مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا تطرد إماما سلفيا معروفا بخطبه المتطرفة إلى الجزائر

صورة التقطت في 8 شباط/فبراير 2018 للامام السلفي الهادي دودي الذي رحلته السلطات الفرنسية الى الجزائر في 20 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

رحّلت السلطات الفرنسية إماما سلفيا نافذا من مرسيليا (جنوب شرق) تتهمه وزارة الداخلية بإلقاء خطب مليئة بالكراهية والتطرف صباح الجمعة إلى بلاده الجزائر.

وتم الجمعة تنفيذ قرار طرد الامام الهادي دودي (63 عاما) الذي كان قيد التوقيف الاداري منذ الثلاثاء، غداة رفض شكوى تقدم بها أمام محكمة حقوق الانسان الاوروبية.

وكانت شرطة مرسيليا تراقب الامام منذ فترة وتعتبره “مرجعا” للسلفية في فرنسا خصوصا على الانترنت وتشعر بالقلق ازاء نفوذه المتزايد.

واغلقت مديرية الشرطة مسجد السنة في وسط مرسيليا في أواخر 2017. وأكد ذلك مجلس الدولة أعلى سلطة ادارية في فرنسا في 31 كانون الثاني/يناير الماضي.

وبررت المديرية ذلك آنذاك بان خطب الامام تدعو الى “دحر الكفار والقضاء عليهم” وتحض على “الثأر بحق الذين يعصون الله ونبيه والذين عقابهم الالهي القتل أو الصلب”.

كما اشارت الى خطب “تشير الى اليهود بانهم +أنجاس+ و+حفدة القردة والخنازير+ وتدعو الى قول الشهادة في الاماكن العامة لاخافة +الكفار+”. كما يبدو ان العديد من مرتادي المسجد التحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

واستندت المديرية في ذلك الى مذكرة للاستخبارات تحلل 25 خطبة تلاها الامام بين كانون الثاني/يناير 2013 وايلول/سبتمبر 2017 واستعادتها وزارة الداخلية بعدها لبدء اجراء قضائي في شباط/فبراير.

وبعد ان قتل محمد مراح سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يهود في 2012، شهدت البلاد المستهدفة خصوصا بسبب مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق منذ العام 2015 سلسلة من الهجمات الجهادية غير المسبوقة والتي أوقعت 245 قتيلا من بينهم 130 في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 و86 في نيس (جنوب شرق) في تموز/يوليو 2016.

– أقوال متنازع عليها –

مثل دودي الذي أتى الى فرنسا في 1981 وله سبعة أولاد ثلاثة منهم قاصرون، امام لجنة مؤلفة من قضاة اداريين وشرعيين من مرسيليا أعطت موافقتها على الترحيل في الثامن من آذار/مارس الماضي.

وقالت اللجنة إن “تحليل الايديولوجيا التي يروج لها دودي (..) يظهر انه ينفي الآخر في فرادته وانسانيته”، مضيفة ان تعريف الامام للاخر “يقتصر على جنسه وانتمائه لعرق او ديانة أو فئة من الناس وهو ما يمس المبادئ الاساسية للجمهورية”.

الا ان الامام نفى أي تحريض على الكراهية. وعند اغلاق المسجد أكد المصلون الذين يقصدونه انهم كانوا يأتون بحثا عن توجه سلفي “هادئ”، وقراءة حرفية لاركان الاسلام لكن معارضة للعنف الذي يدعو اليه الجهاديون.

واعترض نبيل بودي محامي دودي امام لجنة الترحيل على الوثائق التي قدمتها الادارة الفرنسية وخصوصا تقرير الاستخبارات، معتبرا انها اقوال مبتورة وأو ترجمت بشكل سيء.

وتقدم المحامي الثلاثاء أمام محكمة حقوق الانسان الاوروبية مشيرا الى خطر تعرض موكله للتعذيب او “معاملة غير انسانية او مهينة” اذا طردته السلطات الفرنسية الى الجزائر.

ويأتي طرد الامام بعد أقل من شهر على ترحيل الامام المساعد لمسجد تورسي (المنطقة الباريسية) محمد تلاغي في 28 اذار/مارس الى المغرب بسبب خطبه المتطرفة وبموجب قرار صدر في الثاني منه.

وأوضح وزير الداخلية جيرار كولومب في مقابلة مع صحيفة “وست فرانس” في 31 اذار/مارس الماضي ان السلطات رحلت عشرين أجنبيا متطرفين يقيمون في وضع قانوني من البلاد في 2017 وانه رقم “غير مسبوق”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية