وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز عن “خيار السيطرة على قطاع غزة” الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وفي القدس، اعلنت الشرطة الاسرائيلية نشر تعزيزات في البلدة القديمة قبل احياء ليلة القدر في ليلة السادس والعشرين الى السابع والعشرين من رمضان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية