مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تخترق سور المدينة القديمة في الرقة بدعم من التحالف الدولي

النيران تتصاعد من المباني بعد انباء عن ضربة على منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في درعا بجنوب سوريا في 3 تموز/يوليو. afp_tickers

اخترقت قوات سوريا الديموقراطية سور المدينة القديمة في الرقة بعد غارات للتحالف الدولي أدت الى فتح ثغرتين فيه، ما يعد تقدما نوعيا للفصائل الكردية والعربية في هجومها على معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وأعلنت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) ليل الاثنين في بيان ان “قوات التحالف دعمت تقدم قوات سوريا الديموقراطية في الجزء الاكثر تحصينا من الرقة عبر فتح ثغرتين صغيرتين في سور الرافقة المحيط بالمدينة القديمة”.

وأوضحت ان طائرات التحالف “شنت غارات محددة الهدف على جزئين صغيرين من السور مما اتاح لقوات التحالف وشركائها اختراق المدينة القديمة في أماكن اختارتها هي وحرمت تنظيم الدولة الاسلامية من استخدام ألغام زرعها وعبوات ناسفة”.

ويبلغ طول أجزاء السور التي استهدفتها الغارات وفق البيان 25 مترا ويبلغ القسم المتبقي من السور 2500 متراً. ويعود تاريخ بنائه الى العصر العباسي حين شكلت الرقة مركزاً علمياً وثقافياً هاماً.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية من جهتها في تغريدات على حسابها على موقع تويتر انها “تقاتل قرب مركز الرقة” مشيرة الى ان الضربة الجوية “الدقيقة” اتاحت “دخول قواتها وتجنب مفخخات داعش”.

وذكرت ان تنظيم الدولة الاسلامية استخدم “هذا السور الاثري لشن الهجمات”، وكذلك لزرع “المفخخات والألغام في منافذ السور لإعاقة تقدم” قواتها.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تقدم “ثلاث مجموعات من قوات سوريا الديموقراطية مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية، من ثلاثة محاور من شرق سور المدينة القديمة فجر اليوم، واخترقت دفاعات التنظيم بغطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي”.

وبعد ساعات، تمكن عناصر من قوات النخبة السورية، مجموعة مقاتلين عرب تدعمهم واشنطن ويقاتلون في اطار عملية “غضب الفرات” من استعادة حي الصناعة الذي كان الجهاديون قد استعادوا السيطرة عليه الجمعة. وتمكنوا اثر ذلك من دخول المدينة القديمة عبر باب بغداد باسناد جوي من التحالف، بحسب المرصد.

واشار المتحدث باسم قوات النخبة محمد خالد شاكر الى “اشتباكات عنيفة منذ فجر الثلاثاء وتحشيد لاكثر من مئتي عنصر” من قواته.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان قوات سوريا الديموقراطية تخوض اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين في ثلاث نقاط داخل المدينة القديمة الثلاثاء، وتقاتل قوات النخبة في موقع رابع.

وبدأت هذه القوات هجوما داخل مدينة الرقة في السادس من حزيران/يونيو بدعم من التحالف وتمكنت من السيطرة على احياء عدة في المدينة التي استولى عليها الجهاديون منذ العام 2014.

ويتحصن مقاتلو التنظيم الذين يقدر التحالف الدولي عددهم بـ 2500 مقاتل بشكل رئيسي في المدينة القديمة التي يدافعون عنها بشراسة.

– “كسر العمود الفقري” –

واعتبر الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية، ابرز مكونات قوات سوريا الديموقراطية، نوري محمود في تصريحات لفرانس برس ان “دخول قواتنا الى المدينة القديمة يعد بمثابة كسر العمود الفقري لنظام الحماية الذي وضعه داعش في مدينة الرقة” لافتا الى أن “اهم تحصينات داعش كانت خلف اسوار المدينة القديمة”.

وفي تغريدات على موقع تويتر، قال الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية بريت ماكغورك ان دخول المدينة القديمة في الرقة يعد “نقطة تحول في حملة تحرير المدينة”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هذا التقدم يعد “الاهم” منذ بدء الهجوم داخل الرقة، اذ انه “كسر خطوط الدفاع الأولى لتنظيم الدولة الإسلامية عند أسوار المدينة القديمة”.

واضاف “المعركة الحقيقية بدات اليوم” معتبرا ان التحدي الابرز امام الفصائل العربية والكردية هو “التمكن من فتح ممرات آمنة لاخلاء المدنيين”.

وأبدت الامم المتحدة قبل ايام قلقها على مصير 100 ألف مدني محاصرين في الرقة.

ويسيطر التنظيم وفق المرصد حالياً على سبعين في المئة من مدينة الرقة. ورغم خسارته مناطق شاسعة في سوريا منذ العام 2015، لا يزال يتواجد في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق مدينة الرقة. كما يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور (شرق) واجزاء من محافظات حماه وحمص (وسط) والحسكة (شمال شرق).

وفي موازاة المعارك العنيفة في الرقة، يبحث وفدا النظام السوري والفصائل المقاتلة في استانا امكانية اقامة مناطق آمنة في بعض المحافظات والمناطق السورية، في محادثات بدأت الثلاثاء وتستمر حتى الاربعاء برعاية روسيا وايران، حليفتا النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة.

– الموصل تنتظر الحسم-

في العراق المجاور، تواصل القوات الأمنية توغلها في أحياء المدينة القديمة في الموصل لحسم المعركة ضد الجهاديين.

وقال معاون قائد العمليات الخاصة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب العميد الركن حيدر العبيدي لفرانس برس الثلاثاء “بعد الوقوف على مشارف شارع النبي جرجيس اليوم، قطعاتنا عبرت هذا الشارع وتوجهت نحو أهدافنا المتبقية وهي حي الميدان وحي الشعارين”.

وأضاف “منذ الصباح الباكر، تمكنا من تحقيق موطئ قدم مهم في هذه الأحياء (…) لم يتبق شيء للعدو سوى هذه الأحياء البسيطة، وفي اليومين القريبين سوف نعلن المدينة القديمة محررة بالكامل”.

من جهته، أوضح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قواته “تستمر بخوض معارك شرسة (…) في المحور الجنوبي والتقدم نحو أهدافها المرسومة”.

ورغم أن المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد مدنيين بداخلها، تجعل العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر.

وبدأت القوات العراقية هجومها على الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر، واستعادت الجانب الشرقي من المدينة مطلع العام، قبل أن تطلق هجومها على الجزء الغربي. وأعلنت في 18 حزيران/يونيو بدء اقتحام المدينة القديمة، وباتت الآن في المراحل الأخيرة من الهجوم.

بورز-ام-لار/نور

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية