مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قناة بنما الحلقة الاستراتيجية في التجارة العالمية تحتفل بمئة عام على تدشينها

صورة من ارشيف تشرين الثاني/نوفمبر 1906 للرئيس الاميركي ثيودور روزفلت (الخامس من اليسار) خلال تفقده لاعمال قناة بنما afp_tickers

احتفلت بنما الجمعة بذكرى مرور مئة عام على فتح القناة التي تعد من المشاريع الكبرى في القرن العشرين وغيرت جذريا التجارة العالمية بربطها المحيط الاطلسي بالمحيط الهادىء لكن يفترض ان يتم تحديثها لمواجهة المنافسة.

ففي 15 آب/اغسطس 1914 وبعد اشغال استمرت اكثر من ثلاثين عاما وموت 27 الف عامل بسبب اصابتهم بالملاريا او الحمى الصفراء، دشن الاميركيون هذا المشروع الهندسي الهائل.

وقد نجحوا في تحقيق ما فشل فيه الفرنسيون بين 1881 و1904، بقيادة المهندس فرديناند دوليسيبس الذي كان وراء شق قناة السويس.

وكتب على واجهة سد قديم في ميرافلوريس حيث جرى الاحتفال الجمعة برئاسة مدير القناة خورخي كيخانو وحضور مئات العاملين في القناة ومدعوين “مئة عام من الابواب المفتوحة من اجل عزتنا”.

وقال كيخانو “اليوم هو يوم عمليات كغيره لان 35 سفينة تستفيد يوميا من طريق اقصر بين المحيط الاطلسي والمحيط الهادىء”.

اما الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا فقال ان “العالم يحتفل اليوم بقرن من المهارة وبمئة عام من الخيال والجهد والتضحية البشرية”. ووضع فاريلا اكاليل من الورود في مقبرة للعمال الذين لقوا حتفهم خلال بناء القناة.

وقبل مئة عام، شكل فتح هذا الممر المائي ثورة في التجارة العالمية وسمح للولايات المتحدة اولا بنقل اسطولها العسكري والتجاري من ساحل الى آخر، قبل ان يصبح حلقة اساسية للمبادلات بين اوروبا واميركا اللاتينية وآسيا.

وقال المحلل خوسيه ايزابيل بلاندون ان القناة “ولدت كجيب استعماري لكنها اصبحت محركا للتنمية”.

وفي كل سنة تمر بين ضفتي القناة 14 الف سفينة لتعبر خلال حوالى عشر ساعات القناة ثم تتوجه الى 1700 مرفأ في العالم في 160 بلدا.

وانتقلت ادارة القناة التي يمر منها خمسة بالمئة من التجارة البحرية العالمية، من الولايات المتحدة الى بنما البلد الصغير في اميركا الوسطى في 13 كانون الاول/ديسمبر 1999.

واصبحت بنما مسؤولة عن المرحلة المقبلة وهي توسيع القناة.

وبدأ مشروع عملاق في 2007 تبلغ ميزانيته اكثر من اربعة مليارات يورو لتزويد القناة بمجموعة ثالثة من السدود التي تسمح بمرور سفن تنقل بين 12 الف و15 الف حاوية، مقابل خمسة آلاف حاليا. وسيرتفع بذلك حجم الترانزيت بمقدار الضعف ليصل الى 600 مليون طن سنويا.

وقد تم انجاز ثلاثة ارباع المشروع الذي تأخر مع ذلك لسنة. فقد كان يفترض ان يدشن في الذكرى المئوية لكن ذلك لن يتم قبل 2016 خصوصا بسبب خلاف بين الكونسورسيوم المكلف بالاشغال بقيادة المجموعة الاسبانية ساسير، والذي كان يطالب بزيادة في التمويل.

ومنذ الآن تجري دراسة اضافة مجموعة رابعة من السدود لزيادة قدرة القناة. وقال كيخانو “لن نتوقف ابدا عن التفكير في كيفية تجديد وتحديث قناتنا، لانه ما ان نكف عن ذلك حتى يتقدمون علينا”.

وهو يلمح بذلك الى المنافسة وخصوصا في السويس التي ادت قدرتها الاكبر على “تقويض عائداتنا ببطء” وتنوي التوسع خلال عام.

وفي نيكاراغوا اعلنت شركة صينية انها تشق قناة بين المحيط الهادىء والبحر الكاريبي اطول بثلاث مرات من قناة بنما ويمكن ان تستقبل بين 12 الف و25 الف حاوية. ويتوقع ان تنجز خلال خمسة اعوام.

وقال الخبير السياسي والمؤرخ كارلوس غيفارا مان “نأمل ان ينتهي توسيع القناة (بنما) بنجاح. اذا حدث تأخير جديد، فهناك خطر زيادة النفقات او خسارة زبائن في مواجهة تطور طرق بديلة”.

والقناة اساسية لاقتصاد بنما الذي يعد من اكثر الاقتصادات حيوية في المنطقة وسجل نسبة نمو تبلغ 8,4 بالمئة في 2013.

وتدر القناة التي تشكل الصين والولايات المتحدة ابرز زبائنها مليار دولار سنويا لخزينة الدولة تشكل عشرة بالمئة من العائدات الضريبية. كما تشكل ستة بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي وعشرة آلاف وظيفة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية