مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في هلمند مسرح الحرب مع طالبان العمل لا يهدأ في المستشفى العسكري

صورة ملتقطة في 28 آب/أغسطس 2017، لجندي مصاب من الجيش الوطني الأفغاني يستريح بعد تلقي العلاج في مستشفى عسكري في هلمند. afp_tickers

في هلمند، حيث تتواصل حرب ضارية بين القوات الافغانية وحركة طالبان، يعمل موظفو المستشفى العسكري على مدى الساعات الاربع والعشرين للتعامل مع التدفق المتواصل للضحايا.

ويصل المرضى من الجنود او عناصر الشرطة الى المستشفى من جميع أنحاء هلمند، اكبر الولايات الأفغانية والواقعة في اقصى جنوب البلاد، وهي ايضا الولاية التي تشكل معقلا لحركة طالبان ولعملياتها العسكرية.

ويبقى الجراحون الخمسة الموجودون في المكان على أهبة الاستعداد لمعالجة ضحايا قذائف الهاون والاسلحة الثقيلة او العبوات المتفجرة. ثلاثة منهم لا يزالون يتعلمون المهنة، ويشكل المستشفى والعمليات الجراحية التي يقومون بها فعليا، حقل تجاربهم.

ويقول احدهم، محمد كريم، “نواجه في بعض الأحيان ضغطا كبيرا، لأن عدد موظفينا قليل، ونستقبل عددا كبيرا من الجرحى. الشخص الواحد يقوم بعمل اربعة اشخاص”.

ويستقبل المستشفى أيضا جثث العسكريين وعناصر الشرطة، ويأخذ على عاتقه تسليمها الى عائلاتهم، وهم غالبا ما كانوا معيلها الوحيد.

ويقول مسؤولون افغان واميركيون ان هذا المستشفى المجهز بخمسين سريرا، هو واحد من أنشط المستشفيات في افغانستان، ومنه تخرج ربع عمليات الاجلاء الطبية الى مستشفيات أكثر تجهيزا في العاصمة كابول.

والطلب على الأسرة كبيرا في المستشفى الى درجة تدفع القيمين عليه الى إعطاء إذن للجرحى بالمغادرة بالكاد بعد بضعة ايام على تلقيهم العلاج، حتى يتمكن المستشفى من استقبال الواصلين الجدد.

وبسبب النقص في الاختصاصيين، غالبا ما يضطر الذين يتولون مهمة تأمين العلاج الى العمل في مجالات تتخطى مجالات اختصاصهم.

ويقول رئيس المستشفى العميد حسين غول باكنيهاد “نقوم بكل ما في وسعنا من أجل خدمة شعبنا”.

وكوفئت جهود العاملين في المستشفى بـ “ميدالية التميز” التي منحتها الرئاسة الى مستشفى الفوج 215، أحد المستشفيات العسكرية الستة في البلاد.

– خسائر فادحة –

ويراقب ممرضون يرتدون سترات خضر وقبعات من اللون نفسه، البيانات الطبية الحيوية لجنديين تغطي الضمادات جسديهما ممددين في قاعة العناية الفائقة، وهما من ضحايا عناصر حركة طالبان التي تقود حركة تمرد عنيفة في الولاية الغنية بالأفيون.

وقد أصيب الجنديان، وهما في العشرينات، خلال معركة ضد المتمردين للسيطرة على منطقة سانغين، الاول برصاصة في رأسه، والثاني بانفجار لغم. وينتطر الشابان الغائبان عن الوعي عملية جراحية.

ويقول الطبيب في البحرية الاميركية مايكل موركادو ان عناصر الفريق الطبي “سيقومون بكل ما في وسعهم على صعيد الجراحة والحالات الطارئة والصدمات”. ويقوم الطبيب منذ نيسان/ابريل بمساعدة المستشفى في اطار مهمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان التي باتت تتمحور حول المساعدة والتدريب وتقديم النصح.

وتضعف الخسائر الفادحة التي مني بها الجيش الافغاني منذ انسحاب القسم الاكبر من قوات الحلف الاطلسي أواخر 2014، معنويات القوات، وتتجسد الخسائر في عدد الضحايا الذي يصل الى مستشفى الفوج 215. ويقيم عناصر الفوج في غرف قريبة مستعدين في كل لحظة للتحرك.

وتلقى العلاج في هذا المستشفى حوالى 1600 شرطي وجندي اصيبوا خلال المعاك والعمليات الامنية، ونقلت اليه 780 جثة بين شباط/فبراير 2016 وشباط/فبراير 2017.

لكن البعض يأمل في ان تساهم عودة المارينز الى هلمند ووعد دونالد ترامب بإبقاء القوات الاميركية في افغانستان طالما كان وجودها ضروريا، في خفض الخسائر.

وتؤكد الارقام وجود تحسن منذ آذار/مارس (574 جريحا و276 قتيلا)، يعزوه المسؤولون الاميركيون والأفغان الى تدريب افضل، وتحسن أداء قوى الأمن.

ويخلص باكنيهاد الى القول “يسعدنا تواجد قوات المارينز معنا لمساعدتنا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية