مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غموض يلف خروج اولى العائلات من الاحياء المحاصرة في حلب

دمار في حي بني زيد في حلب، الجمعة 29 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

افاد الاعلام الرسمي السوري السبت ان عشرات العائلات خرجت من احياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة عبر الممرات “الانسانية” التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة، لكن سكانا ومقاتلين معارضين نفوا هذا الامر.

واوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) “ان عشرات العائلات خرجت صباح اليوم عبر الممرات التي حددت (…) لخروج الاهالي المحاصرين من قبل المجموعات الارهابية في الاحياء الشرقية ووصلت الى حي صلاح الدين”.

واضافت الوكالة “قام عناصر الجيش باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل الى مراكز الاقامة المؤقتة”.

كما اشارت الوكالة الى “وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاما من أحياء حلب الشرقية الى حي صلاح الدين”.

واكد الجيش الروسي في بيان ان 169 مدنيا و69 من مقاتلي المعارضة سلموا اسلحتهم سلكوا منذ الجمعة احد الممرات “الانسانية” الثلاثة.

واعلن ايضا فتح اربع ممرات اضافية حول الاحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

ونشرت سانا صورا تظهر نساء في معاطف سوداء يمشين في صف بصحبة اطفال او يصعدن في حافلة.

وبثت قناة الاخبارية السورية صورا لعدد من النساء والاطفال يعبرون طريقا تحيط به ابنية مهدمة.

-“شائعات”-

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن خروج نحو عشرين مدنيا السبت من الاحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين للانتقال الى الاحياء التي يسيطر عليها النظام.

لكن سكانا لاحياء حلب الشرقية ومراسلا لفرانس برس في المكان نفوا وجود اي مؤشر لعمليات مغادرة مؤكدين ان عوائق لا تزال تمنع الوصول الى حي صلاح الدين.

وقال اياد ابو محمد احد قادة حركة نور الدين الزنكي المعارضة “يقول النظام انه فتح معبرا عبر صلاح الدين لكنها شائعات واكاذيب”.

وابلغ قيادي معارض اخر هو ياسر فليس مراسل فرانس برس “نحن على معبر (حي) بستان القصر. النظام يكذب. لم يفتحوا شيئا (…) على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر”.

وتفرض قوات النظام حصارا تاما على شرق حلب منذ 17 تموز/يوليو. ولم يتلق السكان منذ السابع من تموز/يوليو اي مساعدة.

ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف اذار/مارس باكثر من 280 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.

ورحبت الامم المتحدة بفتح الممرات كما عرضت الاشراف عليها.

الا ان الولايات المتحدة ابدت الجمعة تشكيكا كبيرا فيها ووصل الامر بوزير خارجيتها جون كيري الى حد التخوف من ان تكون هناك “خدعة” روسية وراءها.

كما شككت المعارضة بنوايا النظام وحليفه الروسي.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان لفرانس برس “ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب بممرات الموت”.

من جهته، قال ابو محمد (50 عاما) وهو اب لاربعة اولاد “اريد الخروج ولكنني لا ارغب بالتوجه الى المناطق التي يسيطر عليها النظام” معربا عن خوفه “من ان يقتادوا ابني البالغ من العمر17 عاما لاداء الخدمة الالزامية والقتال على الجبهة”.

واضاف “ان الوضع الانساني يزداد سوءا ونجد صعوبة بالحصول على الغذاء”.

ويستخدم النظام السوري سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرته واخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم.

ويشن سلاح الجو السوري غارات مكثفة على مواقع في منطقتي الشقيف وضهرة عبد ربه الواقعتين شمال مدينة حلب، بهدف تشديد الحصار اكثر على الاحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري.

كما يسعى النظام بذلك الى عرقلة اي محاولة يقوم بها المقاتلون من اجل ارسال تعزيزات او شن هجوم مضاد لفك الحصار على الاحياء الشرقية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية